صدمة "المسؤول الأممي".. اليمن يلاحق الجناة ويطلع الأمم المتحدة
انتقل اليمن من الصدمة إلى العمل في أقل من 24 ساعة، وتمكن عبر تحقيقات أمنية مكثفة، من ضبط متهمين في قضية اغتيال مسؤول أممي بارز.
وفيما تتواصل جهود تعقب المجرمين المتورطين بعملية الاغتيال من قبل أجهزة الأمن، دعت الأمم المتحدة إلى تسريع إجراءات التحقيق وتزويدها بالنتائج النهائية لمعرفة الدوافع الحقيقة التي تقف وراء هذا العمل غير المقبول.
وكان مسلح مجهول اغتال، الجمعة الماضية، رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي بتعز، الأردني مؤيد حميدي، في مدينة التربة، جنوبي المحافظة الواقعة جنوبي البلاد.
شراكة في التحقيق
وكانت شرطة تعز أعلنت أمس السبت، ضبط منفذي العملية التي استهدفت مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي وعددهم اثنان إلى جانب 10 آخرين، قبل أن تتسع الدائرة، الأحد، لتشمل أكثر من 21 متهما موقوفا في الجريمة.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية، الأحد، إن الأجهزة الأمنية في محافظة تعز اعتقلت بعد يوم من وقوع الجريمة "21 متهماً في قضية مقتل مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي ناصر في مدينة التربة محافظة تعز".
وأكدت أن الأجهزة الأمنية باشرت عمليات البحث والتحري عن المتهمين المتورطين في مقتل مدير مكتب منظمة الغذاء العالمي الذي اغتيل يوم الجمعة الماضية في مدينة التربة، وتكللت الحملة الأمنية بضبط 21 متهماً في قضية القتل وإيداعهم الحجز لاستكمال الإجراءات اللازمة.
ما قالته وزارة الداخلية، أكده محافظ تعز نبيل شمسان خلال لقائه الممثل المقيم للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي، وأعضاء فريق خلية الأزمة في مكتب الأمم المتحدة، لاستعراض الإجراءات الأمنية التي نفذتها شرطة محافظة تعز.
وفي مستهل اللقاء المنعقد عبر تقنية الاتصال المرئي بحضور المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي ريتشارد راجان، عبر شمسان عن تعازيه لموظفي الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني وأسرة المجني عليه، مؤكدا أنه يجري التحقيق مع المتهمين لمعرفة دوافع ارتكاب هذه الجريمة التي شكلت صدمة لكل أبناء المحافظة.
وقال شمسان إن "إجراءات التحقيق مع المتهمين تجري بكل شفافية وبمتابعة من رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبرلمان واهتمام رسمي وشعبي لمتابعة تفاصيل ومستجدات هذه الحادثة الأليمة".
ونوه إلى الحرص على الشراكة الكاملة وإشراك محققين في إجراءات التحقيق مع المتهمين وإطلاع مسؤولي الأمم المتحدة على كافة المعلومات والمستجدات ونتائج التحقيقات للوصول إلى معرفة الحقائق.
وأشاد المسؤول اليمني بقدرات الأجهزة الأمنية التي بذلت جهودا مكثفة لضبط المتهمين بوقت قياسي"، متمنيا ألا تؤثر هذه الحادثة المؤلمة على مسار العمل الإنساني وتخفيف معاناة أبناء المحافظة التي لا تزال تعاني من استمرار الحرب والحصار لأكثر من 8 أعوام.
من جهته، أشاد الممثل المقيم لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، بالجهود الكبيرة والمكثفة من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والتي تمكنت من القبض على المتهمين في هذا الحادث.
وقال "إننا نقدر جهودكم وتحركاتكم وعدم تسامحكم مع المتهمين وعمل كل الإجراءات لتجاوز آثار هذه الحادثة والشراكة في التفاصيل".
وأكد أهمية "تسريع إجراءات التحقيق وتزويدنا بالنتائج النهائية لمعرفة الدوافع الحقيقة التي تقف وراء هذا العمل غير المقبول والاستفادة من ذلك في تعزيز إجراءات الحماية بشكل واضح ودقيق بما لا يؤثر على العمل الإنساني وتدفق المساعدات".
من المتهم الرئيسي؟
أكدت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، أن منفذ الهجوم الرئيسي الذي استهدف المسؤول الأممي هو أحمد يوسف الصرة وينتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي إلى جانب متهم ثان يدعى "زكريا الشرجبي" وكانا على متن الدراجة النارية.
وأكدت المصادر أن الصرة متهم باغتيال 15 جنديا في الجيش اليمني لصالح مليشيات الحوثي وسبق أن تم القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية قبل أن يتدخل الإخوان في إطلاق سراحه في صفقة مشبوهة أدت لإطلاق سراحه مقابل تحرير نجل قيادي إخواني تم احتجازه.
وكانت وزارة الداخلية اليمنية وجهت بسرعة القبض على المدعو أحمد يوسف الصرة المطلوب لدى شرطة محافظة تعز في قضية اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في تعز يوم الجمعة، في جريمة هزت اليمن، وقوبلت بتنديد أممي ودولي واسع.
والجمعة الماضية، قال مصدر محلي مسؤول في تعز لـ"العين الإخبارية"، إن مسلحا ملثما أطلق وابلا من النيران على رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي، وذلك أثناء خروجه من أحد المطاعم في مدينة التربة جنوبي المحافظة، ما أدى إلى مقتله على الفور فيما لاذ المسلح بالفرار.
وتأتي عملية اغتيال المسؤول الأممي عقب فترة وجيزة فقط من إقرار المنظمات الدولية والأممية فتح مكاتب رسمية لها في تعز، لتنظيم تدخلاتها الإنسانية.