بالصور.. بعد 4 سنوات من "الحزم" صعدة اليمنية تستعيد هويتها
يُنظر إلى صعدة على أنها منبع الإرهاب الحوثي لكن المحافظة الواقعة في أقاصي الشمال اليمني هي الأكثر تعرضا للإرهاب والقمع المدعوم من إيران
بعد 4 سنوات من بدء العملية العسكرية العربية التي تقودها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة "عاصفة الحزم" ويوما بعد آخر، تستعيد محافظة صعدة، هويتها اليمنية.
ومع تطوير العملية العسكرية لتكون "إعادة الأمل" تدريجيا، وبخطى ثابتة، تستعيد صعدة حضارتها العربية التي اختُطفت من نظام طهران وآلة القتل الحوثية الإرهابية لعدة سنوات.
يُنظر إلى صعدة على أنها منبع الإرهاب الحوثي الذي انتشر منه الوباء، لكن المحافظة الواقعة في أقاصي الشمال اليمني، هي أكثر المناطق اليمنية تعرضا للإرهاب والقمع الحوثي منذ العام 2011، أي قبل اندلاع الحرب بعدة سنوات.
قبيل الانقلاب الحوثي عرف اليمنيون صعدة بمدينة "الرمان" و"العنب" و"المعالم الأثرية" و"قبيلة الترانيم الفنية الساحرة"، وكانت قبائلها التي تستوطن "منازل الطين" قد أبدعت في تشيدها على جبالها الشاهقة وسهولها.
وكانت مليشيا الحوثي تتخذ من جبال "مرّان" في ضحيان فقط معقلا رئيسيا لها، لكنها توسعت منذ سنوات إلى باقي مديريات المحافظة، لتحكمها بالطائفية والرايات الخضراء والصفراء المستنسخة من طهران وحزب الله اللبناني.
وكما كان لليمنيين نصيب من إغاثة التحالف العربي لدعم الشرعية في مختلف المدن، هاهي صعدة تتنفس الصعداء يوما بعد آخر، وذلك بعد تقدم الجيش الوطني مسنودا بالتحالف العريي في مديرياتها وتحريرها من المليشيا الحوثية التي كانت تسيطر على قراها الطينية التي تتجاوز 1390 قرية.
التحالف يستعيد هوية صعدة
خلال العام الأول لانطلاق عاصفة الحزم للتحالف العربي، بدأت أوكار الإرهاب التي زرعتها إيران في صعدة تتهاوى، بعد توجيه دقيق ومدروس لمحاور قتالية نحو عمق صعدة بهدف استعادة هويتها وحضارتها التاريخية.
أما اليوم وبعد مرور 4 سنوات على "عاصفة الحزم" تتجه العمليات العسكرية إلى تفعيل محاور قتالية صوب المناطق الحساسة كجبال "مران" الوكر الرئيسي الذي أدارت منه مليشيا الحوثي هجماتها الإرهابية منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي.
شاركت قوات برية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، بجانب الجيش الوطني الذي دشن في العام الثاني لعاصفة الحزم، جبهة مديرية "كتاف والبقع" شرقا وجبهة"باقم" الواقعة شمالا، كمحاور للمتغير الأكثر حيوية في معركة تحرير معقل الانقلابيين.
وتبع ذلك بأشهر قليلة، عملية مباغتة في مديرية "الظاهر والملاحيظ"(غرب) والتي حررت بالكامل، وهو تكتيك منح الجيش فرصة لطرق أبواب مديرية"حيدان" والتوغل في عملية "قطع رأس الأفعى" إلى المخبأ المحتمل لزعيم المليشيا، عبدالملك الحوثي في جبال "مران".
المقدم عبدالرزاق الحمادي، وهو مسؤول عسكري باللواء التاسع مشاة بصعدة، يقول إن إيقاع المعارك في صعدة تجاوزت تدمير الدفاعات الأمامية والتوغل في المناطق والخطوط الوسطى.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية": "تبعد قواتنا اليوم نحو 40 كيلومترا من مدينة صعدة، ومحاور القتال تنطلق في 8 من أصل 15 مديرية في المحافظة، والمعارك بجبهات"الحشوة" و"حيدان"و "الصفراء" و"قطابر"و "رازح" و"شداء".
وأوضح، العمليات في صعدة في حقيقتها تكتيك عسكري للضغط وعزل مركز طهران لتصدير الفوضى، فضلا عن كون جبالها تحولت إلى كهوف للخلايا الإيرانية الأمنية التي تدير صناعة القرار في الجماعة.
الحوثي المعادي للسلام
منذ نشأت مليشيا الحوثي في صعدة لم تكن تبحث كجماعة يوما عن السلام وذلك لعدم امتلاكها للقرار التابع لنظام طهران والذي يقرر ويصدر توجيهاتها، وفقا للشيخ يحيى بن مقيت، وهو شيخ قبائل خولان بن عامر بصعدة.
وقال الشيخ بن مُقيت في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه لا يوجد أي مؤشرات إيجابية من تنفيذ اتفاق السويد ولا يمكن التعويل عليه في تحقيق السلام، كون المليشيا لم تكن تحضر للمفاوضات لولا الضغط العسكري في جبهات القتال، والتي تحاصر رمزيتها الفكرية في "مران".
وأضاف، وهو شيخ أولى القبائل التي تعرضت للإرهاب الحوثي: "نحن في صعدة والحكومة اليمنية السابقة، نملك تجربة طويلة تمتد لقرابة 10 أعوام من استخدام مليشيا الحوثي للمفاوضات كورقة عسكرية في إعادة ترتيب صفوفها ثم سرعان ما تلتف عليها".
الزعيم القبلي اليمني، أشار إلى أن استمرار العمليات العسكرية بدعم التحالف العربي لتحرير جميع الأراضي اليمنية واجتثاث المليشيات وعودة مؤسسات الدولة الشرعية، هو الطريق الوحيد لإنهاء المشروع الإيراني وبناء السلام في اليمن.
وثمّن الشيخ بن مقيت، جهود التحالف في الذكرى الـ4 لعاصفة الحزم في استعادة الهوية القبلية اليمنية، موضحا أن قبائل صعدة تقف في صف المشروع العربي وتحالف دعم الشرعية وهي تنتصر للأرض بعد سطوة الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران والتي دامت لسنوات.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg جزيرة ام اند امز