جامع الشيخ زايد الكبير يختتم برنامجه الثقافي تحت شعار "ألهمني زايد"
البرنامج التدريبي الصيفي "الدليل الثقافي الصغير لعام 2018" تضمن ورش عمل لتسليط الضوء على حياة الشيخ زايد وإرثه العريق وقيمه النبيلة.
اختتم مركز جامع الشيخ زايد الكبير أنشطة النسخة الخامسة من البرنامج الصيفي التدريبي "الدليل الثقافي الصغير لعام 2018"، والذي أقيم تحت شعار "ألهمني زايد".
وكرّم المركز منتسبي البرنامج الذين بلغ عددهم 60 من النشء، ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عاما، ووزع عليهم الهدايا وشهادات مشاركة، خلال حفل تكريم ختامي أقيم في مقر الجامع.
ويهدف البرنامج التدريبي الذي تضمن ٨ ورش عمل ثقافية، ٤ منها في جامع الشيخ زايد الكبير، بالإضافة إلى ٤ ورش عمل ثقافية في صرح زايد المؤسس، لاستثمار الإجازة الصيفية في أنشطة تُقدَّم للمشاركين ضمن مفاهيم إنسانية ووطنية تثير شغفهم ورغبتهم في المعرفة، من خلال عملية متكاملة تتضمن التعلم والاستكشاف والتخطيط والابتكار، عرّفت النشء بالصرح الكبير كأهم المعالم الثقافية والسياحية في العالم، كونه يلعب دورا بارزا في ترسيخ ثقافة التسامح ونشر الصورة السمحة للدين الإسلامي الحنيف، إضافة إلى اطلاعهم على هويتهم المعمارية الإسلامية الفريدة، التي تعبر عن المفاهيم والقيم التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في المجتمع الإماراتي، والتي تشكل امتدادا للهوية الوطنية.
وتضمن البرنامج ورش عمل أقيمت في صرح زايد المؤسس؛ لتسليط الضوء على حياة الشيخ زايد وإرثه العريق، وقيمه النبيلة التي أنارت سبل النمو والتقدم في دولة الإمارات، حيث أتيحت الفرصة للنشء للاطلاع على السيرة العطرة لشخصية الشيخ زايد ومسيرته الزاهرة في بناء الوطن، وعلى أقسام الصرح ومكوناته وجوانب التميز فيه.
وقال الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن البرنامج يسعى لتعريف النشء بإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورؤيته وقيمه النبيلة التي يحتفي بها جامع الشيخ زايد الكبير، إلى جانب تعزيزه الانتماء والهوية الوطنية.
وأضاف أن محاور ورش العمل تمثل جزءاً من رسالة الجامع، سواء من الجانب القيمي والإنساني المستمد من الدين الإسلامي الحنيف باعتداله ووسطيته، أو من الجانب الجمالي الذي يبرز في المعمار الإسلامي الفريد، وجوانب الإبداع في أدق تفاصيله.
وأكد مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، عزم إدارة المركز على الاستمرار في ترسيخ مكانته بوصفه واحداً من أهم المنارات الثقافية على المستويين المحلي والعالمي، وتعميق دوره في إثراء الحركة الثقافية والحضارية من خلال منظومة من الفعاليات والأنشطة التي تعزز ريادته في إعلاء قيم التسامح والتعايش، انسجاماً مع رؤيته وخطته الاستراتيجية وفق توجيهات القيادة الرشيدة.
وأشار سعيد الشحي، مدير إدارة خدمات المصلين والزوار في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إلى أن أهم ما كشفت عنه ورش العمل هي القدرات المتميزة لدي الطلاب المواطنين، الذين أظهروا قدرتهم على التفاعل مع المفاهيم الإنسانية والجمالية التي تضمنتها هذه الورش، وفهم الأبعاد المختلفة لفكرة التسامح وترسيخ مظاهرها في وعيهم وسلوكهم، وهي القيمة التي تناولتها الورشتان الأوليان، إذ ناقشت بعض الورش فكرة التسامح من جانبها النظري، فيما اهتمت بعضها بتعريف النشء عن قرب بسيرة الوالد المؤسس وإنجازاته ودوره الرئيس في إنشاء دولة تحقق الريادة في جميع المجالات، من خلال ترسيخ القيم، والعمل على إبراز مظاهر التسامح في سيرته العطرة، وحرصه على أن يتسم أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة جميعاً بهذه الصفة الحميدة التي أصبحت جزءاً من شخصية الدولة، وساهمت في تعميق الاحترام والتقدير العالمي لقيادتها الرشيدة وشعبها الذي يحترم كل الأديان والمعتقدات، ويرحب بالتنوع الثقافي والحضاري.
وأوضح "الشحي" أن ورش العمل الثقافية ركزت على تنمية الوعي الجمالي لدي الطلاب، والقدرة على تذوق الفنون الإسلامية التي يُعدُّ جامع الشيخ زايد الكبير من بين أبرز نماذجها في عصرنا، فقد تناولت الورش القباب والخط العربي، فيما خُصصت إحدى الورش لفن الفسيفساء أو الموزاييك، مشيرا إلى أنه من المعروف أن جامع الشيخ زايد الكبير يشتهر بقبابه البيضاء التي يبلغ عددها 82 قبة، كما أن لوحات الخط العربي وأعمال الفسيفساء فيه تُعدُّ تًحفاً فنية أنتجتها أيادي أمهر الصناع الذين استلهموا مدارس مختلفة في الفن الإسلامي، تعكس ثراءه وتنوعه وامتداده الجغرافي والزمني وروافده المتعددة.
وتعتمد ورش العمل في البرنامج على جولات ميدانية في جامع الشيخ زايد الكبير وفي صرح زايد المؤسس، وعلى التطبيقات المبتكرة الملائمة لموضوع ورشة العمل، مثل تشكيل قباب من الصلصال وتزيينها بالنقوش، ورسم لوحات باستخدام ألوان الأكراليك عن طريق طباعة نقوش بالإسفنج على لوحات الكانفاس، أو كتابة كلمة "التسامح" باستخدام خطوط زخرفية، وكتابة نصوص عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واختيار صور تعرض إنجازاته، وانتقاء بعض مقولاته وكلماته المعبِّرة.
وتضمن هذه الأساليب المبتكرة تعميق المعاني والقيم الدينية والوطنية في نفوس الطلاب، وتنمية قدراتهم على الملاحظة والفهم والتعبير، وإثراء معارفهم ومهاراتهم، وتشجيعهم على التعرف على مواهبهم ورعايتها وتطويرها.
من جانبهم، أعرب أولياء أمور منتسبي البرنامج عن شكرهم الجزيل وامتنانهم لجميع منسوبي مركز جامع الشيخ زايد الكبير، وذلك على جهودهم في تحقيق هذا النجاح المبهر للبرنامج وباقي البرامج الهادفة التي تعقد سنويا في مركز جامع الشيخ زايد الكبير.
يذكر أن جامع الشيخ زايد الكبير، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، يحظى برعاية ومتابعة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتأسس المركز ليكون نواة للحركة الثقافية والفكرية التي تتمحور حول الجامع، انطلاقا من القيمة الثقافية والوطنية التي تعبر عن المفاهيم والقيم التي رسخها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمتجذرة في الوجدان والوعي، والتي تشكل امتدادا للهوية الوطنية المستلهمة من تعاليم ديننا الحنيف.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg
جزيرة ام اند امز