الشاهد خارج سباق قرطاج.. 5 أسباب للسقوط
محلل سياسي تونسي أرجع سقوط الشاهد إلى 5 أسباب تلخص نتائج تحالفه مع الإخوان ورؤية الناخب التونسي لسياساته المختلفة.
لم يكن سقوط رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، في انتخابات الرئاسة، بحسب النتائج المعلنة غير الرسمية، سوى نتيجة منطقية لفشل أدائه السياسي والاقتصادي، الذي انعكس على كافة نواحي الحياة للشعب التونسي.
ووفق مؤشرات أولية ونتائج جزئية غير رسمية، حل نبيل القروي بالمركز الثاني ضمن السباق، بحصوله على 15.4% من أصوات الناخبين، بعد المرشح المستقل قيس سعيّد، بـ18.8 %، فيما حل الشاهد بالمرتبة الخامسة بـ7.3 %.
يوسف الوسلاتي؛ المحلل السياسي التونسي أرجع سقوط الشاهد إلى 5 أسباب رئيسية، تلخص نتائج تحالفه مع الإخوان من ناحية، وتكشف عن رؤية الناخب التونسي لسياساته المختلفة من ناحية أخرى.
1- سقوط منظومة الحكم
الوسلاتي، قال لـ"العين الإخبارية" إن الشاهد يعتبر أحد أفراد المنظومة الحاكمة في تونس، وبالتالي "فإن أفول نجمه يعني سقوط المنظومة بأكملها".
وهنا استند الباحث التونسي في رؤيته، إلى أن جميع مرشحي منظومة الحكم، بمن فيهم رئيس البرلمان التونسي بالإنابة مرشح الإخوان عبدالفتاح مورو، ووزير الدفاع عبدالكريم الزبيدي وغيره من الوزراء والمسؤولون السابقون، فشلوا في العبور نحو جولة الإعادة.
وخلص الوسلاتي إلى أنه "من الطبيعي" أن تنهار المنظومة بخروج الشاهد من دائرة الحكم، عقب الفشل الذريع لأداء هذه المنظومة منذ احتجاجات 2011.
2- تصويت عقابي
واعتبر الباحث التونسي أن النتائج المعلنة غير الرسمية حتى الآن، تؤكد أن التصويت جاء عقابيا ضد كافة الأحزاب التونسية.
وتابع قائلا: إن الناخبين التونسيين أسقطوا مرشحي الكيانات السياسية التونسية، عقابا لهم على أدائهم السياسي والاقتصادي الذي زاد من معاناتهم.
فالناخبون -بحسب الوسلاتي- صوتوا لشخصيات بملامح غير تقليدية، وكأنهم يعلنون بذلك انتفاضة ضد الأحزاب السياسية.
3- تركيبة حزب الشاهد
أكد الباحث التونسي أن من أسباب سقوط الشاهد، تلك التجاذبات التي يشهدها حزبه "تحيا تونس"، جعلت منه مجرد فصيل سياسي هاو لم يتمكن من استقطاب الكوادر والقيادات الكفيلة بمنحه ثقلا يؤمن له قواعد شعبية واسعة.
ولفت إلى أن "تذبذب الشاهد وعدم استقراره في حزب واحد عمّق هذه التجاذبات، وانعكس سلبا على قرارات الناخبين حياله".
وأوضح الوسلاتي أن حزب الشاهد فشل في تقديم بديل لحزب "نداء تونس" الذي استقال منه، ولذلك كانت هزيمته أمرا حتميا.
4- فشل اقتصادي واجتماعي
من أهم الأسباب التي أطاحت بالشاهد، المحصلة الهزيلة لحكومته التي يقودها منذ 27 أغسطس/ آب 2016، على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
واعترف الشاهد نفسه، بهذا الفشل في تصريحات إعلامية مطلع العام الماضي 2018، حيث قال إن "الوضع الاقتصادي صعب"، معربا عن أمله بتجاوز تلك الصعوبات خلال السنة نفسها، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
فحكومته ورثت الفشل عن سابقاتها التي قادتها النهضة الإخوانية، وفق ما قاله الوسلاتي، وانبثقت عنها مشكلات هيكلية حادة لا تزال تعصف بالاقتصاد المحلي، وتدفع بمؤشراته الكلية نحو الهبوط، وسط ضغوطات متزايدة من المقرضين الدوليين لفرض إصلاحات لخفض العجز في الميزانية وإصلاح المالية العمومية.
وعلاوة على ذلك، قررت حكومة الشاهد في مناسبات، زيادة أسعار البنزين وبعض السلع الأساسية، وزادت الضرائب على السيارات والاتصالات الهاتفية والإنترنت والإقامة في الفنادق وبعض المواد الأخرى، في إطار إجراءات تقشف اتفقت عليها مع المانحين الأجانب.
هذا التقشف أصاب التونسيين بالإحباط، وجعل حصولهم على أبسط مقومات الحياة مسعى يوميا شاقا، في وقت كان فيه همّ الشاهد الوحيد إرضاء المؤسسات المالية الدولية، والاستمرار بالحكم.
كما شملت الإجراءات التي تضمنتها ميزانية 2018 خفض 1 بالمئة من رواتب الموظفين للمساهمة في سد العجز بتمويل الصناديق الاجتماعية.
5- مشروع دكتاتور
ويرى الباحث التونسييوسف الوسلاتي أن يوسف الشاهد الذي ادعى شن حملة على الفاسدين، وظف هذه السياسة الانتقائية لتصفية خصومه وابتزاز رجال الأعمال للتغطية على فشله، واستغلالهم لتشكيل حزام من اللوبيات حوله يؤمن له الاستمرار بالحكم، وتمويل حملته الانتخابية.
هذه الصورة، منحت انطباعا سيئا لدى الناخب التونسي، وخلقت نفورا لدى الرأي العام، وهذا ما انعكس في نتائج الجولة الأولى للاقتراع.
الوسلاتي قال أيضا إن البعض يرى في الشاهد "مشروع دكتاتور"، وذلك عقب توقيف القروي، وتطويع القضاء من أجل إصدار مذكرة بحق الأخير، حتى يستبعده من السباق الرئاسي، وحتى في هذه فشل فشلا ذريعا.
وكانت الهيئة العليا للانتخابات في تونس، أعلنت في وقت سابق الإثنين، تقدم المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي بعد فرز 40% من الأصوات في الرئاسيات.
وأمس الأحد، أعلن المرشحان الرئاسيان، نبيل القروي وقيس سعيد، تأهلهما إلى جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التونسية استنادا إلى نتائج استطلاعين للرأي.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA==
جزيرة ام اند امز