تعيش الأسواق اليمنية هذه الأيام على وقع غزو محصول المانجو، بأنواعه وأصنافه العديدة، التي انتشرت مؤخرًا في مختلف مناطق البلاد.
وتشتهر العديد من المحافظات اليمنية بزراعة أنواع مختلفة وعديدة من المانجو، وهذا التنوع هو ما جعل هذا المحصول من أكثر المحاصيل جودة ومذاقا، يتناسب مع كافة الأذواق المتباينة.
كما أن هذا التنوع جعل صنفًا ما من أصناف المانجو مفضلًا عن الآخر، ليس فقط بالمذاق، بل حتى من ناحية طريقة الآكل التي تختلف هي الأخرى باختلاف نوع المانجو.
هذا التنوع الثري لأصناف ثمار المانجو في اليمن، وأماكن زراعته، يتحدث عنه كبير الباحثين الزراعيين في محطة أبحاث الكود الزراعية بمحافظة أبين (جنوب اليمن)، والمتخصص بأنواع الفاكهة، الدكتور واثق عبدالله العولقي.
أشهر مناطق الزراعة
حديث الدكتور العولقي لـ”العين الإخبارية” شمل تفاصيل كثيرة متعلقة بمحصول المانجو في اليمن، حيث أشار في البداية إلى أن محافظة الحديدة (غرب البلاد) هي أكثر المناطق اهتمامًا وانتشارًا بزراعة المانجو.
وقال إن محافظة أبين تأتي ثانيًا كأكثر المناطق زراعةً للمانجو، وتليها تعز، ثم لحج، مؤكدًا أن أغلب أصناف المانجو الموجودة في السوق اليمنية تأتي من هذه المحافظات الأربع.
وكغيرها من أنواع المزروعات المختلفة، فإن زراعة المانجو في اليمن تعتمد على الأمطار الموسمية، التي غالبا ما تهطل في فصلي الربيع والصيف، وتتركز زراعته في بطون الأودية.
أصناف وأنواع
ويذكر الخبير الزراعي الدكتور العولقي أن من بين أبرز أصناف المانجو الموجودة في السوق المحلية باليمن يأتي نوع ”سنارة طويل، وسنارة قصير”، بالإضافة إلى صنف ”تومي اتكنز” أو ما يُطلق عليه في اليمن ”قلب الثور”، ويتميز بلونه الأحمر، وهو موجود بكثرة الآن في الأسواق، ومصدره محافظة الحديدة.
كما يشير الباحث الزراعي إلى صنف ”السمكة”، و”صنف 58” أو كما يطلق عليه في تعز، وهو صنف مصري اسمه ”مبروكة”، وكذا نوع ’توتابوري” وهو صنف هندي كبير الحجم، إلا أن تواجده قليل في الأسواق اليمنية.
وهناك نوع ”تيمور” وهو صنف مبكر في الإنتاج ويأتي في أول الموسم، وهو ذات صفات جيدة جدًا من حيث جودة ثماره؛ لذا نجد أن سعره مرتفع في الأسواق المحلية، بالإضافة إلى صنف ”ألفونس” أو ما يُطلق عليه في محافظة لحج ”الحافوص”، ومنه عدة أشكال، بحسب الدكتور العريقي.
القيمة الغذائية للمانجو
للمانجو، كغيرها من الفواكه، قيمة غذائية كبيرة، وتمثل أحد الأنواع التي يُقبل عليها المواطنون في اليمن نظرًا لأهميتها ومذاقها الحلو، ويفضل اليمنيون شرب عصير المانجو عن أكل ثماره.
ويعتقد اليمنيون أن المانجو يمكن أن يعوضهم عن كثير من الفيتامينات، كمشروب وغذاء مغذٍ ومقوٍ، غير أن هذا الاعتقاد يحتاج إلى تأكيد علمي من مختصين.
وهو ما يؤكده الخبير الزراعي الدكتور واثق العولقي، الذي أشار إلى أن ثمار المانجو تحتوي على مصدر جيد من فيتامين A وكذلك فيتامين C، كما تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات.
القيمة النقدية
يتطرق الخبير الزراعي اليمني إلى الأهمية النقدية التي يمثلها المانجو لاقتصاد البلاد، لافتًا إلى أن ما قبل عام 2011 كان مزارعو ومنتجو ثمار المانجو، يجنون أرباحًا مجزية من إنتاج وتصدير ثمار المانجو للخارج.
مشيرًا إلى أن المزارع اليمني كان يصدر ثمار المانجو إلى دول عربية وخليجية عديدة، وخصوصًا إلى كل من الأردن والسعودية.
غير أن مشاكل الإصابات الحشرية التي ضربت ثمار المانجو كحشرة ذبابة الفاكهة، والتي تعتبر من أخطر الحشرات التي تضرب هذا المحصول وكافة أشجار الفاكهة عمومًا؛ منع استيراد فاكهة المانجو من اليمن، تجنباً لهذه الحشرة.
ويضيف الدكتور واثق العولقي أنه ونظرًا لظروف الحرب، منذ عام 2015 لا تتوفر أية إحصائيات ذات مصداقية تؤكد حجم التصدير الخارجي من المانجو اليمني حاليًا.
نصيحة خبير
كبير الباحثين الزراعيين في محطة أبحاث الكود الزراعية باليمن اختتم حديثه مع ”العين الإخبارية” بالإشارة إلى أن ثمار المانجو، في أغلب الدول التي تنتج ثمارها، تحظى بأهدافٍ اقتصادية واجتماعية ليستفيدوا منها في المجتمع.
ولفت إلى أن تلك الأهداف تخولهم باستغلال الإنتاج الفائض من ثمار المانجو على الوجه الأكمل من خلال إنشاء مصانع خاصة لتعليب الثمار، وللعصائر المعلبة أو لتعليب لب المانجو.
ناصحًا القائمين على مجال الزراعة في اليمن ببناء معامل خاصة لهذا الغرض، ستستغل فائض هذا المحصول في مثل هذا الوقت من العام، وستُفيد اليمن بتشغيل أيادي عاملة من أفراد المجتمع، خصوصًا في المناطق الريفية من البلاد.
وتشير تقارير رسمية يمنية إلى أن عدد أشجار المانجو المزروعة في اليمن حوالي 2 مليون و17 ألف شجرة لكن هذا الرقم تراجع إثر عوامل عدة منها الحرب، وقلة المياه، وتغير المناخ.
وقبل الحرب الحوثية الراهنة، كانت اليمن تنتج 400 ألف طن في السنة من المانجو، قبل أن تتراجع إلى 359,395 ألف طن سنوي، وفقا لذات المصدر.