"أدت لاستفحال الأزمة".. اليمن يدعو المجتمع الدولي لتدارك سياساته مع الحوثي
دعت الحكومة اليمنية، الأحد، المجتمع الدولي إلى مراجعة طريقة تعاطيه مع الحوثيين وطالبته بالإشارة للمليشيات بوضوح كطرف معرقل للهدنة، ومن ثم تصنيفها جماعة إرهابية.
وانتقدت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها "استمرار المجتمع الدولي في ممارسة الضغوط عليها لتقديم التنازلات باعتبارها "الدولة"، في وقت يتم استجداء واسترضاء الحوثي كونه "مليشيات منفلتة".
واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في سلسلة تدوينات على "تويتر" ذلك "سياسة دولية أثبتت التجارب والسنوات الماضية فشلها في الدفع بمسار السلام في اليمن".
وتساءل الإرياني عن "ماهية الاتفاقات التي نفذتها مليشيات الحوثي منذ نشأتها، لا سيما فيما يخص اتفاق استوكهولم المتعلق بالأوضاع في الحديدة وحصار تعز وتبادل الأسرى والمختطفين على قاعدة الكل مقابل الكل، وكذا بنود الهدنة الأممية وفتح الطرق وتخصيص واردات ميناء الحديدة لدفع مرتبات الموظفين".
وقال: "في الواقع مليشيات الحوثي واصلت بإيعاز إيراني نقض كل الاتفاقات، وتقويض جهود التهدئة واستغلالها لكسب الوقت، وانتهجت لغة العنف والإرهاب في محاولة لفرض مشروعها الانقلابي بقوة السلاح، وجني مكاسب مادية، والاستمرار بالعمل كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية، دون أي اكتراث بالأوضاع الإنسانية".
في المقابل، وفقا للمسؤول اليمني، قدمت الحكومة طيلة سنوات الحرب التنازلات تلو التنازلات، وتعاطت بإيجابية ومسؤولية مع كل المبادرات، تأكيدا لالتزامها وإيمانها المطلق بمبدأ الحوار ودعم جهود التهدئة وإحلال السلام وفق المرجعيات الثلاث، وحرصها على إنهاء معاناة اليمنيين المتفاقمة جراء الحرب التي فجرها الحوثي.
وطالب الوزير اليمني المجتمع الدولي بتدارك سياساته التي "أدت لاستفحال الأزمة وإطالة الحرب ومعها معاناة الشعب اليمني الذي بات يشعر بالخذلان، ويدفع ثمنا باهظا لجرائم وانتهاكات الحوثي".
وأشار إلى أن "الاستمرار في هذا النهج لن تقتصر آثاره على اليمن وسيكون له مخاطره المستقبلية على الأمن والسلم في المنطقة والعالم".
كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها لليمن إلى "مراجعة طريقة تعاطيهم مع مليشيات الحوثي، والإشارة لها بوضوح كطرف مسؤول عن إفشال تنفيذ بنود الهدنة، وتقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، ومفاقمة الأوضاع الإنسانية، والعمل فورا لتصنيفها جماعة إرهابية".
على الصعيد الإنساني، أصيب طفلان يمنيان، الأحد، بجروح إثر استهدافهما بطلق ناري من قبل قناص حوثي في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم جنوب شرق تعز، جنوبي البلاد.
وقالت مصادر محلية وطبية إن قناصة المليشيات الحوثية المتمركزة في تبة "الصالحين" بمنطقة الشقب استهدفت الطفلين، اللذين نقلا لاحقا إلى أحد مستشفيات المدينة الخاضعة لحصار مشدد منذ 8 أعوام.
وبحسب المصادر فإن الطلقات النارية الحوثية التي أصابت الطفلين منور محمد عبده محمد نعمان (9 أعوام)، وعبدالله محمد قائد الفقي صالح (11 عاما)، في منطقتي الساق والكتف تسببت بتمزق في مكان الإصابة.
ويهدد تعنت مليشيات الحوثي بعودة القتال بشكل غير مسبوق لليمن، وسط تحذيرات مراقبين من هذه الخطوات التصعيدية التي تهدد أي مساع أو جهود أممية ودولية لتحقيق أي تقدم في الملف اليمني.
واعتبروا أن استمرار الانتهاكات الحوثية سيدفع بعودة القتال والقضاء بشكل نهائي على المكاسب التي تحققت للمدنيين خلال هدنة العام الماضي.