عبدالله بن بجاد العتيبي
كاتب سعودي مهتم بالش ّ ؤون الس ّ ياسي ّ ة والث ّ قافي ّ ة، وباحث في الحركات والت ّ يارات الإسلامية
كاتب سعودي مهتم بالش ّ ؤون الس ّ ياسي ّ ة والث ّ قافي ّ ة، وباحث في الحركات والت ّ يارات الإسلامية
الظواهر البشرية حين تكبر تحتاج إلى فهمٍ، وحين يزداد تأثيرها تحتاج إلى علمٍ ومعرفةٍ تمنح القدرة المستقرة على الفهم الدقيق والاستقراء، ما يسهل من مهمة استشراف مستقبلها بعد التعامل مع واقعها ورصد تاريخها.
من جرّب النجاح أدمنه، ومن ذاق طعم الإنجاز هانت عليه مشقاته، والدول مثل البشر، فيها الهرم والفتيّ، النشيط والكسول، الطموح والخامل، والأغرب أن الدول تغار من بعضها، فالفاشل تتحكم به الغيرة من الناجح والمنجز.
تفشي الصواريخ الباليستية وغير الباليستية في منطقة الشرق الأوسط أصبح ظاهرةً، وصار من المهم لهذه الظاهرة أن توقظ المجتمع الدولي، وأن يتحمل مسؤولياته عنها وعن الجهات التي تطلقها وتدعم تفشيها.
صراعات القوى الدولية تغير العالم وموازين القوى فيه باستمرار، وهذا من منطق التاريخ وطبيعة البشر، فلا شيء يبقى على حاله في الأمم والشعوب والمجتمعات ولا في الدول والمؤسسات الدولية.
الأمور بخواتيمها، وخروج أمريكا من أفغانستان كان خاتمة سيئة لعشرين عاماً من دخول أمريكا وحلف الناتو وتحالفٍ دولي عريض لأفغانستان.
الإمبراطوريات تجرح، وتموت، والإمبراطوريات تسقط وتتساقط، والإمبراطورية الأمريكية الأقوى في التاريخ ليست استثناء، وقد جرحت من قبل وإن اختلفت ردودها على تلك الجراح، وكل ما تصنعه أمريكا اليوم هو "الانسحاب" من العالم و"الانعزال" في الداخل.
طبول الحرب تُقرع في المنطقة، وإيران تمادت في الرسائل المتشددة التي ترسلها للعالم، استمراراً لأيديولوجيتها الطائفية المتطرفة، ولاستراتيجيتها التي تصرّ على الهيمنة وبسط النفوذ، والتطورات الإيرانية كلها تدفع باتجاه التصعيد مع دول المنطقة والعالم.
عقد مضى من الزمان مرت فيه تونس الخضراء بجميع ألوان الدهر وصروفه إلا الأخضر، فمرت بالأحمر القاني دماءً وإرهاباً، وعبرت الأسود القاتم فوضى وتخريباً.
الزمن الأصولي يتعزّز ويتكرس في الشرق الأوسط والعالم. ورغم المحاولات المدنية والتحديثية لدولٍ مهمة في المنطقة، مثل السعودية ومصر والإمارات.