د. محمد البشاري
كاتب رأي
كاتب رأي
استمعنا، أمس، من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى كلمةٍ مُحِبة صادقة، ورسائل حكيمة وشاحذة للهِمم وداعية لمزيد من العمل والجِد والاجتهاد..
يعتبر التنوع، أو التعدد، أحد الأسس المركزية التي قام عليها خلق الكون، منذ أن شاء له الله أن يكون.
بعد الإثباتات التي برهنتها حالة التدين من ضرورة وجودها، ونتاجاتها الإيجابية على الفرد والمجتمع، يظل هنالك سؤال ملح تتدافع محاوره بين طبيعة التدين، ومدى اقترابه من النفس البشرية النقية، بعيداً عن مؤثرات الكم التراثي المتناقل وما يحمله من معطيات.
تدعو كافة السياقات لإدارة الدفة نحو ذلك الوجه الحداثي الجديد الذي يتميز ببهائه منسجماً مع معطيات الزمن الجديد، والتغيرات التي طرأت على حياة الأفراد والمجتمعات، فهل يبقى للدين وحالة التدين حاجة في سياق سعي الإنسان للتخلص من عوالق القديم؟
قد يتوارد لأحد دارسي الفلسفة المتعمقة في الدين، أنها عملية عقلية استنباطية، تحليلية قائمة على العقل، الأمر الذي يشكل علامة استفهام تجدنا ونجدها في كل مضمار بحثي يتطلب الموضوعية والحياد.
انشغلت العديد من الجهات العلمية والبحثية المهمة في احتضان بذور الفلسفة الدينية، سعياً منها للوصول لثمار أكثر قرباً من الينع، في الموضوعات والزوايا الحرجة التي تتضمنها.
إن طرح الانعكاسات "الدينفلسفية" الماسة بعصب حياة الأفراد، يتمخض بصورة واضحة عن المهام الرئيسة التي تقوم على تنفيذها فلسفة الدين بدقة واجتهاد،
تحيط العديد من الإيضاحات حول المجالات كافةً، ما دام وجودها يبدو ظاهراً وذا أثر على سطح المجرة، إذ لا ينفك الإنسان يعيد ويزيد في محاولاته للوصول إلى أقصى فهم ممكن لكل منها.
تتداخل الأولويات في كثير من الأحيان عند الحديث عن الحاجات الملحة في المجتمعات الإنسانية، سيما أن التداعيات الحاصلة لا تنحصر ولا تنحسر على جانب دون الآخر، الأمر الذي يُبرز صبغتها الدينية، ويتمحور حولها بحلة أقرب ما تكون لـ"المركزية".