السوري يونس لـ"العين الإخبارية": "شباب المحبة" لإعادة بناء البشر
حيدر يونس روى لـ"العين الإخبارية" إن مبادرته تركز على تقديم المساعدات الإنسانية والدعم النفسي للجرحى والمتضررين من المعارك في سوريا
برغبة قوية في إعادة إعمار بلاده لم يوقفها صغر سنه، دشن الشاب السوري حيدر يونس (19 عاما) مبادرة "شباب المحبة" بهدف تخفيف معاناة الأسر التي تركت منازلها وحُرم أطفالها من حقوقهم في المأكل والمأوى والتعليم، بسبب الحرب المشتعلة في سوريا منذ 2011.
بدأ يونس نشاطه الخيري منذ أكثر من 3 سنوات في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا، وبذلك بعدما اتخذ قرارات حاسمة بالبقاء في مدينته واستكمال دراسته، وصولا لدعم المتضررين من الحرب.
قرار شجاع
فخسائر الحرب السورية لم تتوقف فقط عند هدم المباني وتهجير المنازل، بل طالت خسائرها البشر ما بين قتلى وجرحى ونازحين، الأمر الذي أثار داخل نفس الشاب السوري إصرارا كبيرا على المكوث في مدينته رغم تعرضها لهجمات تنظيم "داعش" الإرهابي في السنوات الماضية.
الشاب الذي حرص على دراسة مجالي الإعلام والعمل المجتمعي، بجانب دراسته العلوم السياسية بجامعة دمشق، يقول لـ"العين الإخبارية": "اتجهت إلى العمل الإنساني إيمانا بأن الخير والمحبة يعيدان بناء البشر قبل أن يعيدا إعمار المدن".
ويوضح يونس أن صمود بعض الشباب السوري أمام زخات النيران، دفعه ليدشن مبادرة "شباب المحبة" كوسيلة لتخفيف معاناة الأسر التي تركت منازلها، وتابع: "بعد مرور أكثر من 4 سنوات على الأزمة السورية، قررت أن أتخذ لي موقعا للمساهمة في تخفيف آلام السوريين من الحرب".
أصغر مبادرة
صِغَر سن مؤسس المبادرة لم يكن يوما عائقا أمام العمل، الذي ركز بالأساس على تقديم كافة المساعدات الإنسانية والدعم النفسي للجرحى والمتضررين من المعارك، ليطلق عدد من نشطاء المجتمع المدني عليه لقب " أصغر مبادرة بالعالم العربي".
ويقول يونس: "أسست المبادرة في اللاذقية وعمري لم يتجاوز الـ15 عاما، تعاطفي الجم مع الأسر، ويقيني الأكيد من أن المحبة تستطيع الانتصار على الحرب، منحاني ثقة بإدارة الأمر وتوزيع الأدوار في المبادرة، خاصة أنني اعتمدت على شباب في مقتبل العمر لتكوين فريق العمل، بجانب الاعتماد على الدعم الذاتي للأنشطة".
وقسّم الشاب السوري، 4 محاور رئيسية لعمل المبادرة، هي: الدعم النفسي للجرحى عبر أخصائيين اجتماعيين، وتقديم المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء عبر فعاليات، وتنظيم مسابقات تثقيفية للأطفال المتضررين، إضافة لترك مساحة لأعضاء الفريق لإطلاق الأفكار الإبداعية في العمل الإنساني مثل إعادة تأهيل الأطفال المحررين من الاختطاف والمجالس الطبية.
تحديات وأمنيات
وبصوت يملؤه الحماس، قال يونس: "لا أريد التخلي عنها طوال حياتي، رغم وصولي دعوات من عدة بلدان للسفر، لكنني فضلت البقاء، الأزمة منحتني صلابة لمواجهة كافة تحديات المهمة والعمل المجتمعي".
وفي وسط النيران المشتعلة، استكمل يونس عمله، رافضا التراجع رغم تزايد العقبات أمامه كمحاولات لعرقلة العمل الإنساني في سوريا، لتمتد مبادرة المحبة من اللاذقية إلى طرطوس جنوب غرب سوريا.
وكان قصف الأطفال من قبل مسلحي التنظيمات الإرهابية، أكثر المشاهد التي تحتفظ ذاكرة يونس بها، قائلا: "شاهدت مواقف تدمي القلب، عندما استهدف رصاص الإرهاب أطفالا صغارا وشيوخا لا ذنب لهم، حقا ما فعلته التنظيمات الإرهابية بالسورين كان مؤلما وقاسيا".
ورغم أن الحرب تركت آثارها الدامية، فإن العمل التطوعي غرس في نفوس فريق "شباب المحبة" ومؤسسها حب مساعدة الآخرين والرغبة في تحسين الواقع للأفضل، متمنين أن تستعيد سوريا عافيتها.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg
جزيرة ام اند امز