انتهاكات حوثية مستمرة.. مسلح يجهز على أحلام طبيب
فاجعة جديدة ضربت محافظة ذمار اليمنية وهزت الرأي العام بعد إجهاز مسلح حوثي على طبيب في أحد المستشفيات الحكومية الخاضعة للمليشيات.
وقتل الطبيب جمعان عبدالكريم السامعي (25 عاماً)، فجر الأحد، وهو يؤدي فترة "الامتياز" في مستشفى الوحدة التعليمي التابع لجامعة ذمار، على يد أحد عناصر مليشيات الحوثي في مدينة ذمار جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء.
قتل الطبيب بدم بارد
لم يكن يعلم الطبيب جمعان أن اجتهاده وذهابه للمستشفى التعليمي والعمل فيه طيلة مساء ذلك اليوم سيكون سبباً ليلقى حتفه بدم بارد من قبل عنصر حوثي يدعى عبدالله شرف المتوكل.
هكذا المليشيات وعناصرها، أعداء للحياة، ولمن يقدمون المساعدات الطبية لإنقاذ المرضى والتخفيف عنهم، إذ إنهم لا يستطيعون العيش بدون مشروعهم الدامي القائم على القتل والتنكيل، كما علق نشطاء على الحادثة.
وأوضحوا أن الطبيب السامعي قُتِل بطريقة غاشمة، في الوقت الذي يحتفل به العالم بمناسبة اليوم العالمي للصيدلي.
سرقة حلم بالرصاص الحي
لم يستطع العشريني جمعان تحقيق حلم والديه المنشود، والاحتفاء به بعد إكمال فترة الامتياز وتخرجه بشهادة طبيب، ليفخر به المجتمع وأسرته المنحدرة من مديرية سامع جنوبي محافظة تعز اليمنية.
مصدر مقرب من أسرة جمعان، يروي خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، ما حدث للطبيب جمعان من اعتداء صارخ ومجرد من الإنسانية، قائلاً: إن الطبيب جمعان السامعي تعرض لعدة طلقات نارية مباشرة في الصدر، أثناء مناوبته طيلة ليلة اليوم الماضية، كفترة إلزامية لطالب سنة الامتياز، بالمستشفى التابع لجامعة ذمار التعليمي، في مدينة معبر الواقعة بمركز مديرية جهران، أردته قتيلاً على الفور.
ويضيف المصدر المقرب من الأسرة وهو أحد أصدقاء الضحية جمعان، والحزن يملأ صوته، أن الطبيب قبل وقوع الحادثة كان يتنقل بين صيدلية المستشفى وأقسام الرقود والطوارئ، حيث كان يعمل بما تتطلبه منه الفترة المهنية وتقديم المساعدة الإنسانية للمرضى، والتخفيف من أوجاعهم.
ويواصل حديثه بحسرة واصفاً الحادثة المؤلمة، قائلًا "في وقت الفجر وقبل نهاية المناوبة الليلية للطبيب جمعان السامعي قدم مسلح حوثي من خارج المبنى إلى المستشفى وطلب من جمعان أن يصرف له روشتة علاج (ممنوع)".
وبينما جمعان كان يحاول أن يعتذر عن كتابة الوصفة (العلاج الممنوع)، تهجم عليه المسلح وتلفظ بألفاظ عنصرية، ثم قام بعد ذلك بمباشرة إطلاق الرصاص الحي في صدر الطبيب وأرداه قتيلاً.
جمعان طالب في كلية الطب البشري بجامعة ذمار، وكان يعمل في المستشفى التعليمي ضمن متطلبات سنة الامتياز، حيث كان مقررا له أن ينهى الفترة التطبيقية بعد شهرين.
القتل من دافع العنصرية
حسرة وألم كبيران عبر بها اليمنيون بعد مقتل الطبيب جمعان السامعي، إذ علق الناشط الإعلامي عبدالسلام القيسي، عن الجريمة الشنعاء، قائلاً، "إن الطالب جمعان السامعي، سقط شهيداً في المشفى التعليمي بذمار أثناء ما كان في مهمته التطبيقية داخل الجامعة، إذ قام أحد مسلحي المليشيات بالانتقاص من لهجته التعزية، وإهانته بدافع العنصرية".
وكتب القيسي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن إهانة الطبيب جمعان بتلك الطريقة وبذلك المكان الطبي يعد مقتاً وكبراً من عنصر المليشيات الطائفية، مشيرًا إلى أن الطالب السامعي لم يستطع تحملهما، ورد عليه بلطف وطلب منه، أن يحترمه وألّا ينتقص من بلاده ومدينته، مؤكداً أنه سرعان ما قام المسلح وأطلق عليه الرصاص مباشرة، وسقط شهيداً.
واعتبر الناشط الإعلامي أن البطل جمعان يعد شهيد الطب، فقد اعتدت المليشيات عليه وهو في وسط كليته وجامعته، "لا يجب أن نسكت عن هذه الحادثة، لو سكتنا فنحن نستحق ذلك".
واعتبر نشطاء يمنيون أن حادثة مقتل الطبيب جمعان عبدالكريم السامعي جريمة وحشية هزت الضمير الإنساني، والذي ارتكبها عنصر حوثي سلالي غاشم يدعى عبدالله شرف المتوكل يلقب بـ"أبو يعقوب"، والذي قدم على قتل الطبيب بدم بارد في المستشفى التعليمي بمدينة معبر بمحافظة ذمار.
وأكد النشطاء أن الجريمة الحوثية الآثمة، بحق السامعي، ما هي إلا حادثة تؤكد استهداف سلالي أرعن للحياة، وأنها إرهاب بحق المجتمع اليمني.
إدانة
وفي السياق ذاته، أدانت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة ذمار "بأشد العبارات الاعتداء الجبان والغادر الذي تعرض له طالب الامتياز بكلية الطب جمعان عبدالكريم السامعي وهو في فترة استراحة قصيرة من تأديته لواجبه المقدس في خدمة المرضى، كمناوب في أحد أقسام مستشفى الوحدة التعليمي بمدينة معبر".
وقالت الهيئة في بيان الاستنكار، والذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن السامعي تعرض لإطلاق رصاصات غادرة أودت بحياته من قبل أحد المسلحين التابعين للمليشيات الحوثية، والذي دخل إلى حرم المستشفى بسلاحه دون رقيب أو حسيب من قبل أفراد الحراسة الأمنية للمستشفى الجامعي.
كما طالبت النقابة "قيادة الجامعة والمحافظ (الحوثي) والجهات الأمنية بمحافظة ذمار بتوفير الحماية الكافية لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم وكافة منتسبي الجامعة، والذين يقومون بتأدية واجباتهم في ظل ظروف قاسية وحرمان من أبسط الحقوق وهي الراتب، منذ سنوات".
ودعت النقابة إلى "إجراء التحقيقات اللازمة مع أفراد الحراسة الأمنية للمستشفى واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم وتوفير حراسة أمنية تتمتع باليقظة والتعامل الحازم مع مثل هذه القضايا، فليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها التهجم على المستشفى وإدارته وطاقمه الطبي والإداري".
وتشهد الجامعات الحكومية الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، عزوف الكثير من الطلبة عن الالتحاق بها، بسبب الاستهداف الممنهج للمليشيات لقطاع التعليم العالي المتمثلة بتدخلات سافرة لملشنة الجامعات.
وقامت المليشيات بتوظيف الجامعات الحكومية لخدمة أجندتها الطائفية، من خلال عدة أساليب ترهيبية وإدارية بقوة السلاح، والذي كان سبباً في وقوع العديد من التهجمات ضد الكادر التدريسي والحرم الجامعي والاعتداء على الطلبة في عدة جامعات أبرزها جامعة ذمار، وصنعاء والحديدة، وإب.