10 وساطات في عام.. الإمارات تكثف حراكها لحل أزمة أوكرانيا
وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا تعد العاشرة خلال 2024، تعزز حراكا سياسيا وإنسانيا لدولة الإمارات نحو حل الأزمة الأوكرانية.
وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 300 أسير مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 10 وساطات خلال العام الجاري إلى 2484، وهو رقم يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
وتعد الوساطة الجديدة هي الثانية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي والعاشرة خلال العام الجاري، والحادية عشرة منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
تفاصيل الوساطة
أعلنت دولة الإمارات عن نجاح جهود وساطة قامت بها بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 150 أسيراً من الجانب الأوكراني و150 أسيراً من الجانب الروسي بمجموع 300 أسير، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 2484 أسيراً.
وثمنت وزارة الخارجية تعاون واستجابة البلدين لجهود الوساطة الإماراتية وإتمام عملية تبادل الأسرى، الذي يدل على مكانة الدولة كوسيط موثوق به لدى روسيا وأوكرانيا، وتقديرهما المساعي التي تبذلها الدولة في دعم المسار الدبلوماسي ومسار الحل السلمي لإنهاء الأزمة بين البلدين.
وأفادت الوزارة بأنه بنجاح الوساطة الجديدة بلغ عدد الوساطات الإماراتية التي تم إتمامها منذ بداية عام 2024 عشر وساطات، وهو ما يعكس الثقة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.
وأكدت وزارة الخارجية أن دولة الإمارات ملتزمة بمواصلة العمل على دعم الجهود كافة التي تعمل على الوصول إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، ودعم مختلف المبادرات للتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة مثل اللاجئين والأسرى.
تجدر الإشارة إلى أن جهود الوساطة الإماراتية نجحت منذ بداية العام الجاري في إتمام 10 عمليات تبادل أسرى حرب بين روسيا وأوكرانيا، كما نجحت في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونَيْن اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية.
فيما قالت وزارة الدفاع الروسية، الإثنين، في بيان صادر عنها: «في 30 ديسمبر/كانون الأول، ونتيجة عملية المفاوضات، تمت إعادة 150 عسكريا روسيا من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف»، مشيرة إلى أنه «وفي المقابل تم نقل 150 أسير حرب إلى القوات المسلحة الأوكرانية".
وأضاف البيان "حاليا يوجد جميع الأفراد العسكريين الروس على أراضي جمهورية بيلاروسيا، حيث يتم تزويدهم بالمساعدة النفسية والطبية اللازمة، كما يتم منحهم الفرصة للاتصال بأقاربهم»، مشيرا إلى أن دولة الإمارات قدمت جهود وساطة إنسانية لإتمام عملية التبادل".
وأكد البيان أنه سيتم تسليم جميع الأفراد العسكريين المفرج عنهم إلى روسيا لتلقي العلاج وإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع الروسية.
إشادات دولية
يأتي نجاح تلك الوساطة فيما تتوالى الإشادات الدولية بدور الإمارات في الأزمة الروسية الأوكرانية.
ضمن أحدث تلك الإشادات، أشاد البيان الختامي للقمة الخليجية التي عقدت في الكويت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، بنجاح جهود وساطة دولة الإمارات بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد المجلس الأعلى لقادة دول الخليج دعمه جهود الوساطة والمبادرات التي قامت بها دول المجلس ومساعيها للإسهام في الوصول إلى حل سياسي للأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وقبل شهرين شهدت فعاليات القمة الأوروبية الخليجية التي عقدت في بروكسل في أكتوبر/تشرين الأول، إشادة بدور الإمارات في تلك الأزمة.
ومنذ اندلاع الأزمة في فبراير/شباط 2022 وعلى مدار عام 2024 شاركت دولة الإمارات في كل جهد دولي يدعم البحث عن حل لتلك الأزمة، كان أحدثها في المؤتمر الوزاري حول "البعد الإنساني لصيغة السلام في أوكرانيا المكونة من 10 نقاط"، الذي عقد في مدينة مونتريال الكندية يومي 30-31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جهود دبلوماسية وإنسانية قوبلت بتقدير وإشادة دولية ولا سيما من طرفي الأزمة، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أكثر من مرة على وساطات وجهود بلاده لحل الأزمة.
جهود ووساطات تأتي في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الواسع بين الطرفين، الأمر الذي يبرز حجم وأهمية وثقل الدور الذي تقوم به الإمارات، ومدى الثقة والتقدير اللذين تحظى بهما من طرفي الأزمة.
جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارات متبادلة من الجانبين، كان أحدثها زيارته لروسيا قبل شهرين.
دعم السلام
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال القمة التي جمعته والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نهج دولة الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات.
من جانبه، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات لجهود الوساطة التي بذلتها دولة الإمارات خلال الفترات الماضية، وأسفرت عن نجاح تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.
وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددا على أن "دولة الإمارات دائما ستكون موجودة"، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.
حصاد الوساطات
رؤية إماراتية تبرز إصرارا إماراتيا على حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 11 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين، بينها 10 خلال عام 2024 وهي كما يلي:
30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى.
25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من أسراها من روسيا.
3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
وإضافة لتلك الوساطات نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا.
دلالات مهمة
وساطات إماراتية ناجحة تحمل رسائل ودلالات مهمة من أبرزها:
- تجسد الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا وتقدير البلدين لدور دولة الإمارات بدعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.
- تبرز سعي الإمارات الحثيث والمتواصل للدفع بحل سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية.
- تؤكد تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.
- تثبت صواب الرؤية الحكيمة للإمارات منذ بدء الأزمة في اتخاذ موقف الحياد الإيجابي المتوازن، الذي أتاح لها لعب دور إيجابي على طريق حل الأزمة.
- تعطي بارقة أمل نحو حل أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم.
aXA6IDMuMTUuMy4xNTMg جزيرة ام اند امز