مبادرات الطرق البديلة.. ألغام حوثية مميتة في طريق اليمنيين
أكثر من 20 طريقا رئيسيا في 7 محافظات، يغلقها الحوثيون في وجه اليمنيين، في سياسة تعمق محنة أهل هذا البلد الغارق في الحرب منذ سنوات.
على الطرف الآخر، تعمل الحكومة اليمنية الشرعية على تخفيف معاناة المواطنين في ملف الطرق، عبر مبادرات عدة كان آخرها فتح طريق رئيسي من محافظة مأرب (شرقا) وحتى صنعاء.
وبدلا من استجابة الحوثيين للمبادرة نفسها، اتخذوا طريقا فرعيا ملغما وطويلا، للإعلان عن فتحه من مأرب-صرواح-صنعاء.
وبحسابات المقاييس، يستغرق السفر من مأرب إلى صنعاء، عبر الطريق الرئيسي الذي أعلنت عنه الحكومة الشرعية، ساعتين بالسيارة.
لكن الطريق الفرعي الذي تضمنته مبادرة مليشيات الحوثي يستغرق ست ساعات، ناهيك عن التضاريس الجبلية والطرق الوعرة التي يسلكها المارون، وقطّاع الطرق الذين ينتشرون على طول بعض المناطق.
ويؤكد مراقبون أن مبادرة الحوثيين تكشف عن مراوغات المليشيات واستمرارها في عرقلة أي تقدم في الملف الإنساني.
وعلى مدى الأيام الماضية ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبات تدعو الأطراف اليمنية إلى فتح طريق مأرب-صنعاء، إثر سلوك المدنيين طرقا صحراوية مميتة عبر صحراء الجوف، وهو ما دفع الحكومة اليمنية لإطلاق مبادرتها، التي لاقت إشادات واسعة النطاق من قبل المواطنين.
وسبق الحديث في ملف الطرق مع المبعوث الأممي لليمن، وعدد من الوسطاء المحليين، لكن الموضوع قوبل بتعنت حوثي على مدار السنوات الماضية.
مبادرة الحكومة
وأعلن نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب سلطان العرادة، ومعه رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن الفريق الركن صغير بن عزيز، عن فتح الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء عبر فرضة نهم.
وقال العرادة، أمس الخميس، "عقب التشاور مع القيادة السياسية والعسكرية تم اليوم تأسيس نقطة تفتيش أمنية في الطريق الرابط بين مأرب-صنعاء عبر الفرضة"، معربا عن أمله في أن تقوم مليشيات الحوثي "بخطوة مماثلة لتسهيل تنقلات المواطنين".
وأكد محافظ مأرب أهمية فتح جميع الطرقات في كافة المدن بما فيها الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة منذ تسع سنوات، لما تمثله اليوم من ضرورة مُلحة خاصة في ظل المعاناة الكبيرة للمواطن اليمني في السفر عبر الطرق البديلة.
وأبدى العرادة استعداد القيادة السياسية والعسكرية لفتح الطرق الأخرى (مأرب - البيضاء - صنعاء) وطريق (مأرب - صرواح - صنعاء)، متمنياً استجابة الطرف الآخر لهذه المبادرة التي تهدف بدرجة رئيسية إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم.
وأضاف "آمل من الجميع التعاون في فتح جميع الطرقات الرئيسية في كل المدن اليمنية، من أجل مصلحة الشعب اليمني وباقي الأمور لها مكانها وشأنها، سواء كانت حرباً أم سلماً".
مبادرة حوثية ملغمة
وبدلا من فتح ذات الطريق، ذهبت مليشيات الحوثي للالتفاف على المبادرة الحكومية عبر فتح طريق (مأرب- صرواح - صنعاء).
وقالت الحكومة اليمنية إن مبادرة مأرب التي أطلقها العرادة "تضع الجميع أمام حقيقة واضحة وضوح الشمس، أن مليشيات الحوثي هي من تغلق الطرق الرئيسية بين المحافظات، وتعيق أية خطوات لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين".
وأكدت الحكومة على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني أن مليشيات الحوثي "أفشلت طيلة السنوات الماضية عشرات المبادرات الحكومية، والوساطات المحلية، والاتفاقات التي أبرمت برعاية أممية لفتح الطرق بين المحافظات، وأهمها اتفاق ستوكهولم 2018، الذي نص على رفع الحصار الجائر عن محافظة تعز، وفتح الطرق الرابطة بين محافظة الحديدة والمحافظات المجاورة".
مزايدة واستغلال
من جهته، اعتبر رئيس مجلس شباب سبأ في اليمن خالد بقلان أن مبادرة الحوثيين تأتي "من باب المزايدة واستغلال معاناة المواطنين".
وقال في حديث لـ"العين الإخبارية" "مليشيات الحوثي تغلق الطرقات وتدرك أن هناك ضغوطا أممية لفتح طريق الحوبان-تعز، لكنها والإخوان ذهبا لإعلان مبادرات لفتح طريق فرعي من مأرب إلى صنعاء".
ويغلق الحوثيون طرقاً كثيرة مهمة وحيوية ليعزلوا مناطق ومحافظات بأكملها، لا سيما محافظة تعز المحاصرة والحديدة المعزولة، ما تسبب بازدحام وعرقلة تنقلات المدنيين وشاحنات البضائع في طرق نائية ووعرة وضيقة.
ووفقا لمصادر حكومية تحدثت لـ"العين الإخبارية" فإن مليشيات الحوثي تغلق أكثر من 20 طريقا رئيسيا في 7 محافظات يمنية، منها حجة والحديدة والضالع والبيضاء ومأرب والجوف، ما أجبر المواطنين على التنقل عبر طرق مميتة بديلة وغير معبدة، منها جبلية وعرة وأخرى صحراوية رميلة.