"إعصار الجنوب" يدك الحوثي.. خريطة انتصارات "العمالقة" في 4 أيام
مع دخول عملية "إعصار الجنوب" باليمن ضد مليشيات الحوثي يومها الخامس، تقترب ألوية "العمالقة" من امتلاك مفاتيح محافظة شبوة.
وبات بإمكان العمالقة التوجه صوب مديرية عين، أقصى شمال غرب شبوة على الحدود من محافظة مأرب (شرق) أو الاستمرار في التوغل صوب مدينة العليا حاضرة مديرية بيحان على الحدود مع محافظة البيضاء (وسط).
- بالصور.. "العين الإخبارية" تتجول بمناطق شبوة المحررة من قبل "العمالقة"
يأتي ذلك عقب إعادة انتشار عسكري لألوية العمالقة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي في عملية استهدفت تحجيم نفوذ المشروع الإيراني وأدواته من الحوثيين والتصدي لمخططات تنظيم الإخوان الإرهابي.
كما جاءت ضمن ترتيبات عسكرية وفقا لاتفاق الرياض برعاية التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في مسعى لتغيير معادلة ومسار الحرب ضد مليشيات الحوثي التي تهاجم مأرب منذ أكثر من عام برا وجوا بالصواريخ والمُسيرات.
المرحلة الأولى
شرارة "إعصار الجنوب" التي انطلقت فجر العام الجديد بهجوم ثابت عبر عديد من المحاور القتالية انطلاقا من صحراء رملة السبعتين، تُوجت بتحرير مركز مدينة عسيلان والعديد من المرتفعات المحيطة بها.
كما نجحت في تنفيذ عملية التفاف خاطفة وتحرير جبل "بن عقيل" الاستراتيجي المطل على مركز مديرية عسيلان، وكان واحدا من أخطر تحصينات الحوثيين.
وتعد السيطرة على مدينة عسيلان وجبل "بن عقيل" هي المرحلة الأولى من عملية "إعصار الجنوب" وفقا لقائد قوات العمالقة العميد أبوزرعة المحرمي.
وتؤوي عسيلان أكثر من 22 ألف نسمة من السكان غالبيتهم ينحدرون من قبيلة بلحارث التي تستوطن مختلف قرى ومراكز المديرية الغنية بالنفط.
معركة هجر كحلان
في المرحلة الثانية لعملية "إعصار الجنوب" وتحديدا في اليوم الثاني والثالث استكملت قوات العمالقة تأمين مدينة عسيلان، وشنت هجوما عموديا عبر أكثر من محور قتالي صوب بلدة "هجر كحلان" على بعد 3 كيلومترات.
واستهدفت قوات العمالقة بالهجوم نقل المعارك من جغرافية عسيلان إلى المناطق التابعة إداريا لمديريتي بيحان وعين وتحديدا إلى مدينة النقوب حيث كانت تتخذها مليشيات الحوثي معقلا متقدما في إدارة أنشطتها الإرهابية.
وبحسب قوات العمالقة ومصادر "العين الإخبارية"، فقد أحكمت الألوية تحت إسناد جوي مكثف من مقاتلات التحالف العربي، تحرير بلدتي هجر كحلان وطوال السادة، وعديد التلال الجبلية المحيطة بها.
وهجر كحلان هي الموطن الأصلي لآثار مدينة تمنع، عاصمة مملكة قتبان، إحدى حضارات اليمن القديمة التي ترجع للقرن الخامس قبل الميلاد، والتي تم اكتشافها بين 1895 و1950 من قبل البعثات الدولية المتعاقبة.
معركة النقوب والحمى
ومعركة مدينة النقوب التي تدخل اليوم الرابع من عملية "إعصار الجنوب" هي الأصعب والأكثر شراسة وضراوة، حيث قدمت خلالها قوات العمالقة العديد من الشهداء بينهم أركان حرب اللواء الثاني عمالقة العقيد سميح جرادة، فيما كانت خسائر الحوثيين بالمئات.
في هذه المعركة كان هجوم العمالقة مباغتا واعتمد تكتيك الالتفاف، حيث قادت وحدات هجومية صوب بلدة الحمى، وأخرى نفذت عملية التفافات طويلة على مدينة النقوب وتقع البلدة متوازية على خط شبوة ومأرب.
وطهّرت العمالقة العديد من البلدات منها الحجوف، ومدينة النقوب، والمزارب، ومفرق الحمى، وجبل آل سبيعان الاستراتيجي، وقرية الهجير التي وصلتها القوات وقت الظهيرة، فيما حررت مساء قرى العطف ولسيود ومفرق السعدي.
وبفعل هذا التقدم المتسارع في اليوم الرابع، والتهاوي الكبير بصفوف مليشيات الحوثي، استطاعت العمالقة قطع خطوط إمداد رئيسية وهامة للانقلابيين منها تتجه صوب مأرب وأخرى صوب جبهات بيحان.
وعزلت ألوية العمالقة عشرات الجيوب الحوثية في جبهات جبال السليم والصفراء والعلم، في جبهات بيحان وكذا جيوبا للانقلابيين في جبهات حريب بمحافظة مأرب المجاورة.
وباتت المعارك في يومها الخامس تتجه صوب مدينة العليا، حاضرة بيحان، ومديرية عين على حدود مأرب.
الأهمية وحجم المساحة
وقدّر مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية"، حجم المساحات التي حررتها ألوية العمالقة خلال الـ4 أيام الأولى بأنها تصل لنحو 3 آلاف كيلومترات بما في ذلك مديرية عسيلان.
فيما يتبقى أمام العمالقة نحو ألف و500 كيلومتر مربع وهي مساحة تقديرية لما تبقى من مديريتي بيحان وعين، وتعد هي الأصعب إثر المرتفعات الجبلية التي تحتويها، وفقا للمصدر ذاته.
وتكتسب محافظة شبوة (جنوب اليمن) أهميةً جيوعسكرية كبيرة؛ عطفًا على موقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد.
فهي تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد، حضرموت والمهرة، كما أنها تتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، ومحافظة البيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.
وكانت مليشيات الحوثي قد سيطرت على مديريات، عين، بيحان، ثم عسيلان تباعًا، خلال سبتمبر/أيلول، وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، بتواطؤ من تنظيم الإخوان الإرهابي.
وهو تكرار لسيناريو عام 2015، حين استماتت مليشيات الحوثي للبقاء في بيحان تحديدًا، رغم انكسارها في محافظات جنوب اليمن التي تحررت بفضل تدخل التحالف العربي لإسناد القوات اليمنية.
وظلت المليشيات مدركة لضروريات بقائها في بيحان، وتتمسك بهذا الوجود، حتى تم دحرها في عام 2016، بعد تدخل القوات اليمنية مسنودةً بالتحالف العربي.