تشكيلي يمني يعيد نسج أزياء بلاده.. لمسة عصرية لإحياء التراث (صور)
تعد الأزياء اليمنية التراثية جزءا لا يتجزأ من ثقافة البلد، لا سيما أزياء النساء التي تشكل هوية أرض سبأ العتيقة.
واليوم عاد زي "الجدات" إلى واجهة مناسبات اليمنيات بعد أن أعاد الفنان التشكيلي والرسام محمد سبأ نسج جمال ملابس الأمس بلمسة عصرية وفي منتج يبرز ألق الماضي للمرأة اليمنية وأناقتها.
مشروع كبير تحمل ثقل تشعباته وثراء مجالاته الباحث اليمني في التراث والفنون محمد سبأ ومعه فريق من المختصين الذين يمتد حضورهم من على ضفاف النيل إلى مناطق يمنية عدة يعيدون إلى الواجهة لوحة الماضي الجميل على شكل أزياء فاتنة ومبهجة.
في لقاء مع "العين الإخبارية"، يؤكد سبأ أن "مشروع إحياء الزي الشعبي للمرأة اليمنية يهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للأزياء التراثية اليمنية التي بدأت بالاختفاء منذ نهاية القرن العشرين وهو ما يشكل خطرا على جزء مهم من تراثنا وتاريخنا الأصيل".
وكان محمد ورفاقه قد شيدوا "مؤسسة سبأ للثقافة والفنون" والتي استطاعت إحياء 45 زيا لمناطق متعددة كادت تندثر انطلاقا من مشروع حمل اسم "أزياء ملكة سبأ" واستهدف إعادة إنتاج الأزياء التراثية لكل مناطق اليمن من خلال دراسة تراث أزياء كل منطقة.
ويؤكد سبأ أنه ومن أجل إنجاح مشروع كبير ومهم موغل في عمق قدم اليمن وعراقتها كان لا بد من وجود مختصين محترفين ولديهم التأهيل الكامل لإنجاز الأزياء التراثية اليمنية رغم تنوعها الكبير.
ويتابع: "لدينا متخصصون يدرسون التراث الشعبي اليمني دراسة أكاديمية ونفذوا أبحاثا سابقة وهم محبون لوطنهم يبذلون الغالي والنفيس من أجل التعاون في الحفاظ على تراثهم الأصيل وكل له تخصصة ومجاله".
تعز في الصدارة
وعن أكثر المحافظات التي تتميز بالأزياء التراثية، أشار مدير مؤسسة سبأ للثقافة والفنون إلى أن تعز في المقدمة تليها صنعاء وحضرموت والحديدة.
وقال: "لا تخلو كل المحافظات اليمنية من تعدد الأزياء إلا أن محافظة تعز غنية جداً بهذا التراث حيث كانت على مر العصور مصنعا للمنسوجات وقد ذكرت المراجع القديمة الثياب المعافرية والقباطية والشرعبية وظلت تعز وما زالت من أهم مراكز صناعة الملابس في اليمن".
إضافة إلى تفاني واهتمام أبناء هذه المحافظة بأزيائهم التراثية وتفاخرهم بها وهو ما أسهم في الحفاظ عليها من الاندثار أكثر من غيرها من المناطق اليمنية، حسب محمد سبأ.
وتابع: "أزياء تعز هي أكثر طلبا من قبل المهتمين ويرجع ذلك إلى أن أزياء المحافظة هي أزياء محبوبة لدى كل اليمنيين باعتبارها مركز صناعة الأزياء منذ القدم وكذلك لأن أبناء هذه المحافظة يحبون تراثهم وينشرونه في كل مكان يذهبون إليه".
وأشار إلى أن أزياء تعز تتميز بأشكال أنيقة تسلب الأنظار مع جمال يتناسب في كل المناسبات اليمنية ويليها في ذلك الزي الصنعاني والمهري وزي إب وتهامة.
جهود ذاتية للتوثيق
وأكد: "اندثرت أزياء المحافظات اليمنية على فترات غير محددة وهو ما جعلنا نفكر في توثيق ما تبقى من الأزياء التراثية اليمنية حتى لا تفقد أكثر ويتم تعريف للأجيال القادمة بهذه الأزياء.
بجهود فردية يتزعم سبأ هذا المشروع، مؤكدا أن مؤسسته لا تحصل على أي دعم من جهات حكومية يمنية أو خارجية حتى الوقت الحاضر وربما يحصل ذلك في وقت لاحق وهو ما تمناه الباحث اليمني لكون المشروع يحتاج إلى تمويل ليحقق الهدف في توثيق الأزياء التراثية.
وأضاف: "ما زلنا نعتمد على القوة الشرائية لبعض ما نتتج وهو لا يكفي لدفع التكاليف ومواصلة المسيرة التي بدأناها".
وعما إذا كان نشاط المؤسسة في القاهرة يحد من انتشارها في الداخل اليمني، يؤكد محمد سبأ أنها موجودة داخل وخارج اليمن.
ولخص سبأ الصعوبات التي تواجههم في عدم وجود دعم للمشروع وإقبال الناس على الزي الحديث مقارنةً بالزي الأصلي لجهل البعض بقيمته وبالرغم من جودته العالية ما زالت الأزياء المستحدثة تؤثر سلباً على الأزياء الأصلية.
ويرى أن أسعار الزي مناسبة وتتقارب مع الأزياء المحدثة والمتوافرة ولكن يحتاج التعريف بالزي الأصلي إلى وقت ليعرفها الناس من جديد ويعودوا لها.
ونستعرض فيما يلي قائمة بأجمل الأزياء اليمنية التي استطاع سبأ ورفاقه إعادتها للواجهة وهي..
الزي الصبري
تشتهر مديريات جبل صبر في محافظة تعز، بهذا الزي ويتميز بتشكيلة صدر مستلهمة من أشكال النباتات أهمها المشاقر والتي تنتشر في تعز تمتد زخارفها من الواجهة إلى أعلى الظهر بشكل انسيابي جميل كما يمتاز الزي بتصميم نوعين من الأكمام التي تنتهي بتطريز خفيف.
تعكس الوحدات الزخرفية للزي الصبري تشكيلات مستلهمة من جمال الطبيعة والألوان التي تشتهر بها قرى تعز وهو من أقدم الأزياء المحفوظة في المركز الثقافي اليمني في القاهرة.
الزي العدني
يعتبر من أهم الأزياء التي تشتهر بها محافظة عدن وهناك أنواع متعددة منه ترتديه المرأة العدنية حسب المناسبات فاللون الأخضر ترتديه العروس في ليلة الغسل أو الحناء وتتزين بالذهب فتضع قلادة وعقودا من الذهب وتضيف عقودا من الفل الطبيعي.
الزي المهري
يعتبر أحد أبرز أزياء المهرة وواحدا من أهم الأزياء التراثية اليمنية ويسمى باللهجة المهرية "خلوق" ويعد من أجمل الأزياء البلد تطريزاً لميزته بطول القماش من الخلف على شكل ذيل وقصره من الأمام ويصنع من قماش القطن والمخمل ويطرز بعناية خاصة بزخارف من الموروث المهري مستلهمة من تنوع المحافظة البيئي وترتدي معه المرأة غطاء الرأس بخيوط معدنية من الفضة.
الستار الصنعاني
وهو عبارة عن قطعة قماش قطنية مربعة الشكل، ومزخرفة بأشكال هندسية حمراء اللون، تتميز بنقوشها وزخارفها الملونة، وكانت ترتديه النساء في صنعاء وبعض المحافظات في شمال اليمن.
وتحتل الأزياء التقليدية والشعبية مكانة كبيرة في أوساط المجتمع اليمني ليظهر مؤخرا الزي اليمني بتعدد أنواعه واختلاف مناطقه بإطلاله تأسر الأنظار إثر ألوانه الزاهية وأناقته وجماله الذي يعد سر فتانة المرأة اليمنية.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز