هجمات الحوثي والبحر الأحمر.. أمواج القلق تضرب الشارع اليمني
مع زيادة التوتر في البحر الأحمر، ارتفعت مخاوف اليمني قائد محمد من دخول بلاده حربا جديدة تقودها إلى الهاوية بعد أن أنهكتها معارك الحوثي المستعرة على الجبهات منذ 10 أعوام.
ورغم أن محمد (46 عاما) يعيش مع أسرته في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، فإنه "لم يسلم من تداعيات الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر والتي قد تنعكس على الوضع المعيشي في البلاد لا سيما بعد ارتفاع تكاليف التأمين للسفن المتجهة للموانئ اليمنية"، كما يقول.
مثلث أخطار
ويرى المواطن اليمني في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، سوف تجر اليمن إلى وضع أسوأ من الوضع الذي عاشه طيلة 10 أعوام مضت، بعد جر الجماعة البلاد إلى صراع أكبر مع أمريكا وبريطانيا".
وتشن الولايات المتحدة وبريطانيا منذ أيام غارات على مواقع للحوثيين تقول إنها تمثل تهديدا لأمن أحد أهم الممرات التجارية في العالم.
ويضيف أن "الخطر الذي يشكله الحوثيون على اليمن، خطر سياسي واقتصادي وعسكري وهو مثلث أخطار يتربص باليمن واليمنيين في ظل استمرار مغامرات جماعة الحوثي".
وأكد أن "عسكرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي، سوف تنعكس على اليمن بشكل واسع، برا وبحرا"، لافتا إلى أن هجمات الحوثيين التي تهدد الملاحة البحرية لليمن والعالم استدعت أساطيل القوى العظمى إلى البحر وقبالة البلاد.
المخاوف التي أبداها محمد، أتت عليها التربوية اليمنية رشاء عمر الهيج، التي أوضحت أن "الوضع اليمني وبسبب هجمات الحوثي في البحر الأحمر، انتقل من سيئ إلى أسوأ، والخوف الآن من جلب مزيد من الحروب إلى الملاحة والأراضي اليمنية".
وتقول الهيج لـ"العين الإخبارية"، إن "الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أثرت سلباً على اليمن بشكل عام، والمحافظات الجنوبية بشكل خاص، لموقعها الاستراتيجي، كونها مطلة على خليج عدن والبحر العربي ومجاورة للبحر الأحمر".
وتضيف: "نحن نعاني في اليمن من ظروف اقتصادية سيئة بسبب الحرب، والحياة المعيشية صعبة للغاية يكابد فيها المواطن أزمات عدة منها انقطاع الراتب وارتفاع الأسعار وقد تضاعف هجمات الحوثي هذه المآسي".
الصراع الأوسع بات واقعا
بالنسبة للمراقبين والنخب اليمنية فإن الصراع الأوسع الذي أشعله الحوثيون بات واقعا لا سيما عقب الضربات الأمريكية البريطانية ضد أهداف حوثية والتي ما زالت لم تستطع وقف هجمات الحوثي ضد سفن الشحن.
فجماعة الحوثي لا تزال في تقديرهم تجر اليمن إلى مستنقع الفوضى اقتصاديا وعسكريا، فيما الحل الوحيد لوقف هجماتها البحرية هو تحرير محافظة الحديدة من قبل القوات الحكومية في الساحل الغربي.
هذا ما يذهب إليه المحلل السياسي اليمني عدنان الجعفري، لدى حديثه عن خطر حروب الحوثي التي تفجرت عام 2004، ثم توسعت بعد انقلابه أواخر 2014 لتعم كل اليمن وتسعى لجر البلاد في 2024 إلى حرب أوسع نطاقا.
وقال الجعفري لـ"العين الإخبارية" أن" المليشيات تريد تكريس منهجها الطائفي في اليمن، وإدخاله في حروب طاحنة بالوكالة، كونها تتغذى على الحروب.
ويستشهد الجعفري في حديثه باستثمار الحوثي للحرب في غزة قائلا إن "جميع الدول العربية تناصر القضية الفلسطينية، لكن ما يمارسه الحوثيون هو قرصنة في البحر، لا تخدم غزة بشكل رئيسي، لكنها تهدد الملاحة البحرية اليمنية، وتجر البلاد إلى صراع آخر، وتهدد عمليات السلام".
وأشار إلى أن هجمات الحوثي في البحر الأحمر لن تتوقف "في ظل استمرار سيطرتها على مساحات واسعة من سواحل محافظة الحديدة، إذ إن ضربات أمريكا لن تجدي نفعا في صدها، وإنما يحتاج الأمر لدعم دولي للحكومة اليمنية، ليمكنها من تحرير السواحل الغربية وإيقاف فوضى الجماعة في البحر الأحمر".
من جهته، يقول الأكاديمي اليمني رمزي هاشم، لـ"العين الإخبارية"، "إننا جميعنا نعلم مدى خطورة ما تمارسه جماعة الحوثي، سواء على المستوى العقائدي أو عبثها بمؤسسات وموارد البلاد".
ويضيف هاشم أن تهديد المليشيات الحوثية للملاحة البحرية اليمنية والدولية، في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن، هو عمل بالوكالة لدول في الإقليم ترى أن ورقة الضغط الاقتصادي يمكن أن تشكل فرصة لها حتى لو أتت على حساب الشعب اليمني.
وتابع : "المليشيات حطب هذه المعركة الوهمية، وانعكاساتها على المجتمع اليمني أكثر تأثيرا، خاصة على المستوى الاقتصادي، وسوف يؤثر ذلك بالسلب على الحياة العامة في مختلف مناطق في البلاد".