سيناريو تخيلي.. زيدان يفضل تمثيل منتخب الجزائر على فرنسا
دائما ما تكون الأحداث في كرة القدم مبنية على غيرها، حتى إن تغير حدث واحد قد يؤثر على الكثير من الأحداث التي تعقبه.
"العين الرياضية" تستعرض سلسلة من السيناريوهات التخيلية حول الأمور التي كان من الممكن أن تتغير في حالة عدم حدوث أمر ما وقع بالفعل، أو العكس.
ولعل واحدة من أبرز الأحداث التي كان لها تأثير كبير على كرة القدم العالمية، اختيار الفرنسي من أصول جزائرية زين الدين زيدان تمثيل منتخب فرنسا، بدلا من بلده الأم، حيث ينتمي مدرب ريال مدريد الإسباني الحالي إلى منطقة القبائل في شمال الجزائر.
وانضم "زيزو" لمنتخب فرنسا في عام 1994، وتحديدا بعد مباراة بلغاريا الشهيرة التي أضاع فيها "الديوك" بطاقة الترشح لمونديال الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة دراماتيكية.
وتبدو الأخبار متضاربة بخصوص قصة زيدان مع منتخب الجزائر، حيث روجت بعض الأطراف لرواية تؤكد تعرضه للتهميش من قبل المدرب الراحل جمال الكرماوي، وأنه رفض استدعاءه لـ"الخضر" بسبب عدم اقتناعه بالمستويات التي كان يقدمها مع فريقه السابق بوردو الفرنسي، فيما تحدثت روايات أخرى عن رفضه حمل قميص "الخضر" بسبب رغبته في تمثيل "الديوك".
"العين الرياضية" تستعرض عبر التقرير التالي أبرز الأمور التي كان من الممكن أن تحدث حال اختيار زيدان تمثيل منتخب الجزائر على حساب نظيره الفرنسي.
الجزائر بطل أفريقيا مجددا
لا شك أن وجود زيدان مع منتخب الجزائر كان سيمنحه قوة إضافية، ربما كانت كفيلة بإعادته إلى منصات التتويج الأفريقية بعد سنوات قليلة من التتويج الأول.
المنتخب الجزائري حصل على بطولة كأس الأمم الأفريقية لأول مرة في تاريخه عام 1990، وفشل في جميع النسخ التالية في الوصول حتى إلى المباراة النهائية، قبل أن يحصل على اللقب للمرة الثانية في تاريخه عام 2019، أي بعد 29 عاما.
وجود زيدان مع المنتخب الجزائري كان سيمنحه فرصة حصد اللقب الأفريقي في فترة أقرب، لا سيما في نسخ 1996 و2000 و2004، عندما ودع "محاربو الصحراء" من الدور ربع النهائي، بعد النجاح في تخطي دور المجموعات.
فوز الجزائر بكأس الأمم الأفريقية ولو لمرة وحيدة في حضور زيدان، كان سينقل "محاربي الصحراء" إلى مرتبة متقدمة بين المنتخبات الأكثر حصولا على اللقب، إذ يحتل حاليا المركز الخامس بلقبين فقط.
عودة مبكرة إلى المونديال
التفوق الذي كان زيدان سيمنحه لمنتخب الجزائر لم يكن ليتوقف فقط على المستوى الأفريقي، حيث كان من المُتوقع أن يشهد المنتخب الجزائري تطورا كبيرا في التأهل لكأس العالم.
المنتخب الجزائري تأهل إلى المونديال 4 مرات، وتحديدا في أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، أي أنه لم ينجح في بلوغ البطولة خلال حقبة زيدان مطلقا، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يتغير في حضرة "زيزو".
كأس العالم ودع تصفيات كأس العالم 1998 من الدور التمهيدي و2002 و2006 من دور المجموعات بعد احتلال مرتبة متأخرة، ليكون الظهور الأول له في المونديال بعد غياب 24 عاما في مونديال جنوب أفريقيا 2010.
ولا شك أن وجود زيدان مع منتخب الجزائر كان سيقلص تلك الفجوة، ويساعد منتخب الجزائر على بلوغ المونديال في أي من تلك النسخ الـ3، في ظل مستوياته الفنية المميزة.
منتخب فرنسا بلا ألقاب
على الجانب الآخر، كان المنتخب الفرنسي سيفتقد أحد أبرز النجوم الذين ساعدوه على تحقيق العديد من الألقاب في حقبته الذهبية، مع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.
وقبل حقبة زيدان ورفقائه، لم ينجح المنتخب الفرنسي في الحصول سوى على لقب وحيد، وهو بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1984، قبل أن يضيف زملاء "زيزو" 4 ألقاب أخرى، وهي كأس العالم 1998، وكأس أمم أوروبا 2000، وكأس القارات 2001 و2003.
زيدان كان صاحب الفضل الأول في تتويج فرنسا بمونديال 1998، عندما سجل هدفي "الديوك" الأول والثاني في شباك منتخب البرازيل بالمباراة النهائية التي انتهت 3-0.
وفي "يورو 2000"، لا ينسى أحد هدف زيدان في منتخب إسبانيا بالدور ربع النهائي، ولا هدف الفوز على البرتغال في الدور نصف النهائي، قبل حسم اللقب على حساب إيطاليا.
ولا شك أن عدم وجود زيدان كان سيقلص كثيرا من قوة المنتخب الفرنسي، ومن ثم من حظوظه في المنافسة على اللقبين، وهما اللذان أهلانه فيما بعد لبطولتي كأس القارات.
يُذكر أن منتخب فرنسا لم ينجح في العودة للألقاب سوى عام 2018، عندما فاز ببطولة كأس العالم، ما يعني أنه كان من الممكن أن يعيش 34 عاما بدون الحصول على أي لقب، من دون زين الدين زيدان.
ماجر ليس الأفضل
يعتبر الكثيرون أن رابح ماجر هو أفضل محترف في تاريخ كرة القدم الجزائرية، نظرا للإنجازات التي حققها على المستوى الأوروبي.
ماجر نجح في قيادة بورتو البرتغالي للتتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 1987، كما حصل على جائزة أفضل لاعب أفريقي في نفس العام.
ارتداء "زيزو" لقميص "محاربي الصحراء" كان بلا شك سيحرم ماجر من لقب أفضل محترف جزائري، لا سيما وأن زيدان نجح هو الآخر في التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا رفقة ريال مدريد الإسباني في 2002.
زيدان يتفوق على ماجر في الألقاب الكبرى التي حققها مع يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد، بالإضافة إلى تتويجه 3 مرات بلقب أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومرة وحيدة بالكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية.
خليفة بلماضي
الأمر لم يكن ليتوقف على جانب اللعب فقط، فقد كان من الممكن أن نرى زين الدين زيدان في يوم من الأيام مديرا فنيا للمنتخب الجزائري.
زيدان يحقق نجاحات غير عادية على المستوى التدريبي مع فريق ريال مدريد، حيث قاده للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية، وكذلك لقب الدوري الإسباني مرتين، بالإضافة إلى السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مرتين أيضا.
وارتبط اسم "زيزو" في عدة مناسبات بتمثيل المنتخب الفرنسي، باعتبار أنه المنتخب الأم الذي لعب له على مدار مسيرته، وهو ما كان سيتغير حال ارتدائه لقميص منتخب الجزائر.
وكان من الممكن أن يصبح زيدان هو المرشح الأبرز لخلافة جمال بلماضي، المدرب الذي يعتبره الكثيرون الأفضل في تاريخ منتخب الجزائر، حال رحيله عن منصبه في أي وقت.