هدم المدرجات التاريخية في الزمالك والأهلي.. تطوير أم محو للتاريخ؟
يسير الأهلي المصري على درب مواطنه ومنافسه التاريخي الزمالك، بعدما قرر هدم مدرجات ملعب "مختار التتش"، على غرار إزالة نظيرتها في "حلمي زمورا"، في وقت سابق.
محمود مختار التتش أسطورة الأهلي الأسبق، قام ببناء المدرج عام 1949 ليسع 20 ألف متفرج بميزانيه بلغت 7 آلاف جنيه مصري حينها، ليصبح شاهدا على تاريخ النادي، وارتبط في أذهان الجماهير بالعشرات من الأحداث.
ملعب مختار التتش، يعد صرحا رياضيا تاريخيا للكرة المصرية وليس للأهلي فحسب، حيث كان أول ملعب في تاريخ مصر يستضيف منافسات كأس الأمم الأفريقية، وتحديدًا في النسخة الثانية من البطولة التي نظمتها مصر عام 1959 بمشاركة 3 منتخبات هي مصر، والسودان، وإثيوبيا.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قرر مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك السابق، هدم مدرج النادي التاريخي في ملعب محمد حسن حلمي "زمورا"، ولم يكتف بذلك, حيث قام بتغيير اسم الملعب إلى عبداللطيف أبورجيلة رئيس النادي في ستينيات القرن الماضي.
وبرر مرتضى منصور قراره الذي قوبل بضجة كبيرة ومعارضة عارمة حينها، بالقول: "قامت لجنة من المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء التابعة لوزارة الإسكان بمعاينة المدرجات وأثبتت أن حالة المدرج الإنشائية غير آمنة، وأنه يمثل خطورة داهمة على من يوجد به".
وأضاف: "المستندات تثبت أن أعمال الإصلاحات لن تجدي في حالة المدرجات، وأنه يجب الإخلاء والإزالة، لتدهور حالتها".
واستغل مرتضى منصور المساحات التي خلت بإزالة المدرج التاريخي، في إنشاء حدائق ومسابح وملاعب كرة صغيرة، ضاعف بها عدد عضويات النادي.
قرار مفاجئ من الأهلي
وخلال الساعات الماضية أعلن الأهلي عزمه هدم المدرج القديم لملعب مختار التتش، لا سيما وأنه آيل للسقوط مُنذ فترة طويلة.
ويعمل مجلس إدارة النادي الأحمر في الفترة الحالية على إنهاء تراخيص إزالة المدرج بصورة لا تسبب ضررا للنادي أو البيئة المُحيطة به.
وتتجه النية داخل النادي الأهلي لاستغلال مكان المدرج، في إنشاء منطقة حدائق وتجمعات للأعضاء في فرع النادي بالجزيرة، في مقر المدرج القديم، وذلك كمرحلة أولى خلال الفترة المقبلة.
صراع التطوير ومواطن الذكريات
يرى رحاب أبورجيلة عضو مجلس إدارة الزمالك الأسبق، ونجل الرمز التاريخي للنادي محمود أبورجيلة، والذي يمتلك شركة خاصة تعمل في مجال الإنشاءات، أن قرارات هدم المدرجات التاريخية، تمثل صراعا داخليا بين الرغبة في التطوير والاستثمار، والحفاظ على مواطن الذكريات التاريخية.
وأضاف في تصريحات خاصة لمراسل "العين الرياضية"، أن غياب الجماهير، والنقص الحاد في الموارد المالية، جعل الأندية تفكر في استغلال أي فرصة لإضافة مداخيل جديدة، والتي تعد العضويات أهمها في الوقت الحالي بالنسبة للأهلي والزمالك.
وتابع أبورجيلة: "هذه الأماكن التاريخية احتضنت أحداثا تاريخية، وتشهد على إنجازات كبيرة، وعشرات النجوم من الأسماء التي صنعت التاريخ، كانت بدايتها وسطوعها على ملاعبها، ما يجعل هدم هذه المدرجات، يتسبب في حزن البعض كونها موطنا لذكريات جميلة".
aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA= جزيرة ام اند امز