مستودعات الأسلحة الحوثية.. "قنابل موقوتة" تستهدف اليمنيين
وقع انفجار "سعوان" في صنعاء بفعل خطأ لخبراء حوثيين أثناء تزويدهم لرؤوس خاصة بالصواريخ بمواد حساسة شديدة الانفجار
تحولت الأحياء السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة الانقلاب الحوثي إلى قنابل موقوتة تستهدف حياة اليمنيين، وذلك بعد تفخيخها بمستودعات تصنيع الألغام وورش تطوير الطائرات المفخخة.
وقال خبراء يمنيون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الانفجار الضخم في مدينة "سعوان" شرقي صنعاء، واحد من جرائم "العبث" بأرواح المدنيين وكان من المفترض أن يلفت أنظار المجتمع الدولي لتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية.
والأحد الماضي، أودى انفجار مستودع حوثي كان قديما مصنع للكرتون ونقلت إليه المليشيا ورشة متفجرات من بلدة "بني حشيش"، بحياة 12 مدنيا، بينهم 7 طالبات وإصابة أكثر من 100 بجروح متفاوتة.
ويقع المستودع الحوثي بجانب مدرسة "الراعي" للفتيات بشارع الأربعين بمديرية شعوب شرقي صنعاء، ووفقا للمصادر، فقد وقع الانفجار بفعل خطأ لخبراء أثناء تزويدهم لرؤوس خاصة بالصواريخ بمواد حساسة شديدة الانفجار، ما سبب اندلاع حريق ثم سلسلة انفجارات ضخمة وتصاعد لأعمدة الدخان الأسود.
وطبقا للمصادر، دفعت مليشيا الحوثي بوحدات أمنية لتطهير المنطقة من بقايا شظايا المتفجرات، كما فرضت طوقا أمنيا واعتقلت عددا من المواطنين في محاولة منها للتعتيم على الجريمة وإلصاقها بالتحالف العربي.
انفجارات المستودع الحوثي ليست الأولى من نوعها في صنعاء، ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شهد حي "دارس" شمالي العاصمة، انفجارا مماثلا في مستودع حولته المليشيا إلى معمل لتطوير رؤوس الصواريخ والمتفجرات، وخلف أضرارا بالغة بحق المدنيين.
مستشار وزير الدفاع، العميد يحيى أبوحاتم اعتبر انفجار "سعوان" الدامي فعلا حوثيا متعمدا يجعل المليشيا من أخطر الجماعات الإرهابية ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبرى في تجريمها وأبدى التعاون الجاد مع الشرعية والتحالف العربي لإنهاء سيطرتها على مؤسسات الدولة.
وذكر المسؤول العسكري اليمني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيا الحوثي تسعى لرفع الكلفة الإنسانية عن طريق الاحتماء بالمدنيين والمتاجرة بدمائهم لتمرير أجندة إيران الإرهابية.
ونبَّه أبوحاتم أن المليشيا تستخدم المدنيين دروعا بشرية بشكل مباشرة وغير مباشر بدأ من الحديدة، حيث تطوق وتحتل منازل سكان المدينة إلى صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها باستحداث مستودعات ورش الألغام والمتفجرات وسط الأحياء السكنية وتخزين الأسلحة في المدارس والجامعات ودور العبادة.
وأشار إلى أن الفيديوهات التي بثها نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، تعد أدلة لفضح مزاعم الإرهاب الحوثي ونشاطه الإلكتروني الذي حاول تظليل الرأي العام وإلصاق الجريمة بالتحالف العربي.
وطالب مستشار الدفاع اليمنية إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية وممارسة الضغط الأممي لتنفيذ اتفاق ستوكهولم والسماح للجيش اليمني بردعها بتحرير مدينة وموانئ الحديدة للحد من تهريب الحرس الثوري الإيراني للمليشيا الأسلحة والأموال.
أدلة تفضح المزاعم الحوثية
الناشط الحقوقي اليمني، ذو يزن السوائي، قال إن العديد من الأحياء في صنعاء والحديدة وعددا من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تحولت إلى قنابل موقوتة بسبب تخزين الحوثيين للأسلحة والذخائر وسط التجمعات السكانية، الأمر الذي ينذر بكارثة مفزعة.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية": يقوم الحوثيون بإنشاء معامل لصناعة المتفجرات داخل مبانٍ سكنية أيضا في أحياء مزدحمة بالسكان، واتخاذ الأعيان المدنية كمستودعات للأسلحة وهو ما نستغرب السكوت عنه من قبل المجتمع الدولي والأممي، برغم فظاعة الجريمة الحوثية.
وأشار السوائي إلى أن انفجار ورشة حوثية لتفخيخ الطائرات المسيرة وسط حي شعبي في صنعاء أواخر العام الماضي، كان من المفترض أن ينبه الجهات الحقوقية المحلية والدولية مبكراً لإثارة القضية المقلقة، وهو ما لم يحدث للأسف.
وزير حقوق الإنسان محمد عسكر قال إن مليشيا الحوثي تنتهز أي فرصة لاتهام الآخرين بارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين التي هي من صنع أيديها الآثمة بشكل مباشرة أو غير مباشرة.
ودعا الوزير اليمني في تغريدات على حسابه بـ"تويتر"، اللجنة الوطنية للتحقيق بادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان بالقيام بواجبها وكشف مرتكبي جريمة سعوان للرأي العام وتقديم ملفاتهم للقضاء، مشيرا إلى أنها حدثت نتيجة وضع المعامل الخطرة في الأحياء السكنية التي تستهدف المدنيين.
إلى ذلك، وصفت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي، في بيان، انفجار المستودع الحوثي بـ"عمل عبثي"، ودعت للتحقيق من ملابساته، مشددة على ضرورة فهم الظروف الحقيقية التي أدت إلى هذه المأساة.
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA== جزيرة ام اند امز