تنصيب ترامب يُربك حسابات زيلينسكي.. دعوة غائبة وسلام منتظر
مع عودة دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، تجد أوكرانيا نفسها عند مفترق طرق في حربها مع روسيا، مما دفع رئيسها لتوجيه رسائل مغازلة لسيد البيت الأبيض الجديد.
ففي مقابلة مع المذيع الأمريكي ليكس فريدمان، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يريد حضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني، لكنه لم يتلق دعوة.
وأشار زيلينسكي إلى أنه قد يكون أكثر استعدادًا للتفاوض مع روسيا مما أشار إليه سابقًا، بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية.
وكانت العلاقة بين الرئيس المنتخب وزيلينسكي متوترة، حيث قال الأول إنه يعتقد أن الولايات المتحدة كانت ترسل الكثير من المساعدات إلى أوكرانيا.
وعندما سئل عن حضور حفل التنصيب، قال زيلينسكي لفريدمان إنه لا يستطيع الحضور أثناء الحرب «ما لم يدعوني الرئيس ترامب شخصيًا»، مهنئا على فوزه «المذهل» في انتخابات 2024.
وذكرت تقارير أن العديد من الزعماء الأجانب قد تلقوا دعوة لحضور حفل تنصيب ترامب المقبل، بما في ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ، رغم أنه من غير المتوقع أن يحضر.
إلا أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إن ترامب «لم يرسل دعوة» إلى الرئيس الروسي.
وفي حديثه عن تنصيب ترامب، قال زيلينسكي لفريدمان: «أود بالطبع الحضور. سأفكر فيما يحدث في الحرب لأن هناك لحظات من الصعوبات والتصعيد والعديد من الصواريخ وما إلى ذلك. لكن بصراحة، حسنًا، لا يمكنني الحضور. لا يمكنني الحضور خاصة أثناء الحرب، ما لم يدعوني الرئيس ترامب شخصيًا».
وتابع: لست متأكدًا من أنه من المناسب الحضور لأنني أعلم أنه بشكل عام، لا تتم دعوة القادة لسبب ما عادةً إلى تنصيب رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية. حسنًا، وأعلم أن هناك قادة يمكنهم ببساطة الحضور، ويريدون الحضور وسيأتون. نعم، أعرف. وأعرف مزاج بعض هؤلاء الأشخاص. يمكنهم الحضور حسب تقديرهم. هذا صعب جدًا بالنسبة لي. أنا من النوع الذي لا يمكنه الحضور بدون دعوة. هذا هو بوتن. لم ندعوه. لقد جاء إلينا، إذا جاز التعبير. وأنا لا أستطيع فعل ذلك».
وعندما سُئل عما إذا كان قد دعا زيلينسكي لحضور حفل التنصيب خلال مؤتمر صحفي في 16 ديسمبر، أجاب ترامب : «لا، لكن إذا كان يرغب في الحضور، فأنا أرغب في ذلك. أعني، لم أدعه، لا».
وفي مقال رأي بمجلة نيوزويك، كتب دانييل ديبيتريس، وهو زميل في برنامج أولويات الدفاع في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قائلا: «من ناحية أخرى، أصبح دعم النصر العسكري الأوكراني الكامل أكثر هشاشة في أوروبا مع مرور كل يوم.. كل هذا، إلى جانب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، له تأثير على حسابات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. نفس الرجل الذي أصر ذات يوم على أن أي شيء أقل من النصر الكامل على روسيا أمر مقبول يتحدث الآن عن التوصل إلى تسوية تسمح لموسكو بالاحتفاظ بنحو 20 في المائة من أوكرانيا التي تحتلها الآن، وإن كان ذلك مؤقتًا».
الخطوة التالية:
ومن المتوقع أن يلعب كيث كيلوج، الذي اختاره ترامب ليكون مبعوثا خاصا لأوكرانيا وروسيا، دورا حاسما في المفاوضات بين موسكو وكييف، خلال الأشهر المقبلة.
وقال ترامب مرارا وتكرارا إنه يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد. وبحسب ما ورد توصل الرئيس المنتخب ومستشاروه إلى خطة سلام تتضمن تجميد جميع الصراعات على خط المواجهة، وتنفيذ منطقة منزوعة السلاح، والسماح لكلا البلدين بالاحتفاظ بالأراضي التي استولوا عليها.
وتتضمن خطة السلام التي طرحها الرئيس المنتخب -أيضًا- تأخير انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي لمدة عشرين عامًا.
ورغم أن زيلينسكي رفض في السابق أجزاء من خطة ترامب لإنهاء الحرب مع روسيا، إلا أنه أعرب مؤخرا عن ثقته في أن الرئيس المنتخب سيكون قادرا على تحقيق «السلام» بمجرد توليه منصبه.
aXA6IDE4LjIxNy4xMjguMTkxIA== جزيرة ام اند امز