بعد 12 جولة.. الزمالك "الأفريقي" لن يجاري الأهلي محليا
بعد مرور 12 جولة من منافسات الدوري المصري.. الزمالك "الأفريقي" لن يستطيع مجاراة غريمه التقليدي الأهلي محليا.. طالع التحليل.
مرت 12 جولة من عمر الدوري المصري، انفرد فيها الأهلي بصدارة جدول الترتيب، رغم أنه لعب عدد مباريات أقل من منافسيه على الفوز بالمسابقة.
الأهلي حقق رابع أفضل انطلاقة في تاريخه، حيث فاز بـ10 مباريات متتالية ليحتل الصدارة برصيد 30 نقطة، بفارق 4 نقاط عن المقاولون صاحب المركز الثاني بـ26 نقطة حصدها من 12 مباراة.
في المركز الثالث يأتي الزمالك، حيث نجح في الحصول على 21 نقطة من 11 مباراة لعبها في البطولة، محققا واحدة من أسوأ انطلاقاته في الدوري المصري.
ويبدو الزمالك بعيدا عن الفوز بالمسابقة، ليس فقط بسبب فارق النقاط بينه وبين غريمه التقليدي الأهلي، ولكن أيضا بسبب الأسلوب الذي يعتمد عليه المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون.
الكرات الطولية عنوان الزمالك
وتبدو الكرات الطولية العنوان الأبرز للطريقة التي يعتمد عليها كارتيرون مع الزمالك منذ وصوله إلى مقعد المدير الفني في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
المدرب الفرنسي تولى تدريب الزمالك مطلع الشهر الماضي، ونجح في قيادته للفوز بـ5 مباريات، ولكنه تعادل في 3 مباريات، وتعرض للهزيمة في مباراة وحيدة.
وبعد شهر من توليه القيادة الفنية، ظهر على الزمالك تحت قيادة كارتيرون العمل على الكرات القطرية خلف ظهيري الفريق المنافس، بعد مجموعة من التمريرات في المنطقة الخلفية.
كارتيرون يلعب دائما بطريقة 4-2-3-1، مع تكليف صانع الألعاب بمساندة لاعبي الوسط في المهام الدفاعية، وهو ما يمنح الفريق قوة دفاعية مناسبة.
في المقابل، يمنح كارتيرون تعليمات خاصة لجناحي الفريق بالبقاء خلف ظهيري الفريق المنافس، مع الاعتماد على الكرات القطرية، للوصول بشكل مباشر إلى مرمى المنافس.
ويعتمد المدرب الفرنسي على قدرة المدافع محمود علاء ولاعبي الوسط طارق حامد وفرجاني ساسي على إرسال الكرات الطولية والقطرية، لإنجاح أسلوبه.
كما يعتمد كارتيرون على قدرة مهاجمه الشاب مصطفى محمد على تسلم الكرات الطولية للجوء إليه كمحطة لعب وبناء اللعب من حوله.
ولم يظهر الزمالك أي قدرة على بناء الكرة بشكل متدرج، باستثناء مباراة سموحة بالدوري المصري، وبعض اللقطات القليلة في المباريات الأخرى.
معاناة محلية
الأسلوب الذي يعتمد عليه المدرب الفرنسي سيتسبب في الكثير من المعاناة للزمالك في الدوري المصري، حيث سيكون عليه مواجهة فرق تعتمد على الضغط المنخفض.
ويلجأ الجزء الأكبر من الأندية في الدوري المصري إلى الاعتماد على الضغط المنخفض مع تثبيت الظهيرين في الخلف، ومنح الجناحين تعليمات بالعودة المستمرة لإغلاق المساحات أمام الفريق الأبيض.
وفي تلك الحالة، سيعاني الزمالك من بناء اللعب، حيث إن الكرات الطولية ستكون دائما من نصيب الفريق الخصم، في ظل تكدس المساحات وعدم قدرة الجناحين على التسلل خلف ظهيري المنافس.
ولعل هذا السبب هو الأبرز في الظهور السيئ للفريق خلال الهزيمة من طلائع الجيش بنتيجة 2-3، وكذلك في التعادل السلبي مع الإنتاج الحربي بدون أهداف.
الزمالك عمل على إرسال الكرات الطولية بشكل مستمر عند امتلاكه للكرة، ولكنها كانت ترتد لصالح المنافس، وهو ما جعل فترة امتلاكه للكرة محدودة للغاية، وتسبب في نقل الاستحواذ للمنافس.
ولن يتمكن الزمالك من استغلال هذا الأسلوب بالشكل الأمثل سوى في المباريات التي يعتمد فيها المنافس على الضغط المرتفع، والتي يمنح فيها حرية هجومية لظهيريه من أجل الحصول على قوة هجومية مناسبة.
واتضح ذلك بقوة في مباراة بيراميدز، التي نجح الزمالك في الفوز بها بنتيجة 2-0، حيث استغل الفريق الأبيض اندفاع منافسه لإلقاء الكرات الطولية خلف الظهيرين، ونجح في استغلال ذلك للتسجيل.
الزمالك الأفريقي
ميزة مواجهة الفرق الهجومية ستمنح الزمالك ميزة إضافية في بطولة دوري أبطال أفريقيا التي يشارك فيها في الوقت الحالي.
الزمالك يحتل المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط، بفارق 3 نقاط خلف المتصدر مازيمبي الكونغولي، ونقطتين عن زيسكو يونايتد الزامبي وأول أغسطس الأنجولي.
ووفقا للتوقعات، فإن الزمالك قد يتأهل إلى الدور ربع النهائي محتلا المركز الثاني في جدول الترتيب، خلف الفريق الكونغولي.
وفي هذه الحالة، سيكون الزمالك على موعد مع أحد الأندية أصحاب المركز الأول في المجموعات الأخرى، والتي يغلب عليها الطابع الهجومي.
مواجهة تلك الفرق ستمنح الزمالك فرصة تطبيق أسلوب المدرب الفرنسي على الوجه الأمثل، لا سيما في ظل القوة التاريخية التي يتمتع بها الزمالك في البطولات الإقصائية.
الزمالك نجح في الحصول على بطولة كأس مصر في 6 من آخر 7 مواسم، كما نجح في الوصول إلى نهائي النسخة الماضية من بطولة الكونفدرالية الأفريقية قبل الحصول عليها.
وفي آخر مرة وصل فيها الزمالك إلى الأدوار الإقصائية بدوري أبطال أفريقيا، نجح الفريق في التأهل إلى المباراة النهائية في عام 2016، قبل الهزيمة من صن داونز الجنوب أفريقي.
يُذكر أن كارتيرون نجح في الوصول مع الأهلي المصري إلى نهائي النسخة قبل الماضية من دوري أبطال أفريقيا، قبل الهزيمة من الترجي التونسي، كما حصل مع الرجاء المغربي على النسخة الماضية من كأس السوبر الأفريقي عقب الفوز على الترجي بنتيجة 2-1.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز