تصحيح المسار ووقف الاختطاف.. شبوة تلفظ الإخوان والحوثي
على أرض شبوة يخط اليمنيون مرحلة مفصلية جديدة، هدفها تصحيح المسار لإنهاء الانقلاب الحوثي، والاختطاف الإخواني للمحافظة.
فدخول قوات ألوية العمالقة ذات السجل الحافل بالانتصارات على خط معركة شبوة جنوب اليمن، شكّل بداية التصحيح الحقيقي لتحييد العناصر والجهات الإخوانية، التي تآمرت على إسقاط محافظات شبوة والبيضاء ومأرب، لصالح المليشيات الحوثية.
وأظهرت الحفاوة الشعبية التي أبداها سكان مدن شبوة، من عزان جنوبا وحتى عتق؛ عاصمة المحافظة، وهم يستقبلون قوات العمالقة القادمة من الساحل الغربي، مدى التأييد الكبير، ورغبة اليمنيين الجارفة لطرد الإخوان وتثبيت مداميك صلبة لمعركة حقيقية، لإنهاء الانقلاب الحوثي، الجاثم على البلاد منذ 7 أعوام.
تقليص نفوذ الإخوان
واستبشر الأهالي بالخطوة التي اعتبروا أنها ستحرر مديريات سقطت بتآمر الإخوان مع مليشيات الحوثي دون قتال، معتبرين أن وصول القوات المعروفة بالصرامة مع مليشيات الحوثي، ستقلص نفوذ حزب الإصلاح؛ الذراع السياسية لإخوان اليمن.
يقول مسؤول المركز الإعلامي لقوات النخبة الشبوانية علي سيلان الباراسي، إن "الأهالي استقبلوا قوات العمالقة بالورود والترحيب، فرحا لتخليصهم من ثنائي الشر الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني".
واعتبر المسؤول في تصريح لـ "العين الإخبارية"، أن قدوم قوات العمالقة إلى شبوة بعد 3 أعوام من التنكيل والاعتقالات والقتل والمضايقات، من قبل عصابات الإخوان والقاعدة والحوثي، يمثل بارقة أمل لأهالي هذه المحافظة.
الباراسي توقع أن تكون شبوة منطلقا لعمليات عسكرية أوسع تتجاوز جغرافيا المحافظة الجنوبية، وتتجه صوب محافظات شمال اليمن، التي يجثم عليها الانقلاب الحوثي، وذلك بالتنسيق مع القادة العسكريين المخلصين بالجيش اليمني، كرئيس الأركان الركن عزيز بن صغير، الذي يخوض معركة شرسة في مأرب بإسناد رجال القبائل، وفق تعبيره.
تصحيح سير المعارك
ومن شأن وصول العمالقة إلى خط المعركة لاستعادة المديريات الخاضعة لمليشيات الحوثي أن يصنع تحولا في سير المعارك الوهمية، التي كان يطلقها محافظ شبوة المقال والقيادي الإخواني البارز محمد صالح بن عديو.
وكان بن عديو، أطلق 3 عمليات عسكرية لتحرير مديريات عين وبيحان وعسيلان، لكنها لم تكن تعدو عن كونها تصريحات إعلامية مخادعة لامتصاص غضب المجتمع الشبواني وتخدير للشارع اليمني.
وينظر العديد من المهتمين بالشأن العسكري والسياسي إلى المحافظ السابق المنتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي، بريبة، بعدما حاول تظليل الرأي العام بتلك التصريحات التي تفضح حزب الإصلاح بعدم التعاطي بجدية مع المخاطر المحدقة بالمحافظة النفطية والغازية، بل وصل الأمر إلى التنسيق مع مليشيات الحوثي، بتسليم مديريات شبوة دون قتال، بحسب مصادر مطلعة.
ويؤكد سياسيون يمنيون أن قادة الإخوان لم يبذلوا جهودا تذكر للتصدي لمليشيات الحوثي، أثناء سيطرتهم على مديريات شبوة في سبتمبر/أيلول الماضي، ما أتاح لها التقدم نحو مأرب من جهة حريب، وصولا إلى احتلال مديريات العبدية، وجبل مراد والجوبة.
ويرى سياسيون يمنيون أن قيادات الإخوان، لم تتآمر مع الحوثي في إسقاط عدد من المديريات فحسب، وإنما منعت الدعم والإسناد المادي لمأرب بالمؤن والغذاء لدعم جهودها في التصدي للحرب الشرسة، التي تشنها مليشيات الحوثي على المحافظة منذ مطلع العام.
ويقول رئيس دائرة الإعلام في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، محمد أنعم إن القافلة الغذائية الكبيرة التي انطلقت من الساحل الغربي في فبراير/ شباط الماضي، على رأسها قيادات من المقاومة وأبناء تهامة لدعم الجيش اليمني وقبائل مأرب، واجهت اعتراضات من قيادة شبوة الإخوانية، ولم يسمح لها وهي على مقربة من عتق، بالعبور، أو نوم مرافقيها بالمدينة.
وتعكس المعلومات التي أوردها أنعم، مدى إصرار قيادة الإخوان على إحباط أية تحركات لتعديل الكفة مع مليشيات الحوثي بل وهزيمتها.