إب اليمنية.. فوضى الحوثي تحصد أرواح المدنيين
من عاصمة سياحية لليمن إلى ساحة للاقتتال اليومي، هكذا حول الحوثيون محافظة إب إلى غابة موحشة.
وتعيش المحافظة التي توصف بـ"اللواء الأخضر" تحت وقع اشتباكات مسلحة حصدت عشرات الأرواح خلال عام 2023، في ظل فوضى وانفلات أمني تسبب بوقوع سلسلة من الأحداث الدامية، كان آخرها، اليوم السبت، عقب اندلاع مواجهات مسلحة بالقرب من مدينة القاعدة جنوبي المحافظة.
وقالت مصادر محلية وإعلامية لـ"العين الإخبارية" إن الاشتباكات اندلعت في بلدة "الوراق"، وأدت إلى مقتل مواطنين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.
ولفتت المصادر إلى أن الاشتباك نشبت على خلفية خلاف على أرض، في ظل تقاعس الجهات الحوثية المعنية عن القيام بواجباتها، ومماطلة وفساد القضاء ومكتب الأشغال وعدم اهتمامهم بحل الخلاف الذي تزايد حدته مؤخرا مما دفع أطراف النزاع لاستخدام القوة واللجوء للسلاح.
سجل الدم
ولم تكن المواجهات في بلدة "الوراق" هي الأولى، ولن تكون الأخيرة، حيث ضربت المحافظة أكثر من 20 حادثا مسلحا بحسب رصد لـ"العين الإخبارية"، وذلك منذ يناير/كانون الثاني الماضي وحتى ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وكان شهرا مارس/آذار وسبتمبر/أيلول أكثر الشهور دموية، حيث شهدا أكثر من 10 موجهات متفرقة بين مسلحين قبليين ومليشيات الحوثي أو نزعات على أراض وجبايات يقف خلفها أيضا مسلحو مليشيات الحوثي الإرهابية.
ففي أكتوبر/تشرين الأول قُتل قيادي حوثي يدعى "قصي الجمهوري"، وأصيب آخرون، في اشتباك مع أحد المواطنين كان يستقل دراجة نارية، في منطقة "رحاب" مركز مديرية القفر، بمحافظة إب.
وفي سبتمبر/أيلول 2023، وقعت 5 اشتباكات وسط مدينة إب ومديريات المشنة، والنادرة والرضمة ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين بينهم مدنيون أبرياء.
وكانت الحادثة الأولى عندما هاجم مسلحون حوثيون محل صرافة يدعى "شرهان" بالقرب من إدارة أمن محافظة إب نتيجة خلافات سابقة بين المسلحين ومالك المحل، وفي حادثة ثانية، دارت اشتباكات بين مسلحين قبليين من بلدة "بيت الفقي" بعزلة "المويه" بجبل بعدان شرقي المدينة، بخلافات على ملكية الجبل.
وفي حادثة ثالثة، شهدت حارة "المنظر" بمديرية المشنة بمدينة إب مواجهات واعتداء بين شبان من أبناء الحي مع شبان من حي "أحوال الثلاث" بذات المديرية، وفي حادثة رابعة اندلعت اشتباكات بين أسرة بيت "فاضل" ومسلحين من أبناء قريتي "سنى" و"الأبروع" على خلفية قضية ثأر وخلافات حول قطعة أرض بمديرية النادرة شرق إب.
أما الحادثة الخامسة فتركزت في اشتباكات قبلية بين أسرتي "الخضر" و"النجاشي" في بلدة "بني قيس"، بمديرية الرضمة شمال شرق المحافظة إب، وسقط على إثرها قتلى وجرحى.
مواجهات شهرية
في أغسطس/ آب، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر حوثية في بلدة "مفرق ميتم" بشارع تعز في مدينة إب ما أدى إلى إصابة قيادي أمني في المليشيات يُدعى صخر صادق حمزة.
وفي يوليو/ تموز، اندلعت اشتباكات عنيفة بين عائلتين قبليتين على مدى 5 أيام متواصلة في بلدة "ثعوب" بعزلة "خباز" في مديرية العدين غربي المحافظة، وذلك على خلفية دعم مليشيات الحوثي لإحدى العائلات.
وبحسب مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، فإن الاشتباكات المسلحة جرت بين قبليتي "بيت الدميني" و"بيت الواصلي" مع قبيلة "بيت الشهاري"، على خلفية قيام مجموعة مسلحة يدعمها المشرف الحوثي "أبو حسين الهاروني"، بمهاجمة وإحراق عدد من منازل عائلة "الشهاري"، وقتل أحد أفراد العائلة.
وفي يونيو/حزيران، قتل شاب يدعى زكريا الضراسي إثر اندلاع اشتباكات مسلحة على قطعة أرض في قرية "الكحافي" بمحافظة إب الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي.
وفي مايو/أيار، قتلت طفلة تدعى صفاء عبدالعزيز منصور عقب اشتباكات بين مسلحين نافذين لمليشيات الحوثي على أراض في مدينة القاعدة في محافظة إب.
في أبريل/شباط، قتلت امرأة وأصيب رجل إثر تبادل إطلاق نار بين عناصر ما يسمى وحدة الضبط المروري الحوثية وسائق باص في مفرق جبلة بمحافظة إب.
ووقع في مارس/آذار نحو 5 حوادث اشتباكات خلفت عديد القتلى والمصابين بينهم فتاة وتمحورت جميعها بين أسر قبلية وأخرى بين مليشيات الحوثي ومسلحين قبليين إلى جانب النزاعات على الأرض.
وأبرز تلك الوقائع هي اشتباكات بين أسرتي "الفقيه" و"بيت دومان" بمديرية جبلة، واشتباكات بلدة "مغنيز" بين عناصر حوثية وعدد من المواطنين من "بني جرادة، بني صالح، وبني حسين"، في مديرية الرضمة، واشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قبائل "آل الحالمي" ومليشيات الحوثي جنوبي المحافظة، واشتباكات بين عناصر حوثية وأسرة بيت "المتوكل" وسط المدينة إب.
وفي حادثة خامسة، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر حوثية من أسرتي بيت "النقيب" و"العماري" في هيئة الزكاة الحوثية بمحافظة إب، بخلافات بينية على أموال.
وفي فبرير/شباط 2023، وقعت حادثتان وتمثلتا في اشتباكات بين عناصر من الحوثيين ومسلحين قبليين في السوق المركزي لمدينة إب، إلى جانب اشتباكات في عزلة "جبل حُريم" بمديرية حزم العدين في المحافظة بين المليشيات ونجل شيخ قبلي يدعى سام محمد الحُريمي.
وأسفرت الاشتباكات تلك عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم مواطن كما اختطفت مليشيات الحوثي العديد من الأهالي في بلدة "الفنج" على خلفية الاشتباكات.
وشهد يناير/كانون الثاني، عدة وقائع أسفرت عن مقتل 7 أشخاص بينهم قياديان حوثيان، وأبرز تلك الاشتباكات كانت مع مواطن يدعى منصور نعمان مسعد وعناصر حوثية على خلفية نزاع حول قطعة أرض قبل أن تتطور إلى مواجهات دامية دفعت المليشيات لإحراق منزل الرجل ونهبه.
كما وصلت الاشتباكات إلى مجمع السعيد التربوي للبنات في إب ما أسفر عن مقتل قيادي حوثي.
وكان تقرير لـ"الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" وثق خلال الفترة 1 يناير/كانون الثاني 2020 وحتى 30 مارس/آذار 2023، وقوع أكثر من 3 آلاف و519 جريمة وانتهاك لمليشيات الحوثي في محافظة إب.
وسجل التقرير تورط مليشيات الحوثي في مقتل 213 مدنياً أعزل من مختلف مديريات المحافظة بينهم أطفال ونساء ورجال طاعنين في السن، فضلا عن إصابة 189 بينهم 9 أطفال و8 نساء و8 مسنين، فضلا عن الاعتداء بالضرب على 121 آخرين بينهم 26 طفلا و21 امرأة و18 مسنا.
كما سجل التقرير 13 جريمة اغتيال، و9 جرائم إعدام وتصفية لقيادات سياسية ووجهات اجتماعية، و9 جرائم قتل تحت التعذيب لمختطفين.
وتعد إب من أجمل المدن اليمنية وأهمها وأوفرها حظا في قيام الدويلات والممالك التاريخية القديمة مثل دولة حمير، والتي أسسها الملك ذي ريدان الحميري سنة 115 قبل الميلاد.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز