تحليل.. رئة "الزمالك الإنجليزي" تقطع الدم عن قلب الرجاء
تعرف على الطريقة التي خطف بها الزمالك المصري الانتصار من الرجاء المغربي في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أفريقيا.
10 دقائق كانت كافية ليدرك أي متابع لكرة القدم الطريقة التي اعتمد عليها البرتغالي جايمي باتشيكو، المدير الفني لفريق الزمالك المصري، من أجل خطف الانتصار من الرجاء المغربي في كازابلانكا، وهي الطريقة التي آتت ثمارها في النهاية.
الزمالك نجح في الفوز على الرجاء بنتيجة 1-0، خلال المباراة التي جمعت بينهما على ملعب محمد الخامس، في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أفريقيا.
ووضع الفريق المصري قدما في المباراة النهائية، قبل مباراة الإياب التي تُقام يوم السبت المقبل على ملعب استاد القاهرة الدولي، ولكن كيف نجح المدرب البرتغالي في ذلك؟
الكرة الإنجليزية
بدأ الزمالك المباراة بتشكيلة مكونة من محمد أبوجبل في حراسة المرمى، مع وجود البديلين أحمد عيد ومحمد عبدالشافي في الظهيرين، بالإضافة إلى محمد عبدالغني ومحمود حمدي "الونش" في قلب الدفاع.
خط الوسط شهد مرونة تكتيكية، حيث لعب طارق حامد في وسط الملعب، إلى جانب إسلام جابر، فيما لعب أحمد سيد "زيزو" كجناح أيمن، وأشرف بن شرقي كجناح أيسر، ويوسف إبراهيم "أوباما" كصانع ألعاب، تحت المهاجم الوحيد مصطفى محمد.
ومن البداية، حرص الزمالك على القيام بالتمريرات الطولية للمهاجم مصطفى محمد، الذي كان بمثابة نقطة التحول التي يبني عليها الفريق المصري كل هجماته، في ظل المساحة الكبيرة بين خط دفاع الرجاء ووسط ملعبه.
الطريقة التي عُرفت بها الكرة الإنجليزية في القدم سهلت على الزمالك نقل الكرة إلى ملعب الفريق المغربي، لا سيما في ظل التألق الذي أظهره المهاجم الشاب في القيام بتلك المهمة.
رئة الزمالك النابضة
الزمالك استغل المساحة الكبيرة بين قلب دفاع الرجاء وخط وسطه في الاستحواذ على الكرات المرتدة، وبناء هجمات مثلت خطورة كبيرة على مرمى الفريق المغربي.
أحمد سيد "زيزو" كان بمثابة الرئة التي اعتمد عليها الزمالك من أجل نقل الكرة من الوسط إلى الهجوم، من خلال السرعات الكبيرة التي يمتاز بها، مع منح المغربي أشرف بن شرقي أدوارا إضافية في قلب الهجوم إلى جانب مصطفى محمد، ومنح الحرية لعبدالله الجمعة للانطلاق في الرواق الأيسر.
وأظهر "زيزو" تألقا خاصا في الكرة التي سجل منها الزمالك هدف المباراة الوحيد، حيث انطلق من الجبهة اليمنى بشكل منفرد، قبل أن يرفع كرة ساقطة ارتقى لها بن شرقي بشكل مميز.
حائط الصد يقتل قلب الرجاء
على المستوى الدفاعي، نجح الزمالك في قتل أي خطورة للرجاء خلال الشوط الأول من عمر المباراة، وذلك بسبب حائط الصد المنيع الذي كونه باتشيكو في وسط الملعب.
الزمالك تحول في الدفاع إلى طريقة 4-5-1، حيث كان "أوباما" يهبط إلى وسط الملعب لمساندة كل من طارق حامد وإسلام جابر، مع قيام "زيزو" وبن شرقي بالأدوار الدفاعية على الجانبين.
الرجاء حاول التغلب على حائط الصد الذي وضعه الزمالك من خلال الكرات الطولية، غير أنها جميعا اتسمت بعدم الدقة، وهو ما ساعد الزمالك على الاحتفاظ بالكرة بشكل أكبر، وبدا الفريق المغربي بلا أنياب على المرمى.
عودة الرجاء
مع بداية الشوط الثاني، أجرى فريق الرجاء عدة تغييرات في الجانب الأمامي، كان أبرزها مشاركة اللاعب الشاب محمود بنحليب، لينجح في تشكيل الخطورة على مرمى الزمالك.
الرجاء نجح في اختراق حائط الصد الذي شكله الزمالك من خلال زيادة بنحليب إلى جوار بن مالانجو على حدود منطقة الجزاء، مع تمرير الكرات الطولية لهما، حيث أظهر الأول قدرة فائقة في الاستحواذ عليها وتشكيل الخطورة من خلالها.
وفشل الزمالك في التعامل مع تلك الكرات على مدار الشوط الثاني، حيث شكل الرجاء منها عدة فرص خطيرة، غير أن الحارس محمد أبوجبل زاد عن مرماه بنجاح.
باتشيكو يقتل رئة الزمالك
وفي الوقت الذي ظهر على لاعبي الزمالك حالة كبيرة من الإجهاد، رفض المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو القيام بأي تغيير حتى الدقائق الـ10 الأخيرة من عمر المباراة.
ولم يقم باتشيكو سوى بتغيير وحيد، حيث حل المغربي محمد أوناجم بديلا ليوسف إبراهيم "أوباما" قبل نحو 8 دقائق من النهاية.
تأخر المدرب البرتغالي في التغييرات منح الرجاء فرصة السيطرة على المباراة بشكل كامل، في الوقت الذي فشل فيه الفريق الأبيض في القيام بأي رد فعل.
ومع نزول أوناجم كبديل، نجح الزمالك في القيام بهجمته الأبرز خلال الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، غير أنه لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.