الحوثي إلى صرف نصف الراتب بعد توقف عام.. لصوص مع سبق الإصرار
المشاط القيادي الجديد في مليشيا الحوثي وجه بصرف "نصف راتب" للموظفين في مناطق سيطرتهم بعد عام من نهبها بشكل كامل.
نصف راتب سيواجه به أكثر من موظف يمني أعباء حياة تمتد لـ12 شهرا منذ آخر نصف راتب صرفته المليشيا الحوثية مع بدء العام الدراسي العام الماضي. هكذا أحالت المليشيا حياة الموظفين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى جحيم لا يطاق.
وعلى أبواب رمضان فإن نصف الراتب الذي يعول عليه في تحمل أعباء تراكمية كبيرة، لا يتجاوز لدى صغار الموظفين حدود الـ50 دولارا في الوقت الراهن.
وأثارت التوجيهات الحوثية بصرف نصف راتب للموظفين في مناطق سيطرتهم، موجة سخط عارمة في الشارع اليمني من مليشيا دأبت على اتباع سلوك العصابات واللصوص مع سبق الإصرار.
ـ نصف راتب لمواجهة ديون عام كامل
ما هو حق لكل موظف، أصبح في مناطق سيطرة الحوثي "مكرمة رمضانية" كما يرغب أنصاره في تسويقه، الأمر الذي يفاقم أزمة موظفي الدولة في مناطق الانقلاب ويضعهم في مأزق حقيقي مع تزايد المعاناة في ظل حكم المليشيا التي حرمتهم من مرتباتهم لأكثر من عام.
منيف، وهو جندي في الأمن العام، ومعيل لأسرة من طفلين وأمهما، لديه التزامات عديدة، منها إيجار منزل، وتنتظره طلبات رمضانية كبيرة.
يبلغ راتب منيف 38 ألف ريال، أي ما يعادل 80 دولارا، ومع "المكرمة الحوثية" الهزلية، سيتسلم 19 ألف ريال أي ما يعادل 40 دولارا، فيما آخرون لن يكونوا أفضل حال، فأكثر الموظفين حظا في القطاع المدني سيحصل على 40 ألف ريال يمني، ما يعادل 80 دولارا كنصف راتب بموجب توجيهات القيادي الحوثي "مهدي المشاط"، الذي يعتقد أنه بهذا التوجيه قد أتاح لمنيف والعشرات أمثاله حياة كريمة في شهر فضيل، لكن قيادات المليشيا الحوثية التي فرضتها الجماعة على جميع القطاعات المدنية والعسكرية ستستلم مرتباتها كاملة وفوقها مثلها كما هو العادة شهريا.
توجيهات المشاط، الرجل المنبوذ، أثارت سخطا عارما وسخرية لاذعة في أوساط الموظفين فما الذي سيفعله موظفو الدولة بنصف راتب بعد عام كامل من استلامهم آخر نصف راتب شهري وكيف يفترض بهم مواجهات أعباء الحياة الممتدة منذ ما قبل تسلمهم نصف الراتب وما بعد ذلك.
هكذا يتبخر نصف الراتب
يقول كمال الذي يعمل مدرسا في التربية والتعليم لـ"العين الإخبارية": "نصف راتبي 35 ألف ريال، أي ما يعادل 85 دولارا، لا أعرف ماذا أواجه به من التزامات".
وأضاف: "سعر كيس الدقيق 50 كيلوجراما 9 آلاف ريال وسعر 10 كيلوجرامات من الأرز 7 آلاف ريال وسعر علبة الحليب 7 آلاف ريال وسعر 10 كيلوجرامات من السكر 3 آلاف ريال، وهنا أكون قد تجاوزت نصف الراتب بألف ريال.
وتابع: "المرتب حق ونحن نعمل دون توقف ورواتبنا استولت عليها مليشيا الحرب والجوع والمرض وتصرف لنا نصف راتب كل عام".
الحوثيون يرون الرواتب حق لهم
بات جميع موظفي الدولة ضحايا لمليشيا الحوثي الانقلابية، حتى أولئك الذين كانوا يؤيدونهم في السابق بعد اجتياح صنعاء، ويدافعون عن أهدافهم المزعومة.
خطيب، الموظف في وزارة التعليم العالي، عمل جاهدا في الترويج للجماعة المسلحة التي كان يرى أنها تعرضت للظلم والاضطهاد وأنها ستأتي لرفع الظلم عن الشعب اليمني وغير ذلك من الشعارات لكنه أصبح اليوم يرى أنه وجميع الموظفين والشعب بأكمله ضحية لجماعة نازية تريد أن تلتهم الأخضر واليابس وتجد أن مرتبات الموظفين يمكنها مصادرتها متى ما أرادت كونها ليست ملكا للموظف وإنما للدولة التي يديرونها هم، وبالتالي هم يمتلكون القدرة على تقرير متى يجب أن تصرف ومتى يجب أن تصادرها الدولة.
يخططون لمصادرة الرواتب بشكل نهائي
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يتطرق خطيب إلى مساعي بعض الوزراء في حكومة المليشيا لإبقاء كل شيء تحت سيطرة القياديين في عصابة المليشيا عبدالكريم أمير الدين الحوثي ومحمد علي الحوثي.
ويستدل خطيب على كلامه بمساعي القياديين الحوثيين للاستحواذ على مشروع "الريال موبايل" باعتباره مشروعا حكوميا على حد رؤيتهم وأنه ينبغي تأسيس شركة خاصة يطلق عليها "يمن كوين" كعملة رقمية يمنية مشابهة لعملة "بيتكوين" وبالتالي سيسهل لهم ابتلاع مرتبات الموظفين بشكل كامل وبكل يسر وسهولة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز