بمحاكاة الأمم المتحدة.. شباب اليمن يتأهل للدبلوماسية الدولية
تعمل الحكومة اليمنية على تدريب الشباب اليمني، وتعليمهم أساسيات التمكين السياسي والدبلوماسية الدولية، كتأهيل مستقبلي، يرون من خلاله واقع بلادهم وأنفسهم في الغد.
كما تسعى الحكومة اليمنية من وراء ذلك إلى تأسيس ثقافة شبابية تساعدهم في الاطلاع على القضايا العالمية الجارية، وإكساب المشاركين نظرة ثاقبة في عالم السياسة، وكيفية اتخاذ القرارات الدولية.
وفي سبيل تحقيق هذه الغايات استضافت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، أقصى شرقي اليمن، السبت، مؤتمرا شبابيا، هو الأول من نوعه في البلاد؛ يهدف إلى محاكاة آلية العمل في هيئة الأمم المتحدة، وأجهزتها ومرافقها التابعة بها.
ويشارك في المؤتمر، 100 شاب وفتاة، يمثلون مختلف المحافظات اليمنية، ويستمر لمدة 3 أيام، برعاية أممية وتنفيذ محلي.
وبالإضافة إلى أن المؤتمر يحاكي إجراءات وآلية عمل الأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية، كالجمعية العامة ومجلس الأمن والهيئات التابعة لها، فهو يهدف إلى زيادة وعي الشباب حول كيفية اتخاذ القرارات الدولية وتطوير ثقافتهم فيما يتعلق بالدبلوماسية الدولية وحل النزاعات عن طريق الحوار.
ويأتي المؤتمر تزامنا مع احتفال العالم في 20 فبراير/شباط كل عام بـ"اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية"، الذي أقرته الأمم المتحدة رسميا 2007، ويعتبر بمثابة منبه أممي لكل صناع القرار والمسؤولين الدوليين.
وخلال تدشين المؤتمر، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك: "إن هذا المؤتمر يأتي بعد مرور أكثر من 7 سنوات على انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، الذي وضع الأسس الحقيقية لبناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة".
ولفت بن مبارك إلى أن الشباب والمرأة انخرطوا في مؤتمر الحوار بنسب مهمة، وضمنت مخرجاته مشاركة فاعلة للشباب والمرأة في الحياة السياسية اليمنية، وإدارة الدولة في سلطاتها الثلاث، بنسبة لا تقل عن 30% للمرأة، ونسبة لا تقل عن 20% للشباب.
الوزير اليمني كان يؤكد اهتمام الدولة اليمنية بإشراك الشباب والفتيات في الجوانب السياسية، ورفع ثقافتهم في هذا المجال؛ تمهيدًا لإشراكهم الفاعل في السياسيات العامة.
وأكد بن مبارك أن تمرد المليشيا الحوثية وانقلابها على الدولة نتج عنه تعطيل تلك المخرجات التي ضمنت إشراك الشباب والفتيات في القرار السياسي والإداري، بل أدخلت البلاد في أزمة إنسانية وتداعيات كارثية.
وأضاف: "اليمن يعاني من تمرد جماعة عنصرية لا تؤمن بالحوار كأساس لحل الخلافات، واختارت العنف والحرب كوسيلة لفرض أهدافها على أبناء اليمن، وفي سبيل ذلك حشدت الأطفال إلى المتارس بدلاً عن المدارس، وتعمل على تغيير المنهج الدراسي لتلغيم عقول الأجيال بثقافة الموت والتطرف بدلاً عن الحوار والسلام".
ونوه بأن تدشين أول مؤتمر محاكاة للأمم المتحدة في اليمن، وفي المكلا هو بداية الطريق لزيادة الوعي للجيل الشاب حول كيفية اتخاذ القرارات الدولية، وتطوير ثقافتهم فيما يتعلق بالدبلوماسية الدولية.
وتحدث بن مبارك عن الخبرة التي سيحصل عليها المشاركون خلال الأيام الـ3 كمندوبين يمثلون دولا أخرى في نموذج محاكاة الأمم المتحدة.
واعتبر الوزير اليمني أن هذه التجربة خطوة أولى نحو زيادة الإدراك بالدبلوماسية الدولية، ومعرفة ما يدور في أروقة مجالس ولجان الأمم المتحدة، وتطوير أساليب الإلقاء والخطابة، واستراتيجيات الحوار والتفاوض.
في سياق متصل، أكد مستشار المبعوث الأممي للشؤون السياسية إلى اليمن بيتر رايس، في كلمة له عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، أن الأمم المتحدة تثمن اهتمام كل الدول الأعضاء وعلى الدور الراعي لعمليات السلام في اليمن.
وشدد المسؤول الأممي على أهمية القرار 2216 لإنهاء الحرب في اليمن، ودور الشباب في بناء عمليات السلام في البلد الغارق في الحرب منذ 6 أعوام مضت.