كيف صنعت حادثة طائرة تاريخ منتخب زامبيا؟
اليوم 27 أبريل تحل الذكرى الـ27 لسقوط طائرة كان تحمل أحد أقوى المنتخبات في تاريخ زامبيا وأفريقيا بشكل عام.
تمر اليوم الإثنين 27 أبريل/ نيسان 2020، الذكرى الـ27 للحادث المأساوي الذي راح ضحيته أفراد رحلة منتخب زامبيا الأول لكرة القدم، وذلك إثر حادث تحطم طائرة شهير تحول لواحدة من أشهر المآسي في تاريخ كرة القدم الأفريقية والعالمية.
ويعتبر سقوط طائرة منتخب زامبيا في 27 أبريل 1993 من الحوادث التي غيرت شكل الفريق في أقل من عام، ورغم ذلك عاد المنتخب قوياً ليقدم في كأس أمم إفريقيا 1994 واحدة من أهم مشاركاته في البطولة عبر تاريخه.
وسقطت طائرة زامبيا خلال رحلة للسنغال لمواجهة منتخبها في تصفيات كأس العالم 1994، وذلك عقب انطلاقها من ليبرافيل عاصمة الجابون بالقرب من المحيط الأطلنطي، المثير أن الناجي الأبرز في تلك الرحلة، كان كالوشا بواليا، نجم المنتخب في ذلك الحين، والذي تولى بعد الاعتزال رئاسة الاتحاد الزامبي لكرة القدم.
أسباب سقوط الطائرة
شابت حادثة تحطم طائرة منتخب زامبيا في أبريل/نيسان من عام 1993 العديد من علامات الاستفهام، كون الطائرة المستخدمة في الرحلة المشؤومة كانت خارج الخدمة لمدة 5 أشهر من ديسمبر/ كانون الثاني 1992 إلى أبريل/نيسان 1993، ثم تم قياس عمل الطائرة من خلال رحلات اختبارية يومي 22 و26 أبريل/نيسان، أي قبل يوم من إقلاعها الأخير.
وبعد التحقيقات، تم الكشف من خلال الفحوصات التي أجريت على الطائرة عن وجود عيوب في المحرك، وجزئيات كربون في فلاتر الزيت، بالإضافة إلى أن بعض الكابلات الكهربائية لم تكن تعمل، والغريب بعد ذلك هو أن الرحلة قد تمت بشكل طبيعي كما كان مقرراً لها.
ولقد لقي جميع ركاب الطائرة مصرعهم وهم 18 لاعباً من المنتخب الزامبي، إلى جانب المدير الفني جودفري أوكار تشيتالو، ومساعده أليكس تشولا، فضلا عن موظفي شركة الطيران الزامبية.
الناجون والراحلون
اللاعبون الـ18 الذين سقطت بهم طائرة منتخب زامبيا كانوا إما يلعبون في الدوري الزامبي أو الدوري الجنوب إفريقي، باستثناء لاعبين اثنين فقط كانا يلعبان لفريق الاتفاق السعودي، وهما المهاجم كيفن موتالي ولاعب الوسط ديربي ماكينكا.
ونجا من الكارثة وقتها لاعبو منتخب زامبيا المحترفين في الخارج، وعلى رأسهم كالوشا بواليا، الذي كان ينشط حينها في آيندهوفن الهولندي، وشاءت الأقدار أن يسافر بشكل منفصل بعد القيام ببعض الإجراءات الخاصة، كما لم يتواجد على متن الرحلة، تشارلز موسوندا لاعب أندرلخت البلجيكي الذي كان مصاباً.
إنجازات الجيل الراحل
مثلت تلك المأساة رحيلاً لجيل قوي للمنتخب الزامبي، كان قد نجح في الحصول على المركز الثالث في كأس أمم إفريقيا 1990 متفوقاً على الكاميرون التي تأهلت لربع نهائي كأس العالم في نفس السنة، قبل أن يخرج من نصف النهائي ضد نيجيريا الوصيف اللاحق للبطولة.
فضلا عن ذلك، فإن ذلك الجيل قاد زامبيا للفوز على مصر التي كانت عائدة هي الأخرى من المشاركة في كأس العالم، وحين خرجت جاء ذلك أمام بطل المسابقة اللاحق كوت ديفوار بهدف في الوقت الإضافي ضمن مرحلة ربع النهائي.
بالإضافة إلى ذلك قدمت زامبيا عروضا تاريخية في أولمبياد سيول 1988، حين هزمت إيطاليا برباعية نظيفة وجواتيمالا بنفس النتيجة وتعادلت 2-2 مع العراق لتتصدر المجموعة الثانية في الأولمبياد، قبل أن تخرج من ربع النهائي ضد ألمانيا التي فازت لاحقاً بالميدالية البرونزية.
جيل ذهبي جديد
ورغم المأساة، فإنه تم ولادة جيل جديد سريعا للمنتخب الزامبي بقيادة كالوشا بواليا، حيث نجح في أول مشاركة رسمية، في كأس أمم إفريقيا 1994، بالوصول لنهائي النسخة التي استضافتها تونس.
وفي طريقها للنهائي، نجحت زامبيا خلال دور المجموعات في الفوز على حامل اللقب كوت ديفوار بهدف من توقيع كينيث ماليتولي لاعب الترجي التونسي في ذلك الحين، والذي كان هدف المنتخب الوحيد خلال دور المجموعات.
وبعدها فازت زامبيا 1-0 على السنغال في ربع النهائي و4-0 على مالي في نصف النهائي لتصل للمباراة النهائية دون تلقي أي هدف، وتواجه نيجيريا.
وقدمت زامبيا عبر إيلجا ليتانا بعد 3 دقائق، لكن إيمانويل أمونيكي لاعب الزمالك المصري وقتها، سجل هدفين ليكسر صيام الشباك الزامبية عن استقبال الأهداف وينهي حلم التتويج القاري، ويمنح نيجيريا اللقب.
جيل ذهبي ثالث
وبعد مرور 19 عاما من كارثة الطائرة الزامبية، ظهر جيل ثالث ذهبي آخر، قام بما أشبه بالمعجزة خلال منافسات كأس الأمم الأفريقية 2012.
منتخب زامبيا، دخل البطولة، وهو غير مرشح على الإطلاق للتتويج بها، خاصة وأن تشكيلته لا تحتوي على الكثير من اللاعبين المحترفين في أوروبا، كما هو حال كوت ديفوار وغانا والكاميرون وغيرها من المنتخبات الكبيرة.
لكن الفريق الشاب بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينار، استطاع كتابة التاريخ، وحقق ما أشبه بالمعجزة، بالفوز باللقب الأفريقي للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وفي طريقها نحو اللقب، بدأت زامبيا دور المجموعات بتصدر المجموعة الأولى من انتصارين على السنغال وغينيا الاستوائية وتعادل مع ليبيا.
وفي مرحلة ربع النهائي، حققت الفوز على السودان بثلاثية نظيفة، ثم انتصرت على غانا 1-0، في نصف النهائي، لتواجه كوت ديفوار المرشحة الأولى للبطولة، وتتغلب عليها بركلات الترجيح 8-7، عقب نهاية اللقاء بالتعادل السلبي.