وثيقة قبائل عبيدة بشأن النفط.. ردع للحوثي وضوء أخضر لـ«رئاسي اليمن»
مساعٍ حوثية لم تهدأ وتيرتها لضرب العلاقة الوطيدة بين القبائل اليمنية والمجلس الرئاسي، إلا أنها تنكسر على صخرة الوعي بالأهداف الخبيثة للمليشيات الانقلابية.
آخر تلك المساعي، ذلك الكيان الذي دفعت به مليشيات الحوثي وسمته «أحرار قبائل عبيدة» لتبني هجوم، استهدف قبل يومين دورية أمنية من حراسة منشآت شركة صافر النفطية في مأرب مما أوقع قتلى وجرحى.
الهجوم التخريبي الذي تصدت له «الدفاع اليمنية» جاء بعد أسابيع من قصف حوثي بـ3 طائرات مفخخة منشأة صافر، لقطع آخر مصدر إيرادي للحكومة اليمنية المعترف بها والضغط عليها لتسليم الانقلابيين أكبر حصة من واردات النفط والغاز.
وبعد محاولة مليشيات الحوثي تمرير أعماله المشبوهة والتخريبية بغطاء اسم القبيلة التي ضحت مع بقية قبائل مأرب بفلذات أكبادها، خرج زعماء عبيدة ببياض شعورهم وبغبار الأرض مجددا يقطعون دابر فتنة الحوثي على أرضهم.
فماذا فعلوا؟
خلال اجتماع قبلي لمشايخ عبيدة، الذي شارك فيه نائب رئيس المجلس الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة، أحد أبناء القبلية، إلى جانب رئيس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز، سلمت القبائل وثيقة تُحصن منشآت النفط وتهدر دماء مخربي وأعوان الحوثي.
وكانت خلايا تخريبية مدعومة من مليشيات الحوثي هاجمت قبل يومين دورية أمنية من حراسة منشآت شركة صافر النفطية في مأرب مما أوقع قتلى وجرحى.
الهجوم التخريبي جاء بعد أسابيع من قصف حوثي بـ3 طائرات مفخخة منشأة صافر، لقطع آخر مصدر إيرادي للحكومة اليمنية المعترف بها والضغط عليها لتسليم الانقلابيين أكبر حصة من واردات النفط والغاز.
وعقب القصف الذي تصدت له الدفاع اليمنية، دفعت مليشيات الحوثي بكيان أسمته «أحرار قبائل عبيدة» لتبني الهجوم، وزعمت أن «المنشآت النفطية» أصبحت هدفا مشروعا، وهو ما دفع القبائل للخروج لرفض مخطط الانقلابيين.
رفض تخادم الحوثي والإرهاب
يُعد اجتماع قبائل عبيدة، رسالة ردع مهمة ضد التحالف القائم بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة؛ إذ يتحرك الأخير في أراضي المديرية شرقي مأرب وخاصة «حصون الجلال».
ومن شأن الوثيقة الصادرة عن قبائل عبيدة أن توفر للمجلس الرئاسي فرصة للقضاء على بؤر التخريب والإرهاب، بحسب مصادر إعلامية ورسمية أشارت إلى أنها دعت «الدولة لبذل أقصى جهودها لحماية المنشآت النفطية»، وأكدت وقوفها الى جانب الحكومة اليمنية لاتخاذ أي «إجراءات أو تحركات» رادعة.
كما أكد مشائخ قبائل عبيدة في أحاديث منفصلة موقفهم «الثابت لمساندة الجيش والأمن اليمني والوقوف صفاً واحداً في وجه مليشيات الحوثي ونبذ كافة المخربين وعدم التستر عليهم».
وجدد زعماء عبيدة، تأييدهم «لكل ما تقوم به قوات الحكومة المعترف بها دوليا من إجراءات لحماية المنشآت ومصالح الشعب اليمني، وأنها لن تسمح بالعبث بهذه المنشآت السيادية، وترفع يدها عن كل مخرب».
وخلال تسلمه الوثيقة القبلية الموقعة من كبار مشائخ وأعيان قبائل عبيدة، أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي سلطان العرادة «وجود تخادم وتعاون بين مليشيات الحوثي وعناصر التخريب والإرهاب لزعزعة الأمن والاستقرار واستهداف البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية الحيوية التي هي ملك الشعب اليمني».
وشدد العرادة على «أهمية تعزيز التماسك والتلاحم الاجتماعي، والتعاون والصمود في وجه التحديات، والحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحماية المكتسبات».
ودعا الجميع إلى «اليقظة والتكاتف لمواجهة المخططات التخريبية والإرهابية والتصدي لقوى الشر التي تسعى للتدمير وتقويض السلم الاجتماعي بالمحافظة».
كما أكد أهمية «الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية والأمنية لحماية المنشآت والممتلكات العامة والخاصة، وردع كل من يسعى للمساس بأمن الوطن ومنشآته الحيوية».
وأشاد بالموقف القبلي الموحد لمحاربة الظواهر السلبية ونبذ الخارجين عن القانون، مشدداً على أهمية تعزيز وحدة الصف وقيم التسامح والتآخي والصلح بين القبائل وحل النزاعات القبلية ووأد مخططات إثارة الفتن.
تعزيز الأمن
من جهته، أشاد رئيس هيئة الأركان اليمنية الفريق الركن صغير بن عزيز بموقف قبائل عبيدة و«مساندتها للقوات المسلحة في المعركة الوطنية لاستعادة الجمهورية ومؤسسات الدولة وتضحياتهم المستمرة».
وأكد أن «القوات المسلحة والأمن ستقوم بواجباتها الدستورية والقانونية لملاحقة وتعقب العناصر الخارجة عن القانون، وتعزيز الأمن والاستقرار وحماية المنشآت الحيوية في المحافظة التي باتت ملاذاً لليمنيين».
وكان بن عزيز قد حث القبائل على رفع اليد عن المخربين الذين وصفهم بـ«الحوثيين، ومن اعتنق مذهب الحوثي الخبيث لن تردعه إلا القوة ونحن قادرون على ذلك».
بشكل متكرر، ظل وعي زعماء قبائل عبيدة بالمرصاد لمخططات الحوثي وحتى الإخوان كان أبرزها مطلع العام الجاري، عقب استجابة القبائل لوساطة التحالف العربي بقيادة السعودية لوأد فتنة احتجاجات ارتفاع الوقود.