المدن المحررة باليمن.. مناطق خضراء للفارين من جحيم الحوثي
آلاف اليمنيين لجأوا لمناطق الشرعية جنوب وشرقي اليمن، هربا من بطش ومحاكم التفتيش التي نصبتها مليشيا الحوثي في أعقاب انتفاضة صنعاء ضدهم.
شكّلت المدن التي حررها الجيش اليمني وبإسناد من التحالف العربي، خلال الأسابيع الماضية، مناطق خضراء للفارين من جحيم مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء وعدد من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ولجأ آلاف اليمنيين إلى مناطق الشرعية جنوب وشرقي البلاد، هرباً من بطش ومحاكم التفتيش التي نصبتها مليشيا الحوثي في أعقاب انتفاضة صنعاء ضدهم، مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
- الجيش اليمني يتقدم في الجوف ومقتل قيادي حوثي بالبيضاء
- اليمن 2017.. نهايات كبرى ترسم خارطة نفوذ المستقبل
واستقبلت العاصمة المؤقتة "عدن"، ومحافظتا "مأرب" و"حضرموت"، التي تم تحريرها بدعم كبير من قبل التحالف العربي، آلاف الفارين من قمع الحوثيين في صنعاء، بحثاً عن الأمان والسكينة التي افتقدوها في صنعاء.
وكانت كوادر وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، في صدارة النازحين من صنعاء ومحافظات ذمار والمحويت وحجة، بعد حملة القمع غير المسبوقة التي شنتها المليشيا ضد أنصار الحزب، واعتقال وتصفية المئات منهم في ظروف غامضة.
وقال أحد العاملين في أحد فنادق محافظة عدن لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن العشرات من قيادات وإعلاميي حزب المؤتمر يتواجدون في الفندق ويحظون بالرعاية التامة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
وذكر العامل أن عائلات قيادات وكوادر المؤتمر لا تزال تتوافد بشكل شبه يومي من صنعاء إلى عدن، بعد أن وجدوا في العاصمة المؤقتة الآمان المفقود، واكتشفوا أنها تحتضن جميع اليمنيين خلافاً للشائعات التي يروجها إعلام المليشيا الانقلابية.
ووفقاً لمصادر في حزب المؤتمر، فقد تكفلت الحكومة الشرعية باستضافة العشرات من إعلاميي حزب المؤتمر في فنادق مدينة عدن، وقامت بتهيئة جميع الظروف الملائمة لهم من أجل انتقالهم من صنعاء إلى المناطق المحررة جنوباً.
عدن العاصمة الفعلية لليمن
حاولت مليشيا الحوثي خلال العامين الماضيين، تصوير العاصمة المؤقتة عدن، بأنها مرتع للعناصر الإرهابية ويحكمها تنظيما داعش والقاعدة، لكن الأمان الذي وفرته للهاربين من صنعاء، جعل أنصار حزب المؤتمر يكتشفون الحقيقة وكمية التضليل التي كانت تضخها الآلة الإعلامية الحوثية الإيرانية.
وقال محمد الكحلاني، وهو شاب نزح مع أسرته من صنعاء إلى عدن، إن الحفاوة التي وجدتها عائلتهم في طريقها إلى عدن جعلتهم يشعرون بالأمان مع أولى النقاط الأمنية الخاضعة للجيش الوطني وقوات الحزام الأمني.
وأضاف الكحلاني لـ"بوابة العين" الإخبارية: "اكتشفنا أن صنعاء كانت مجرد سجن كبير منذ الانقلاب قبل أكثر من 3 سنوات، مشاهدة الخدمات والتيار الكهربائي ينير شوارع المدينة جعلنا نشعر بالسكينة خلافاً للظلام والوحشة التي خلفتها مليشيا الحوثي في شوارع صنعاء التي لا تعرف التيار الكهربائي منذ 3 أعوام".
وأكد الشاب اليمني أن أسرته تتنقل في مدينة عدن بكامل حريتها خلافاً للتهويل الحاصل بأنه يتم طرد أي قادم من المحافظات الشمالية.
وأشاد نازحون بالدور الكبير الذي صنعه التحالف العربي في عدن وتحريرها من قبل الانقلابيين في وقت قياسي ومن ثم تطبيع الحياة فيها، وترميم المدارس، وعودة الأوضاع بشكل شبه كلي إلى ما كانت عليه.
وخلال العامين الماضيين، عملت الإمارات ممثلة في الهلال الأحمر الإماراتي، بتطبيع الحياة في مدينة عدن، وذلك بتوفير مولدات كهربائية لمحطات ضخ المياه وترميم عشرات المدارس والمرافق الصحية.
وحسب مصادر في حزب المؤتمر، تحتضن عدن جميع القيادات الإعلامية لحزب المؤتمر التي استطاعت الفرار من صنعاء، وعلى رأسهم عبدالله الحضرمي، رئيس تحرير اليمن اليوم التابعة للحزب، ومحمد أنعم، رئيس تحرير صحيفة الميثاق، وكامل الخوذاني، الصحفي المقرب من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وعدد من القيادات.
مأرب الوجهة الثانية
وبعيداً عن "عدن"، شكلت محافظة "مأرب" النفطية، شرقي العاصمة صنعاء، منطقة خضراء ومحطة نزوح للمئات من كوادر وقيادات حزب المؤتمر وكذلك الشخصيات المدنيين التي تمكنت من الإفلات من قبضة مليشيا الحوثي، وحالة القمع التي يتعرض لها السكان في صنعاء وعدد من المدن.
وقالت مصادر محلية لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن مدينة مأرب التي قام الجيش الوطني والتحالف العربي بتأمينها منذ عامين، استقبلت منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول، المئات من كوادر حزب المؤتمر، على رأسهم محمد المسوري، محامي علي عبدالله صالح، والذي استقبله نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر اليومين الماضيين.
وذكرت المصادر أن القيادية في حزب المؤتمر نورا الجروي، والتي كانت تشغل منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة، انتقلت أيضاً إلى مدينة مأرب خشية من بطش الحوثيين، وقامت الشرعية بتوفير الحماية لها.
وخلافاً للقيادات السياسية والإعلامية، كانت مأرب منطقة خضراء لعدد من القيادات العسكرية، على رأسها اللواء فضل القوسي الذي وصل مأرب اليومين الماضيين، وأعلن تأييده للشرعية.
وتشهد العاصمة صنعاء حملة قمع غير مسبوقة من قبل مليشيا الحوثي، ووفقاً لمصادر في المؤتمر، فقد بلغ عدد كوادر الحزب وقياداته الذين تم اعتقالهم في سجون الانقلابيين أكثر من 3 آلاف.