شاب مصري يصنع تمثالا فرعونيا ضخما من "الخردة"
التمثال الذي قارب على الانتهاء من صورته الأخيرة يصل ارتفاعه 6 أمتار، ومكون من تروس الدراجات البخارية والهوائية وورد الصواميل.
نجح شاب مصري بأقل الإمكانيات في صناعة تمثال ضخم للقط الفرعوني الشهير "باستت"، إله الوداعة والحنان والمرح والمحبة عند المصريين القدماء.
إبراهيم صالح، البالغ من العمر 27 عاماً، خريج مدرسة التعليم الفني الصناعي، أثبت بأنامله وبأقل الإمكانيات أن المستقبل سيعتمد بصورة كبيرة على التعليم الفني، وهو الاتجاه الذي باتت تدفع به الدولة المصرية بقوة خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال "إبراهيم" لـ"العين الإخبارية" إنه حاول أن يدرس النحت دراسة حرة بمدرسة الفنون الجميلة، ولكن ضيق ذات اليد لم يجعله يستمر أكثر من شهرين، وترك المدرسة، لكنه لم يترك هواياته.
واحترف "إبراهيم" نحت الجداريات، واليوم قرر احتراف "فن الخردة"، وقال: "هذا الفن موجود بالفعل خارج مصر، لكن الاهتمام به داخل مصر شبه منعدم".
وأضاف: "بحثت كثيراً قبل أن أبدأ في صناعة تمثالي، فوجدت أن إعادة التدوير بات أمراً مهماً، فقررت أن أعيد تدوير الخردة تحديدًا، واخترت هذا الإله المصري الراسخ في الحضارة الفرعونية".
التمثال الذي قارب على الانتهاء من صورته الأخيرة، يصل ارتفاعه 6 أمتار، ويزن 400 كيلوجرام، ومكون بأكمله من تروس الدراجات البخارية والهوائية وورد الصواميل والمسامير.
وأوضح: "أردت الدمج بين الفكرة المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، والحاضر ومعطياتُه وخاماته".
وقبل 30 يوماً بدأ "إبراهيم" مشروعه، في حيز استأجره من محافظة الجيزة، أطلق عليه "مركز توعية البيئة"، وعلّق: "أردت أن أطور الفكرة لورشة أعلّم فيها الهواة كيف يقومون بتدوير الخردة، إلا أن الأمر قد يتعثر قلة الإمكانات المادية".
وعن اختياره هذا التمثال بالتحديد، أوضح "إبراهيم": "أسكن بمنطقة الأهرامات، أي في قلب أهم المناطق الأثرية بالعالم بكل ما تحويه من مزارات سياحية وبازارات، وتماثيل ذات أحجام مختلفة، فتربيت عاشقاً لهذه الحضارة".
وأشار إلى أنه عندما قرر أن ينفذ عملاً مميزاً، كان (باستت) أول ما خطر بباله، لاسيما أنه لا يوجد تمثال لهذا الإله بهذا الحجم".