بين روسيا وأوكرانيا.. هل ضغط بوريس جونسون لمنع اتفاق سلام؟

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينفي مزاعم بأن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون عرقل اتفاق سلام محتملا مع روسيا.

وفي مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، وصف الرئيس الأوكراني الادعاءات بأن جونسون عرقل اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا في ربيع عام 2022 ، بـ"غير المنطقية".

• من بوتين إلى زيلينسكي.. ترامب يسعى لنزع فتيل حرب أوكرانيا

وقال زيلينسكي إن جونسون لم يكن له أي علاقة بقراره رفض الإنذارات الروسية، مضيفا أن "هذا لا يتناسب مع المنطق؛ ما الذي كان من المفترض أن يقنعنا بالتخلي عنه؟".

وقد تبدو قصة زيارة جونسون إلى أوكرانيا والفرصة الضائعة المفترضة للسلام وكأنها تفصيلة تاريخية، لكنها تحظى بأهمية جديدة مع سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إبرام صفقة لإنهاء الحرب.

وفي وقت مبكر من الحرب، أشار الكرملين إلى قصة جونسون للإيحاء بأن أوكرانيا رفضت اتفاق سلام بأوامر غربية، وهي القصة التي وصفها جونسون نفسه بأنها "دعاية روسية"، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وسبق أن أجرى جونسون زيارة مفاجئة إلى كييف في أبريل/نيسان 2022، وذلك بعد 6 أسابيع من بدء الحرب، وتجول آنذاك في شوارع كييف مع زيلينسكي وأكد علنًا دعم بريطانيا لأوكرانيا.

البداية

وظهرت فكرة أن جونسون استخدم الزيارة لضمان عدم توقيع أوكرانيا على اتفاقية سلام مع روسيا لأول مرة في مقال بصحيفة" Ukrainska Pravda" في مايو/أيار 2022.

وأشار المقال إلى أن المفاوضين الأوكرانيين والروس توصلوا إلى اتفاق محتمل بعد اجتماع بإسطنبول في أواخر مارس/آذار من العام ذاته.

لكن جونسون وصل إلى كييف بعد أسبوع برسالة مفادها بأن "بوتين مجرم حرب، ويجب الضغط عليه، وليس التفاوض معه".

 وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بدا أن ديفيد أراخاميا، أحد أعضاء فريق زيلينسكي التفاوضي في إسطنبول، يضفي مصداقية على الفكرة، إذ قال في مقابلة "عندما عدنا من إسطنبول، جاء بوريس جونسون إلى كييف وقال إننا لن نوقع أي شيء معهم على الإطلاق، ولنقاتل فقط".

لكنه أضاف في جزء آخر من المقابلة، أن الوفد الأوكراني لم يخطط لتوقيع أي شيء على أي حال.

وفي مقابلته مع "الغارديان"، اعتبر زيلينسكي أن الضغط الحقيقي لتوقيع صفقة قد تبدد بالفعل بحلول الوقت الذي وصل فيه جونسون إلى كييف بسبب الهجمات الروسية وزعم أن شروط روسيا خلال جولات المحادثات في بيلاروسيا وتركيا كانت دائما عقابية.