بـ"الرسوم الجدارية".. مبادرة حضرمية تكافح المخدرات (صور)
تتدثر الظواهر الخاطئة بأسوارٍ وجدرانٍ بعيدة عن أعين المجتمع، لتواري سوءاتها وتهرب عن مواجهة سلبياتها ومشاكلها.
"تعاطي المخدرات" إحدى تلك الظواهر التي بدأت بالانتشار في عدد من المدن اليمنية، لكنها لاقت مواجهة مجتمعية شرسة، تمثلت في حملات توعية شبابية، بأفكار إبداعية ونوعية.
ففي الوقت الذي يختفي متعاطو المخدرات خلف أسوار وجدران مخافة المجتمع، رأت مجموعة من الشباب اليمني أن تعمل على استخدام هذه الجدران في التوعية بمخاطر المخدرات والتحذير منها.
وتجسد ذلك في تنفيذ عدد من شباب الأحزاب والمكونات السياسية بمحافظة حضرموت رسومات جدارية للتوعية بمخاطر المخدرات، وذلك ضمن حملة ومبادرة "اجعل قرارك حياة".
خدمة مجتمعية
شباب الأحزاب السياسية بحضرموت، ممن نفذوا هذه الحملة كانوا ضمن مخرجات تدريبية للمعهد الديمقراطي الأمريكي NDI، الذي عمل على تدريب 12 شابا يمثلون المكونات السياسية على تقديم خدمات مجتمعية.
وركز التدريب على تنفيذ أنشطة تعود بالنفع على الناس من خلال نقد ظواهر مجتمعية سلبية منتشرة في المجتمع، فكان أن وقع اختيار شباب الأحزاب على التوعية بأضرار المخدرات.
التدريب اشترط أن تكون تلك الأنشطة التي ينفذها شباب المكونات السياسية إبداعية ومبتكرة، وذات أبعاد ثقافية وفنية، ولم يقتصر الأمر على رسومات جدارية، بل شمل فعالية توعوية حول أضرار المخدرات بحديقة الطفل في مدينة المكلا، حضرتها مئات العائلات والأطفال والشباب، بالإضافة إلى مسرحية كوميدية هادفة.
تزيين جدران المكلا
أبرز ما لفت مواطني مدينة المكلا في حملة "اجعل قرارك حياة" هو تحويل جدران وأسوار المباني في المدينة إلى لوحات فنية لافتة.
وتضمنت تلك اللوحات رسومات تحذر من تعاطي المخدرات، وأثرها على حياة متعاطيها وأسرته، ومستقبل بلاده، وانعكاساتها الاجتماعية والنفسية الخطيرة على المجتمع.
وبحسب القائمين على الحملة، فإن التركيز على الجدران يأتي بهدف دعوة المتأثرين بالمخدرات إلى التغلب على مخاوفهم وكسر أسوار عزلتهم خلف جدران ممارساتهم، والمبادرة للإقلاع عن تعاطي المخدرات.
شارك في الحملة إلى جانب شباب المكونات السياسية، مجموعة من الرسامين والخطاطين المتطوعين، الذين حوّلوا جدران المكلا إلى لوحات تشيكلية بديعة.
مسرحيات وفقرات توعوية
وشهدت الفعالية التوعوية تنوعا في أفكارها، من خلال الرسوم الجدارية، مرورا بفعاليات ومحاضرات ومسرحيات مفتوحة في الحدائق العامة، استهدفت العائلات والنساء.
وعرّفت تلك الفعاليات بالحملة وأهدافها، التي أتت للتوعية من أضرار المخدرات والتحذير منها، تلتها إرشادات قانونية عرج عليها ممثلو شباب الأحزاب والمكونات، عبر محاضرات مقتضبة.
كما أعطت الفعالية نصائح وإرشادات دينية وقصصا واقعية تحدث بها الدعاة الحاضرون، واختتمت الحملة بمسرحية كوميدية توعوية تخللتها مواعظ تبين بعض المعاملات الصحيحة والخاطئة للآباء والأمهات والمجتمع.
ويهدف التدريب الذي تبناه المعهد الديمقراطي الأمريكي إلى تعويد شباب الأحزاب السياسية على الانخراط في المجتمع وملامسة قضاياه ومشاكله، باعتبارها أولى خطوات العمل السياسي الذي كان غاية ذلك التدريب.
aXA6IDMuMTQyLjIwMC4yNDcg جزيرة ام اند امز