طريق السلامة.. يمنيون يردمون "التخريب الحوثي" (صور)
تحتل المبادرات التطوعية في اليمن مكانا جوهريا في حياة اليمنيين، خاصة الشباب، الذين يقبلون على تنفيذ مشاريع تصب في صالح المجتمع.
وتنبع أهمية المبادرات والمشاريع التطوعية التي تنفذها الكيانات المجتمعية، من ظروف حرب مليشيات الحوثي في البلاد، والتي عطلت عمل المؤسسات الرسمية لتوالي مهامها، وهو ما دفع المنظمات ذات البعد التطوعي والخيري بأخذ زمام المبادرة وشغل فراغ الحرب.
وشهدت مناطق اليمن مشاريع طوعية من قبل مؤسسات المجتمع المدني، وبأيدي الشباب المتطوع، وأبرزها مؤخرا مشروع "طريق السلامة" بجهود ذاتية وطوعية تستهدف ردم "حفريات حرب الحوثيين.
طريق السلامة
مشروع دشنته مؤسسة سواعد الخير أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما زال متواصلا، يركز على إصلاح أجزاء من طرقات سريعة تربط عددا من المناطق في مديرية البريقة، غرب محافظة عدن (جنوب اليمن).
وبحسب القائمين على المبادرة فقد سعت في أبرز أهدافها إلى إصلاح الأضرار التي لحقت بطريق البريقة-صلاح الدين-فقم، وردم الحفريات التي تسبب بها تهالك الطريق منذ حرب مليشيات الحوثي 2015.
مسؤول المبادرة المجتمعية علي غانم قال لـ"العين الإخبارية" إن مؤسسة شباب الخير نفذت المبادرة بجهود ذاتية طوعية، ووفق إمكاناتها المتاحة، وذلك على نفقة فاعلة خير تكفلت بتوفير المواد اللازمة التي تحتاجها هذه المبادرة.
وأشار إلى أن المبادرة ذات أهمية قصوى، كونها ترمم طريقا محوريا يربط مناطق فقم وصلاح الدين بمركز مديرية البريقة، ومحافظات الساحل الغربي العاصمة المؤقتة عدن وتعمل على ردم مخاطر الطريق المتمثلة في الحفريات الموجودة على طول الخط الرئيسي.
وأضاف: "ما نقوم به يهدف إلى جعل الطريق سليما، وخاليًا من أي تهديدات قد تطال مرتادي الطريق والمركبات المارة، وتحويله من طريق خطرة إلى طريق آمنة وسليمة".
مراحل الطريق
غانم كشف أن هذه المبادرة تقام للمرة الثانية بعد أن سبق تنفيذها في عام 2017، من قبل مؤسسة شباب الخير بشكل تطوعي أيضا، إيمانًا منها بدورها في خدمة المجتمع والمساهمة في تسهيل تنقل أهالي المنطقة.
وكشف مسؤول المبادرة عن مراحل العمل في إصلاح "طريق السلامة"، بدءًا بالمرحلة الأولى المتمثلة بإصلاح جزء مهم من طريق صلاح-فقم، من خلال سد الحفريات الكبيرة، وعمل طبقة من "الكبس الترابي"، ثم الصبيات الأسمنتية.
وتابع غانم: "وفي الأخير يتم عمل طبقة من الأسفلت المخلوط بالحجارة الصغيرة، وهي أعمال تستطيع المبادرة تقديمها وفق إمكاناتها المحدودة جدًا، لكن الأثر الناتج عنها كبير ومؤثر".
يشار إلى أن مشاريع تعبيد الطرق المجتمعية تأتي في ظل تنفيذ صندوق صيانة الطرق والجسور في الحكومة المعترف بها عشرات المشاريع لترميم الطرق الحيوية دفعة واحدة في أعمال تنموية عدت بمثابة نافذة ضوء في خضم الحرب التي دمرت الطرق لا سيما ألغام الحوثي.