فن
رحيل يوسف شعبان.. "وتد" الدراما المصرية والسينما والحب
"لا يوجد دور صغير وآخر كبير، لكن يوجد ممثل كبير وممثل صغير"، ظل الفنان المصري يوسف شعبان يردد هذه الجملة حتى آخر أيامه.
كان يؤمن بأن التمثيل موهبة فطرية، وأن المبدع الحقيقي يستطيع العبور إلى قلب ووجدان الجمهور ولو بمشهد وحيد، بهذه القناعات عاش ابن "درب الجدعان" وعليها رحل.
وُلد "يوسف شعبان شميس" في 16 يوليو/تموز 1931 بحي شبرا بالعاصمة المصرية القاهرة، وفي المرحلة الثانوية تعلق بحب التمثيل وشارك في عروض المسرح المدرسي، وعندما التحق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس قرر الانضمام لفرقة التمثيل.
وعلى خشبة مسرح الجامعة برزت موهبته وجذب أنظار زملائه، وكان من بينهم الفنان كرم مطاوع الذي نصحه بأن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتأثر "شعبان" بنصيحة صديقه المقرب وهجر دراسة الحقوق.
وفي عام 1962 أنهى دراسته بمعهد المسرح، وخرج مثل كل الوجوه الجديدة للبحث عن فرصة يعبر من خلالها للجمهور، وبدأ حلمه الكبير يتحول لحقيقة عندما رُشح للمشاركة في فيلم "في بيتنا رجل" بطولة عمر الشريف ورشدي أباظة، إذ توالت أعماله الناجحة بعد ذلك، مثل مسلسل "الحب الكبير" وأفلام سينمائية منها "الحقيبة السوداء، للنساء فقط، أيام بلا حب".
وخلال 10 سنوات تحوّل يوسف شعبان إلى نجم كبير، تتهافت عليه شركات الإنتاج وتقف أمامه كبار النجمات في ذلك الوقت، حيث شارك الفنانة شادية في أفلام عديدة، منها: "معبودة الجماهير، ميرامار، مراتي مدير عام"، ووقف أمام الفنانة ماجدة في فيلم "الرجل الذي فقد ظله".
وتألق على شاشة السينما وحقق نجاحاً كبيراً في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال مهمة، مثل: "ليالي الحلمية، الشهد والدموع، المال والبنون" وحرصا على مصلحة زملائه ترشح لمنصب نقيب الممثلين، وشغل هذا المنصب دورتين متتاليتين في الفترة من 1997 إلى 2003.
اشتهر يوسف شعبان بوسامته ورومانسيته الشديدة، لذا وقع في الحب 3 مرات، لكنه لم يشعر بالاستقرار، حيث تزوج من الفنانة ليلى طاهر وانفصل عنها سريعاً، ثم تزوج من الأميرة نادية إسماعيل شيرين وأثمر هذا الزواج عن بنت وحيدة تدعى سينا، وعندما دبت الخلافات بينهما حدث الطلاق، أما الزيجة الثالثة فكانت من سيدة كويتية وأنجب منها زينب ومراد.
وفي فبراير/شباط الجاري، داهمت أمراض الشيخوخة الفنان الكبير وأجبرته أكثر من مرة على دخول المستشفى، ولكن جسده الضعيف لم يستطع الصمود أمام فيروس كورونا، الذي أصيب به الأسبوع الماضي، ليرحل عن عالمنا، الأحد، عن عمر يناهز 90 عاماً، تاركاً خلفه بصمة فنية خالدة وسيرة طيبة.