تعذيب وتنكيل وإهانات.. معتقل يمني يكشف فظائع سجون الحوثي
تعذيب وتنكيل وإهانات بالغة تعرض لها الشاب اليمني شادي محمد سعد عندما وقع أسيرا في يد مليشيات الحوثي الإرهابية.
ولم يتخيل شادي أن عمله كمتطوع لإنقاذ الجرحى بمدينة عدن عام 2015، أثناء اجتياحها من قبل مليشيات الحوثي، سينتهي به أسيرا في سجون المليشيات الإرهابية.
- 8 سنوات عجاف على "النكبة".. الحوثي وكارثة الانقلاب باليمن
- يزيد "العنف و الحرب".. حكومة اليمن تفضح استغلال الحوثي للهدنة
وعندما وقع شادي في الأسر أثناء محاولته اجتياز نقطة أمنية، شعر أن حياته انتهت، فالمليشيات الانقلابية التي تستهدف المدنيين بالأسلحة والقذائف الثقيلة، أسرته رغم عمله الإنساني.
احتجاز ظالم
ويروي شادي محمد سعد لـ "العين الإخبارية" عملية أسره قائلا: "لم أكن جنديا، وإنما أنا شخص مدني دفعته إنسانيته لتقديم العون للمصابين، فتم احتجازي في نقطة أمنية وفي صباح اليوم التالي، تم تغطية عيناي وتقييد يداي ونُقلت إلى محافظة لحج المجاورة".
ويضيف: "تم إدخالي إلى أحد المباني التي خصصت كمركز اعتقال للمدنيين، وحينما تم انتزاع الغمامة من علي عيناي شاهدت نحو 45 أسيرا مدنيا، وتم احتجازنا في مبنى يتبع قاعدة العند الجوية".
تعامل لا إنساني
وفي اللحظة التي تم فيها اعتقال شادي فيها، فقدت أسرته أثره، ولم تعلم أنه أسير لدى مليشيات الحوثي، وطيلة الساعات الأربع والعشرين اللاحقة ظلت أسرته تبحث عنه في كل مكان، فيما كان هاتفه النقال مغلقا، ما زاد من الحيرة التي تملكت عائلته.
في اليوم التالي، وبعد عدة محاولات للاتصال به، تمكنت إحدى قريباته أخيرا من الاتصال على هاتفه الشخصي، ليجيبها أحد عناصر مليشيات الحوثي بطريقة فجة ووقحة، قائلا: "قتلنا شادي وألقينا جثته للكلاب".
وعن رد فعل الأسرة على هذا الفعل غير الإنساني، قالت شقيقة شادي: "كان لذلك الرد وقع الصاعقة على جميع أفراد عائلتنا، لقد كان صادما وعملا شنيعا، وهالنا أن يلقى أخي حتفه بتلك الطريقة الوحشية".
والدة شادي كانت الوحيدة في أسرته التي لم تصدق ذلك النبأ، وكان لديها إحساس قوي أن ابنها مازال على قيد الحياة، ورغم ذلك انطلقت أسرته للبحث عنه بين عشرات الجثث في الخط الساحلي في منطقة خور مكسر.
وتقول شقيقته: "كانت الجثث كثيرة من جراء جرائم المليشيات الإرهابية، لكننا لم نجد شادي بينها، وراودتنا أسئلة كثيرة، هل توفى بالفعل أم لا؟، وحاولنا التواصل مع عناصر المليشيات من خلال هاتف شادي الذي كان ما يزال بحوزتهم، إلا أن ردودهم كانت تتم بطريقة همجية، وبلا أخلاق أو إنسانية.
أسرة شادي في سبيل اقتفاء أثره واجهت أهوالا وصعوبات جمة في التحرك والبحث عنه في أحياء وشواطئ عدن، فإطلاق النار يتم في كل مكان، وأصوات الانفجارات تملأ سماء المدينة.
من عدن إلى صنعاء
وبينما كانت أسرة الشاب الأسير تجد صعوبة في الوصول إلى خيوط تدلها على مصيره، كانت مليشيات الحوثي تنقل الأسرى إلى صنعاء، مع بدء التحالف العربي في إطلاق تحرير عدن، وكان شادي أحد هؤلاء الذين تم نقلهم.
ويقول شادي: "كنت ضمن من تم نقلهم رغم أني لم أكن عسكريا في الجبهة".
ويضيف: "باعتباري أحد الأسرى المهمين أطلق علي عناصر الحوثي بتهكم (طبيب الدواعش)، رغم أنه لا علاقة لي بمهنة الطب فدراستي الجامعية كانت في تخصص اللغة الإنجليزية".
وطيلة شهرين مكث شادي في قاعدة العند الجوية، حاول والده التواصل مع قيادات حوثية في صنعاء كونه كان يعيش فيها، فكان رد تلك القيادات أن "ملف شادي أحمر فلا تحاول البحث عنه".
ويتابع شادي روايته قائلا: "وصلت مع عشرات المختطفين المدنيين إلى السجن المركزي في صنعاء، على متن 19 حافلة، كان ذلك في ثاني أيام عيد الأضحى، فيما كانت القيود تحيط معاصمنا".
ويضيف "مكثت شهرين في سجن صنعاء المركزي بنفس الملابس التي كنت أرتديها وقت اعتقالي، وتم اقتيادنا إلى عنبر خاص بسجناء تنظيم القاعدة في ذلك السجن سيء السمعة، ثم تم تحويلنا إلى مدرسة داخل السجن ذاته، ومكثنا فيها ونحن مقيدون لشهر كامل، قبل أن يتم نقلنا إلى كلية الطيران الحربي، حيث تم استخدامنا كدروع بشرية لـ4 أشهر".
ويؤكد شادي محمد سعد تعرض الأسرى لجلسات تعذيب على يد عناصر مليشيات الحوثي، ويقول: "كانت الحرب النفسية أكثر إيلاما، وكان المعتقل يضم قرابه 700 شخص، وفي كل غرفة 50 فردا".
وعن أساليب التعذيب غير الإنسانية التي تعرض لها، يقول شادي: "كان من الصعب على الأسير دخول دورة المياه، إلا بعد فترة انتظار طويلة، وفي غالبية الأوقات تسمح عناصر المليشيات للمعتقل بدخول الحمام مرة واحدة فقط في اليوم، كما أن الطعام المقدم للأسرى غير مناسب".
ولكن الجزء الأبشع، يصفه شادي قائلا: "كنا لا نستطيع النوم من أصوات السجناء الذين يتعرضون للتعذيب حتى ساعات الفجر.. شاهدت جثثا وضحايا تعذيب وحشي، وعشنا رعبا لا يمكن تحمله، وكنت فقط أنتظر لحظات الموت، ولم أتوقع أن أعود يوما إلى عدن".
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز