اليمن 2017.. نهايات كبرى ترسم خارطة نفوذ المستقبل
بوابة العين الإخبارية ترصد أهم أحداث 2017 في اليمن الذي يواجه حربا شاملة، عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية، من مليشيا الحوثي الإيرانية
2017 عام عصيب على اليمن، شهدت نهايته نقطة ارتكاز حادة، باغتيال الرئيس السابق المغدور به، علي عبد الله صالح، برصاص حلفائه السابقين، في وقت أوشكت فيه صنعاء على استعادة تاج عروبتها من جديد.
بوابة العين الإخبارية ترصد أهم الأحداث التي شهدها اليمن الذي يواجه حربا شاملة، عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية، تشنها عليه مليشيا الحوثي الإيرانية لتغيير هويته وتقسيم أراضيه.
نهاية صالح
مد وجزر حكما العلاقة بين حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي كان يقوده صالح، ومليشيا الحوثي الإيرانية منذ 2016.
فرغم التحالف المعلن بينهما منذ 2016، إلا أن التوتر كان غالباً ما يسود العلاقات بين الجانبين، لتتخذ منحى تصعيدياً قبل أن يتحول إلى تراشق إعلامي، في أغسطس/ آب الماضي، خلال مهرجان أقامه حزب المؤتمر بصنعاء في ذكرى تأسيسه.
مناوشات سرعان ما تحولت إلى اشتباكات بين الجانبين، عقب اعتراض مسلحين حوثيين موكب نجل صالح، وقتل نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر.
وفي 29 من الشهر نفسه، اقتحمت مليشيا الحوثي مسجد "الصالح" بصنعاء، واشتبكوا مع حراسته الموالية للرئيس اليمني الراحل، في خطوة كان من البديهي أن تمهد لاستخدام الأسلحة الثقيلة، لأول مرة.
اشتباكات وضعت حلفاء الأمس في الواجهة، وبترت الاتفاق، ليخرج صالح في كلمة تاريخية دعا من خلالها جيران بلاده لوقف عدوان الحوثيين ورفع الحصار، معرباً عن استعداده لفتح صفحة جديدة مع التحالف العربي، بقيادة السعودية.
إعلان فض شراكة من جانب صالح فجّر انتفاضة في صنعاء، كادت أن تستعيد من خلالها المدينة لحاف عروبتها، غير أن اغتيال صالح رمياً بالرصاص من قبل الحوثيين في 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، غيّر إحداثيات الوضع بشكل مفاجئ، وأعاد صنعاء إلى مربعها الأول.
انتصارات استراتيجية
دماء صالح، التي أرادت بها المليشيات الحوثية ومن ورائها إيران، طمس الهوية العربية لصنعاء، وإعادة ترتيب خارطة النفوذ والسيطرة بشكل يتلاءم مع أهدافها الاحتلالية، خيبت تلك الأمال، وأعادت رسم خارطة المواجهة ضد المليشيات.
فهذا الأسبوع، حررت القوات الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية، مواقع استراتيجية في محافظة البيضاء، بينها موقع الثعالب، في عملية أثارت الرعب في صفوف الحوثيين، ولم تترك لهم من خيار سوى الفرار.
وفي الأثناء، دارت معارك ضارية بين قوات المقاومة الشعبية والمليشيا الحوثية في منطقة الشواهرة، إثر هجوم استهدف مواقع المليشيا في الجفجف القريبة من قرية المنابهة، من قبل عناصر المقاومة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
تقدم عسكري على الأرض يدعم انتصارات استراتيجية سبق وأن حققتها القوات الشرعية بإسناد من التحالف العربي، بعد أيام قليلة من مقتل صالح مطلع الشهر الجاري، باستعادتها السيطرة على مديرية الخوخة التي تتوسط الساحل على البحر الأحمر.
استعادة الخوخة أو "لؤلؤة اليمن" كما يلقبونها، مثلت مكسباً عسكرياً هاماً على الأرض، لأهمية هذه المديرية التابعة لمحافظة الحديدة، من حيث تحكمها في طرق المواصلات، ودورها في ضمان أكبر جزر اليمن، وهي جزيرة حنيش الكبرى.
انطلاقة قوية دفعت نحو سيناريو تفرضه إحداثيات الوضع على الأرض، ليمضي العام 2017 نحو أفول قد تخمد معه أنفاس الحوثيين، وفق محللين، خصوصا في ضوء الهزائم المتتالية التي منيت بها المليشيا.
وفجر اليوم الأربعاء، أعلن الجيش اليمني سقوط عشرات القتلى والجرحى، من مسلحي المليشيا جراء غارات جوية للتحالف العربي بمحافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد.
غارات جوية قال موقع "26 سبتمبر نت" الناطق باسم الجيش اليمني، نقلاً عن مصدر ميداني لم يسمه، إنها استهدفت عناصر المليشيا أثناء تجمعها في معسكر تدريبي تابع للقيادي عبدالكريم الحوثي، بوادي سودة مذاب، بمحافظة الجوف.
صواريخ الحوثي ـ إيران
في 19 ديسمبر/ كانون أول الجاري، اعترضت القوات السعودية صاروخاً باليستياً فوق الرياض، فيما أعلن الحوثيون في اليمن أنهم أطلقوا صاروخاً باتجاه قصر اليمامة في العاصمة السعودية.
صاروخ حوثي إيراني كما أعلنت الرياض، يعد الثاني من نوعه الذي يستهدف السعودية في شهرين، في حادثة تدين إيران التي تقود بالوكالة حرباً لزعزعة استقرار المنطقة وتفتيت اليمن.
ففي 4 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، أطلقت المليشيا صاروخاً باليستياً يبلغ مداه نحو 750 كيلومتراً، واستهدف مطار الرياض، وكانت تلك المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أطلق من اليمن إلى مسافة مماثلة داخل السعودية.
ورغم اعتراض منظومة دفاع التحالف العربي للصاروخ فوق الرياض، إلا أن الصاروخ الذي يعد الأطول مدىً على الإطلاق منذ بداية الحرب، شكل حدثاً فارقاً في مسار الأحداث في 2017، خصوصاً عقب إعلان واشنطن أن الصاروخ "إيراني الصنع"، لتتأكد بذلك إدانة طهران.
وسعيا للحد من تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، أغلق التحالف العربي، بعد يومين من إطلاق الصاروخ، بشكل تام، جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية لليمن.
تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي"
أواخر أبريل/ نيسان الماضي، شكل عيدروس الزبيدي، عقب إقالته من منصبه حينها محافظاً لعدن جنوبي اليمن، "المجلس الانتقالي الجنوبي" لإدارة المحافظات الجنوبية المحررة من مليشيا الحوثي.
مجلس يدعو إلى إقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن، وينادي بتشكيل برلمان مستقل، كما لا يستبعد تشكيل مجلس عسكري.
ورغم عدم حصول المجلس على أي اعتراف أو دعم إقليمي، إلا أن مراقبين يجزمون بأن دوره مرشح للحصول على حيز أكبر في خارطة الفاعلين باليمن، وأن 2018 قد يجعل من هذا الكيان الجديد ورقة باتجاه تحديد مستقبل المشهد السياسي بالبلاد.
aXA6IDE4LjExOS4xOTIuMiA=
جزيرة ام اند امز