نقاد اليمن يكشفون لـ"العين الرياضية" أسرار نجاح منتخب الناشئين وانتكاسات الكبار
فتحت خسارة منتخب اليمن الأولمبي في أولي مبارياته ببطولة غرب آسيا، وفوز منتخب الناشئين في مستهل لقاءاته بكأس آسيا، باب المقارنات.
فاليمنيون باتوا على يقين بأنه لا يوجد من يشرفهم خارجياً كمنتخب الناشئين، الذي أحرز للبلد أول بطولة في تاريخ كرة القدم اليمنية على الإطلاق، بتتويجه بطلا لغرب آسيا للناشئين أواخر عام 2021 بالسعودية.
يرجع ذلك إلى امتلاك اللاعبين الناشئين اليمنيين للإرادة والطموح، بالإضافة إلى المهارة منذ الصغر، وعدم الخوف من مواجهة أية منتخبات أخرى مهما كانت ذات تاريخ كروي كبير، بحسب نقاد رياضيين.
بينما ينظر الجمهور اليمني إلى بقية منتخبات بلاده، كالأول والأولمبي، بأنها غير قادرة على مقارعة نظيراتها العربية والآسيوية؛ نتيجة فارق الإمكانيات والخبرة، وحتى المهارة.
مهارات الناشئين تتفوق
خسارة المنتخب الأولمبي أمام نظيره العماني بثلاثية نظيفة في بداية مشواره ببطولة غرب آسيا المقامة في العراق حاليا، جعلت الناقد الرياضي ماهر المتوكل يقول إن ”الأولمبي اليمني ما هو إلا ضحية لعشوائية وتخبط الاتحاد اليمني لكرة القدم".
وأضاف المتوكل لـ"العين الرياضية" أن منتخب الناشئين الذي تجاوز نظيره الماليزي في كأس آسيا وبرباعية نظيفة، انتصر للموهبة والإبداع اليماني، مؤكداً أن ناشئي اليمن سيتأهلون بسهولة عن مجموعتهم، واصفاً الناشئين اليمنيين بأنهم "أسياد آسيا".
وأردف: "لا أود طرح كلام يُفهم بشكل خاطئ، لكن ما حققه منتخب الناشئين ليس بسبب التخطيط الناجح، أو المنهجية والبرنامج العلمي، ولكنه كان نتيجة انتصار الموهبة اليمنية الناشئة، وهذا أمر معروف ومعلوم في تاريخ مشاركات ناشئينا".
حس المنافسة
الناقد الرياضي مطر الفتيح يرى من جانبه أن منتخب الناشئين أكثر واقعية من المنتخب الأولمبي وحتى من المنتخب اليمني الأول، وذلك يعود إلى أن اللاعبين الصغار لديهم طموح لتقديم مستوى جيد، وإحراز مراكز متقدمة للوصول إلى أهدافهم.
وأشار الفتيح في حديثه مع ”العين الرياضية” إلى أن الناشئين اليمنيين دائماً ما يمتلكون أهدافاً واضحة في مشاركاتهم، ويسعون دوماً إلى إثبات أنفسهم، وهدفهم في بطولة كأس آسيا هو التأهل لكأس العالم للناشئين.
وتابع: "على العكس من المنتخب الأولمبي أو المنتخب الأول الذين لا طموح لدى لاعبيهم الكبار، وينظرون أنه لا مجال لمنافسة بقية المنتخبات، وهذا يؤكد أن ما يميز اللاعبين الصغار في منتخب الناشئين أنهم يمتلكون حس المنافسة".
الناشئون يشرفون اليمن
يؤكد الفتيح أن ناشئي اليمن لديهم هذا الحس نتيجة انخراطهم في بطولات محلية داخلية ضمن أنديتهم، وحتى على مستوى الحارات والبطولات الشعبية، بينما لا يخوض لاعبو المنتخب الأولمبي والأول أية منافسات، ولا يوجد لديهم دوري منتظم، بل يتم استدعاؤهم للمعسكرات التدريبية بدون تهيئة مسبقة التي توفرها الدوريات المنعدمة.
كما أن هناك عاملا آخر، حسب الفتيح، يتمثل في استمرار اتحاد الكرة باختيار لاعبين للمنتخبات الأولمبية أو الأول عفا عليهم الزمن وفشلوا من قبل في أكثر من استحقاق خارجي.
ويقول إن سبب ذلك يرجع إلى أن المدرب التشيكي للمنتخب اليمني، يعتمد في تشكيلته على اختيارات من ينوبه عند غيابه، وهؤلاء لا يعطون الكرة حقها من الاحترام.
ويختتم الناقد الرياضي مطر الفتيح تصريحه بالتأكيد على أن ناشئي اليمن هم وحدهم من يشرفون الكرة اليمنية، لأن لديهم الطموح والإرادة بنسبة كبيرة تفوق ما لدى الكبار.