سياسيون لـ"العين الإخبارية": الحوثي يمارس إرهابا دوليا
اعتبر سياسيون يمنيون استهداف الحوثيين للمنشآت الحيوية والمدنية في السعودية إرهابا دوليا تمارسه المليشيات لتهديد أمن واستقرار المنطقة.
وفيما أثار استهداف الحوثيين للمنشآت السعودية، التي تضم كبرى مصادر الطاقة العالمية، مخاوف من تفاقم أزمة الوقود، أكد سياسيون لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات تلعب بالنار، وفسرت دعم التحالف العربي للسلام بشكل خاطئ لتستمر في هجماتها الإرهابية.
وأعلن التحالف العربي، الأحد، اعتراض سلسلة هجمات نفذتها مليشيات الحوثي بصواريخ كروز الإيرانية ونحو 9 طائرات مسيرة أطلقت لاستهداف منشآت سعودية مدنية من بينها منشأة أرامكو النفطية في جازان.
ويأتي الهجوم العدائي للحوثيين في إطار الإرهاب الدولي الذي يمارسه المتمردون المدعومون من نظام إيران بهدف مفاقمة أزمة الوقود العالمية الناجمة عن حرب أوكرانيا، وفي مسعى لابتزاز المجتمع الدولي.
ويحمل توقيت الهجوم الإرهابي رسائل سياسية ردًا على دعوة مجلس التعاون الخليجي لأطراف الصراع في اليمن إلى إجراء مشاورات للسلام، ومفاد تلك الرسائل رفض كافة الجهود الرامية لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الحرب.
رسائل ضغط
وفي كل عام في تاريخي 19 و26 مارس/آذار اللذين يصادفان شن الحرب من قبل الحوثيين وإعلان عاصفة الحزم، يصعد الحوثي عملياته العسكرية عبر إطلاق المسيرات والصواريخ.
ويؤكد المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي لـ"العين الإخبارية" أن الهجوم الحوثي الأخير يأتي للتذكير واستغلال هذه الذكرى أمام الشعب المقهور تحت سلطته لإرسال رسائل بأنه موجود، ورسائل ضغط على الأطراف سواء على دول التحالف أو على الأطراف اليمنية التي حاربها وحاول إقصاءها من المشهد.
وكذلك يستعرض الحوثي أسلحته أمام المبعوث الأممي وأمام جهود المجتمع الدولي كأوراق للضغط والتباحث وتحسين الموقف التفاوضي، وفقا لعضو فريق الحوار الخارجي بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
ويشير الشبحي إلى أن الهجوم الحوثي على السعودية هذا العام واستهداف منشأة نفطية يأتي تماشيا مع الجهود الدولية المبذولة باتجاه اتفاق فيينا وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك أزمة الوقود العالمية.
ويعتقد السياسي الجنوبي أنه بمثل هذه الخطوة لا شك أن المجتمع الدولي، حتى الذي يتوانى عن دعم جهود دول التحالف بقيادة السعودية، قد تدفعه الحاجة للنفط إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحا مع المملكة العربية السعودية في هذا المجال.
اللعب بالنار
يجازف الحوثيين بتهديد كبرى مصادر الطاقة العالمية لإرضاخ دول التحالف والمجتمع الدولي لشروطهم، الأمر الذي سيؤدي إلى نتائج عكسية، وفقا لمراقبين.
وبحسب الخبير العسكري في جنوب اليمن العميد ثابت حسين صالح، فإن الحوثي "يلعب بالنار" بمراهنته على تهديد مصادر إمدادات الطاقة العالمية.
وأشار العميد صالح في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أن الحوثيين اختاروا التوقيت الخاطئ للضغط على المجتمع الدولي وفرض شروطهم، لافتا إلى أن الهجوم يأتي في ظل أزمة الوقود العالمية وفي ظل دعوة الرياض لمشاورات يمنية يمنية، وهي الدعوة التي حظيت بترحيب كبير، يمنيا وإقليميا ودوليا.
وقال: "على العكس مما يظنه الحوثيون، فإن تصرفاتهم الرعناء باستهداف منشئات مدنية بالسعودية لن تؤدي إلا إلى زيادة سخط المجتمع الدولي ونفاذ صبره تجاه جماعة الحوثيين الإرهابية".
عدوان غادر
قوبلت هجمات مليشيات الحوثي على المنشآت الحيوية والمدنية في السعودية بتنديد يمني وعربي وإقليمي ودولي.
وندد البرلمان اليمني باستهداف المنشآت الحيوية والمدنية في السعودية واعتبرها تصعيدا حوثيا خطيرا وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة.
واعتبر البرلمان اليمني في بيان استهداف المنشآت الحيوية والمدنية في السعودية من قبل مليشيات الحوثي بأنها "تمثل هجمات إرهابية دنيئة وانتهاك صارخ لمبادئ وقواعد القانون الدولي".
ووصف البيان الاعتداءات الحوثية بـ "الأعمال العدوانية الغادرة" ودليل آخر على إصرار المليشيات الحوثية في الزج باليمن في أتون عداء مع محيطه وأشقائه وهو عمل مرفوض ومدان من جميع اليمنيين.
وفيما أكد البيان تضامن برلمان اليمني الكامل مع السعودية وما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ موقف فوري وإجراءات حاسمة لوقف الأعمال العدوانية التي تستهدف المنشآت الحيوية والمدنية وأمن المملكة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز