اليمن لسفراء أوروبيين: تصعيد الحوثي حرب شاملة ضد السلام
حذر رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك من أن في تصعيد مليشيات الحوثي المستمر -بايعاز إيراني- حرب شاملة لإجهاض أي فرصة لمسار السلام.
ووصلت إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بعثة أوروبية، اليوم الثلاثاء، تضم عددا من سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، في زيارة تستغرق يومين، وفق ما أفاد به مصدر حكومي لـ"العين الإخبارية".
وبحسب وكالة "سبأ" الرسمية، استقبل معين عبدالملك، في مقر إقامته بقصر معاشيق، البعثة الأوروبية استمرارا لموقف التكتل الداعم للحكومة اليمنية لمواجهة التحديات القائمة.
ووصف عبدالملك زيارة بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء عدد من الدول الأوروبية المعتمدين لدى اليمن للعاصمة المؤقتة عدن، بأنها ذات"دلالات هامة في تقديم الدعم للحكومة والشعب اليمنيين في ظل الظروف المعقدة".
وأحاط رئيس الوزراء اليمني بعثة وسفراء دول الاتحاد الأوروبي بمختلف التطورات والتحديات المستجدة، وفي مقدمتها تراجع أسعار صرف العملة المحلية، وتدني القدرة الشرائية وتضخم أسعار السلع، وأولويات الحكومة للتعامل معها وفق مسار عاجل على المدى القصير والدعم الإقليمي والدولي المطلوب.
وأشار إلى أن الإصلاحات العاجلة التي اتخذتها الحكومة لوقف تدهور العملة وتعزيز الإيرادات وترشيد النفقات، والحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة اليمنية لإنجاز هذه الإصلاحات، وما يتطلبه ذلك من حزمة دعم اقتصادي عاجلة.
وقال عبدالملك إن" المدخل لحل الأزمة الإنسانية هو معالجة الأزمة الاقتصادية، وللأسف في الفترة الماضية لم يكن الاقتصاد ضمن أجندة المجتمع الدولي"، معربا عن تطلعه لأن "يكون دعم الحكومة على رأس الأولويات الأوروبية لمواجهة التحديات وإنقاذ الوضع الراهن".
وشدد على أهمية استمرار وحدة الموقف الدولي تجاه ما يجري في اليمن والقائم - منذ انقلاب الحوثي على السلطة الشرعية أواخر العام 2014، يشكل ضمانة للوصول إلى حل للمشكلة اليمنية، ويحفظ إنفاذ الإرادة الشعبية والدولية وعودة الأمن والاستقرار واستكمال استعادة الدولة.
حرب شاملة
وبحسب عبد الملك، فإن التصعيد الحوثي المستمر وبإيعاز إيراني رغم كل الدعوات الأممية والدولية للتهدئة، من الخطأ قراءته على أنه لتحسين الموقف التفاوضي، لكنها "حرب شاملة ومستمرة من قبل الحوثيين للسيطرة على كل اليمن، وإجهاض أي فرصة لمسار السلام وتحدي الإرادة الشعبية والدولية".
وأوضح أن سلوك مليشيات الحوثي الإرهابية في ارتكاب الانتهاكات وجرائم الحرب بحق المدنيين والنازحين في مأرب وغيرها، والاستهداف المتكرر للأعيان المدنية في السعودية، يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جدي مقاربته الوصول إلى السلام الشامل في اليمن من خلال وضع ضغوط فعالة وعقوبات تطال المليشيات الانقلابية وداعميها في طهران.
كما:"يضع الحكومة اليمنية والقوى السياسية المختلفة وتحالف دعم الشرعية باليمن أمام مسؤولياتها في الدفاع عن الشعب اليمني ومواجهة الصلف ومشروع إيران الدموي في اليمن"، وفق عبد الملك.
وبالنسبة لرئيس وزراء اليمن، فإنه "من المؤسف أن الدعوات الدولية والإدانات لما يحدث في مأرب حتى الآن ما زالت غير قادرة على إدراك حجم وكمية الانتهاكات الحوثية، كما أنها لا تتعاطى مع تجاهل الحوثيين الكامل لهذا النوع من الإدانات الخافتة غير المعززة بالعقوبات التي تتناسب مع حجم الجرائم والانتهاكات اليومية من قبل المليشيات والتدخل السافر للنظام الإيراني".
وأعرب عبدالملك عن تقدير وثقته في استمرار مواقف الاتحاد والدول الأوروبية والمجتمع الدولي المساندة لإجراءات الحكومة الرامية إلى إنقاذ الوضع الاقتصادي والإنساني، ومواجهة التدهور الكارثي في الخدمات مثل الكهرباء والمياه والخدمات الصحية والتعليم، والبدء بمسار دعم الإعمار والتنمية.
إنهاء الانقلاب والإصلاح
وأكد التزام الحكومة اليمنية بتوجيه بوصلتها بجانب معركتها في إنهاء الانقلاب الحوثي واستكمال استعادة الدولة، نحو الإصلاح الحقيقي والجدي بعيدا عن العراقيل التي حالت في الماضي دون تحقيق الإصلاح في الجوانب المالية والإدارية ومكافحة الفساد.
من جانبها، جددت بعثة وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، الترحيب بعودة الحكومة اليمنية إلى عدن، معربين عن دعمهم الكامل للحكومة اليمنية ودعوا إلى التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض.
وأكدوا، في بيان منفصل، "دعم التكتل لجهود المبعوث الأممي لليمن للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، ودعوة كافة الأطراف للمشاركة مع المبعوث الأممي فورا".