وفاة عبدالمولى لنقي.. راعي الثقافة في ليبيا
غيّب الموت، الأحد، في مدينة بنغازي، النائب والوزير إبان فترة الحكم الملكي لليبيا، عبدالمولى لنقي عن عمر ناهز 92 عاما.
وشغل لنقي عدة مناصب وزارية، ففي حكومة عبدالمجيد العبار تولى حقيبة الصحة، بينما كلف وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومات محمد الصيد ومحمود المنتصر الثانية وحسين مازق، كما فاز بعضوية مجلس النواب عن دائرة البركة بمدينة بنغازي خلال الفترة من 1960 إلى 1964.
ووقع لنقي على عقود إنشاء المدينتين الرياضيتين في العاصمة طرابلس وبنغازي أثناء شغله حقيبة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بعد أن تم قبول طلب ليبيا باستضافة الدورة العربية الخامسة، التي كان من المقرر إقامتها في سبتمبر/أيلول عام 1969.
وعرف عن لنقي اهتماماته الثقافية إلى جانب السياسة، فقد أسس مكتبة قورينا ببنغازي، ودار ليبيا للنشر خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
لنقي ولد في بنغازي عام 1931م، وبها نشأ وترعرع، ودرس الأساسي، ثم التحق بكلية سان مارك بالإسكندرية.
وكان والده عوض لنقي، عضو مجلس الشّيوخ عن برقة، ورئيس الغرفة التّجاريّة، وعمّه يوسف لنقي عضو المؤتمر الوطني البرقاوي، وعميد بلديّة بنغازي.
كما أنه أسّس مع أصدقائه أوّل مصرف ليبيّ خاص “بنك القافلة”، وتفرّغ للكتابة والنّشر، فأسّس دار ليبيا للنّشر، ومكتبة “قورينا”.
وأسّس أعظم أرشيف ليبيّ خاص لخرائط ومخطوطات وكتب ومطبوعات ومنشورات وجرائد ومجلّات ليبيا.
راعي الثقافة
ونعاه المؤرخ الليبي سالم الكبتي، في تدوينة عبر "فيسبوك" جاء فيها: "يغادر الدنيا الفانية اليوم الأستاذ الكبير عبدالمولى لنقى راعي الثقافة، التواصل، العلاقات الطيبة، بنغازي، ليبيا، الوطن، دار ليبيا، مكتبة قورينا، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الهلال الأحمر، الحركة الكشفية، ديوان رفيق شاعر الوطن، المدينتان الرياضيتان، أعمال الخير، وغير ذلك الكثير، الأثر الباقي، يلحق برفيقه وصديقه الأثير مباشرة على مصطفى المصراتي".
وأضاف: "مثل مغيب شمس، مثل حدوث زلزال في الليل، مثل انهيار جسر يقرب المسافات، مثل تداعى ركن قوي، مثل كل شيء موجع في هذا الزمن، مثل فراغ لا يوجد من يملأه، يغيب الرجال، يرحل الرواد، تفقد ليبيا أعلامها".