"منتدى شباب صناع السلام" يناقش كيفية ترسيخ قيم التسامح والعفو
محاضرات وجلسات حوارية باليوم الرابع للمنتدى
المنتدى يستمر إلى 18 يوليو الجاري، ويشهد نقاشا مفتوحا بين الشباب المشاركين به والقادة الدينيين.
واصل المشاركون في فعاليات "منتدى شباب صناع السلام" الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وأسقفية كانتربري، برنامج المحاضرات وورش العمل المكثفة الذي يعقد في كلية تشرشل بجامعة كامبريدج البريطانية، حيث ركزت أنشطة اليوم الرابع من المنتدى على رفع وعي الطلاب بقيم العفو والمغفرة والتسامح.
وتناولت المحاضرة الأولى التي حملت عنوان "قراءة في النصوص الدينية"، مجموعة نصوص من القرآن الكريم والعهدين الجديد والقديم، تحض على المغفرة والعفو، حيث تم تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل، ركزت كل منها على محاولة التعمق في هذه النصوص، واستخراج المعاني الفلسفية والقيم الأخلاقية الكامنة فيها.
أما المحاضرة الثانية فقد حاولت الإجابة عن سؤال مهم بعنوان: "كيف نسامح؟"، تم خلالها تعريف مفهوم الغفران وكيف أن الشخص المتسامح يفعل ذلك ليس فقط من أجل الآخرين ولكن أيضاً من أجل نفسه؟
كما تطرقت المحاضرة إلى أهمية قيمة التسامح والغفران وكيف تؤثر في حياتنا؟ ولماذا يستطيع شخص ما أن يسامح الآخرين بينما يعجز شخص آخر عن فعل ذلك؟ ثم استعرض المشاركون نماذج لشخصيات تعرضت لنكبات كبيرة لكنها استطاعت استعادة توازنها والوصول لحالة من الهدوء الروحاني والعفو والغفران.
وعقب المحاضرة تم عقد ورشة عمل بعنوان "العدالة التصالحية"، أو ما يمكن أن يطلق عليه ضمنياً "التفاوض"، بمعنى تحقيق العدالة من خلال وجود وسيط بين الضحية والجاني، وقدّم المشاركون نماذج لمواقف تعرضوا خلالها لأزمات وصراعات، نجحوا في حلها عبر التسامح والغفران.
وفى المحاضرة الثالثة، تم استعراض تجربة مؤسسة "مشروع الغفران"، حيث قدم القائمون على المؤسسة نماذج لقصص تمكن أصحابها من تجاوز الأزمات والصعاب التي تعرضوا لها من خلال الصفح والتسامح، وذلك بهدف رفع وعي الطلاب بأهمية قيم التسامح والعفو في حل الصراعات والنزاعات.
وعقدت جلسات حوارية في نهاية اليوم بين الشباب فيما يعرف باسم "مجموعات الاتصال" بهدف فتح نقاش حول الانطباعات والدروس التي تعلموها من المحاضرات الثلاث، وكذلك تحفظاتهم أو ما يرونه خاطئاً.
ويشهد المنتدى الذي يستمر إلى 18 يوليو/تموز الجاري، نقاشاً مفتوحاً بين الشباب المشاركين به والقادة الدينيين، وفي مقدمتهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وجاستن ويلبي، رئيس أساقفة كنيسة كانتربري البريطانية.
وتهدف هذه النقاشات إلى استماع القادة الدينيين لرؤى وتجارب ومبادرات ومقترحات الشباب، على أن تقوم المؤسسات الدينية بتبنيها ودعمها، ومناقشة آليات توظيفها، ووضع خطط عملية لتنفيذها وتعميم فوائدها في الشرق والغرب.
ويأتي المنتدى في إطار جولات الحوار بين الشرق والغرب التي أطلق مبادرتها الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب، قبل عدة سنوات، بهدف مد جسور الحوار والتعاون بين الشرق والغرب، وتم الاتفاق على تولي نخبة من الشباب أصحاب المبادرات الخلاقة، قيادة الجولة الحالية من الحوار، في محاولة لتنسيق الجهود وتوحيد الرؤى تجاه القضايا المعاصرة، مثل المواطنة والسلام ومواجهة الفكر المتطرف.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز