اليمن وعودة ترامب.. هل تمثل نقطة تحول في الحرب على الحوثيين؟
وسط تصاعد التوترات الإقليمية، عادت الأضواء لتُسلط على المشهد السياسي في اليمن، مع ترقب لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع مليشيات الحوثي وتهديدها للملاحة الدولية.
وسبق أن صنفت إدارة ترامب في الولاية الأولى مليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية غير أن إدارة بايدن ألغت القرار بعد وصوله إلى البيت الأبيض ثم أعادته من جديد في 2024.
ورحب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وهو الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، قائلا إنها نقطة تحول حاسمة ستؤدي لكبح جماح الحوثيين المدعومين من إيران، والذين قال إنهم يهددون الاستقرار الإقليمي والأمن البحري.
وقال عيدروس الزبيدي لرويترز إن القيادة القوية لترامب واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يتناقضان بشكل حاد مع إدارة سلفه جو بايدن، التي قال إنها سمحت للحوثيين بتعزيز سلطتهم وقدراتهم العسكرية وتوسيع نطاق نفوذهم خارج اليمن.
وفي مقابلة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أضاف الزبيدي "فترة بايدن كانت بالنسبة للحوثيين فترة تمكنوا فيها من الحركة والسيطرة على الوضع في المحافظات التي هم فيها وتمكنوا من تجهيز قدراتهم بشكل أكبر وبدأوا يضربوا خارج نطاق اليمن".
وتابع "ترامب وصل ويعرف ماذا يريد وهو صاحب قرار قوي".
وأردف قائلا "نحن من المشجعين والمعجبين والداعمين لسياسة ترامب... لأن لديه شخصية تمتلك من قوة القرار ما يكفيه لحكم أمريكا والعالم"، مضيفا أنه يتوقع أن تبدأ المحادثات مع الإدارة القادمة قريبا.
ويرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي ويشغل ثلاثة مقاعد في مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء، وهو الحكومة الائتلافية التي تتخذ من عدن مقرا لها بعد الانقلاب الحوثي في 2014.
واستهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة بطائرات مسيرة وضربات صاروخية العام الماضي، بزعم التضامن مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة.
وقبل تنصيب ترامب أمس الإثنين، قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي إن هجماتهم في البحر الأحمر ستقتصر على السفن التابعة لإسرائيل فقط بعد بدء وقف إطلاق النار في غزة، لكن الضربات قد تستأنف إذا تغير الوضع.
فيما أعرب الزبيدي عن أمله "أن تتحرك أمريكا.. أن يتحفزوا بردع الحوثي لأنهم سيستمروا في تهديد الملاحة البحرية"، ووصف الحوثيين بأنهم "التهديد الكبير" وأنهم "من ضمن تجمع دولي تقوده إيران وروسيا والصين".
وبدأت الحرب في اليمن، وهي أحد أفقر الدول في الشرق الأوسط، في عام 2014 عندما اجتاح مسلحو مليشيات الحوثي العاصمة صنعاء وسيطروا على المؤسسات الحكومية.
وتوقفت عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، التي تسببت في أزمة إنسانية خطيرة، بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال الزبيدي "الحرب هذه كلفت الكثير.. منها انهيار العملة لدرجة (أنها أصبحت) لا قيمة لها، أصبح الموظف يتقاضي 50-60 دولارا (شهريا).. (وتسببت) في انهيار الاقتصاد بالكامل، وإعادة الإعمار تحتاج المئات من مليارات الدولارات".