صرخة قائد الجيش اللبناني من أزمة بيروت.. أبرز الأسباب والدلالات
لاقى حديث قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، حول أوضاع لبنان ردود فعل متضامنة ومؤيدة ومنتقدة للسلطة في البلاد.
وتوجه جوزيف عون، خلال حديثه اليوم الإثنين، إلى المسؤولين اللبنانيين، متسائلا أين نحن ذاهبون؟ ماذا تنوون أن تفعلوا؟، مضيفا:" لقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره".
كما انتقد قائد الجيش اللبناني خفض موازنة المؤسسة العسكرية، رافضا الحملات الإعلامية والسياسية التي يتعرض لها الجيش، مؤكدا أن "الجيش اللبناني لن يسمح بالمساس بالاستقرار والسلم الأهلي".
وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" إن تحذير قائد الجيش جاء بعد تفاقم الأوضاع بالداخل اللبناني وما يعيشة الجيش والشعب اللبناني بأكمله من أوضاع سيئة.
وأكدت المصادر أن "حديث قائد الجيش اللبناني جاء انطلاقا من حس المسؤولية التي يتمتع بها لعل أن تصل الصرخة إلى المسؤولين بالبلاد".
وفي أعقاب حديث جوزيف عون، أعلن نشطاء لبنانيين دعمهم وتأييدهم لموقف قائد الجيش.
وكتب النائب فيصل كرامي عبر "تويتر"، قائلاً: "بعد الصرخة التي أطلقها قائد الجيش العماد جوزاف عون، على السلطة السياسية العاجزة والمشغولة بالسجالات والمماحكات والسفرات والمحاصصات، إما أن تواجه وتتحمل مسؤولياتها تجاه اللبنانيين أو فلترحل غير مأسوف عليها".
بدوره دعا النائب في "تيار المستقبل" وليد البعريني، في بيان، كل المسؤولين إلى "التمعن بمضمون كلام قائد الجيش ومعالجة الأوضاع سريعا نظرا إلى خطورة المرحلة التي نعيشها".
واعتبر أن "كلام عون نابع من مسؤولية وطنية عالية وحرص كبير على الوطن والشعب والمؤسسة العسكرية"، متمنيا "لو يتحلى الجميع بهذا الحس من الوعي والحرص".
واختم البعريني حديثه، قائلا: "نحن دوما مع الشعب والجيش ومؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وخوفنا من تداعي المؤسسات ما يؤدي إلى تفكك أوصال الدولة اللبنانية".
بدوره كتب النائب في كتلة تيار المستقبل، طارق المرعبي عبر "تويتر"، وقال، إن : "الجوع كافر وأوجع اللبنانيين، ودق مضاجع العائلات المستورة والمتعففة.. هناك من لا يزال يكابر ويهرب إلى الأمام، وما سمعناه من قائد الجيش يؤكد على وطنيته الحكيمة والصادقة".
كذلك، اعتبر أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري، أن صرخة قائد الجيش تتكامل مع صرخات اللبنانيين.
وكتب على حسابه على "تويتر" قائلا، إن "صرخة قائد الجيش العماد جوزيف عون تتكامل مع صرخات المواطنين الذين يعانون مرارة غياب الدولة عن ايجاد معالجة جدية للازمات المعيشية والانكار المتمادي من جانب المسؤلين لخطورة ما يجري".
وأضاف:"الحملات السياسية والإعلامية التي تستهدف جيشنا الوطني هي محاولات يائسة للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء".
من جهته أعلن "حزب الوطنيين" تأييده لموقف قائد الجيش اللبناني، بشكل مطلق.
وقال الحزب، في بيان، إن "لا يسعنا إلا أن نؤيد موقف قائد الجيش تأييدا مطلقا، خصوصا في ما يتعلق بالحملات المشبوهة على الجيش".
وأضاف أن "الصرخة التي أطلقها قائد الجيش لخصت المشكلة بكلمات واضحة فكانت مدوية. نعم، هذا هو الواقع بعد سنة وأكثر، وهو واقع غير مستجد كما أراد البعض أن يظهره".
ومع الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان تراجعت قيمة الأجور بنسبة 84 % وفق دراسة لـ "الدولية للمعلومات" (مؤسسة نتخصصة بالدراسات والاحصاءات في لبنان).
ونشرت تلك المؤسسة دراسة جديدة تتعلّق بالأجور في مختلف القطاعات في لبنان في ظلّ الانهيار وذلك نتيجة تراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، بعدما كان الدولار مثبتا عند 1500 ليرة ليتجاوز اليوم العشرة آلاف ليرة.
وبعدما كان الحد الأدنى الرسمي للأجور محددا بـ 675 ألف ليرة لبنانية أي ما كان يوازي 450 دولاراً، انخفض اليوم إلى أقل من 72 دولاراً.
وهذا الانخفاض انعكس على حياة العسكريين والموظفين في لبنان من مختلف الفئات مع ارتفاع سعر الأسعار بشكل غير مسبوق وبات معظم اللبنانيين غير قادرين على الحصول عليها.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز