"العازبات" وضعن أوباما في البيت الأبيض ولفتن أنظار "بيرني"
النساء غير المتزوجات في أمريكا ساعدن في وصول الرئيس إلى البيت الأبيض وزادت نسبتهن في بريطانيا في فترة ديفيد كاميرون
النساء غير المتزوجات أو العازبات والعوانس أكدن خلال السنوات الأخيرة أن لديهن القدرة على تغيير ساحة الأحداث السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض المدن الأخرى، فهل يمكن أن يمتد ذلك التأثير لدول ومجتمعات أخرى؟
هذا السؤال طرحته صحيفة الجارديان البريطانية في تحليلها للكتاب الجديد للصحفية الأمريكية ريبيكا تريستر، الذي جاء بعنوان "أول ذا سينجل ليديز" أو "كل السيدات غير المتزوجات".
أثبتت الكاتبة من خلاله أنه "لم يعد هناك مكان لمن لا ينتج، وأن القدرة على التغيير ليست في يد الرجال وحدهم أو الأقوياء بنفوذهم ومالهم فقط من الجنسين"، حسب الجارديان.
وأوضحت أنه في السنة التي أصبح فيها ديفيد كاميرون رئيسًا للوزراء بدأت نسبة المواطنين غير المتزوجين تفوق نسب المتزوجين في بريطانيا وحدها.
وقالت الكاتبة إن واحدًا من كل 3 أفراد يعيش الآن وحده، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني، وهذا التحول في أنماط الحياة منفردًا هو الطرف الخفي في كل شيء ابتداء من أزمة السكن للضغوط المطالبة بزيادة الأجور.
ولذلك أصبح هناك صدى واسع لكتاب تريستر في أوروبا والأمريكيتين، فقد كشف عن أن جميع السيدات غير المتزوجات أصبحن يتحملن عبء الحياة بمفردهن بكل هدوء وصبر وقوة أفضل من المتزوجات.
وأشارت "تريستر" إلى أن النساء غير المتزوجات هن من ساعدن في "وضع" باراك أوباما في البيت الأبيض، ودعمه بنسبة ٢ إلى ١، بينما فضلت النساء المتزوجات ميت رومني.
ونجحت الشابات غير المتزوجات أيضًا، في جذب النظر نحو المرشح الحالي للانتخابات الأمريكية بيرني ساندرز، فما كان من أوباما الذي ربته أم غير متزوجة أن يؤكد في أحد خطبه الكبرى على المعاناة التي تجدها الأم غير المتزوجة لإعالة أطفالها بمفردها، وأنهن أكثر الفئات في حاجة إلى الرعاية الصحية.
وأضافت الكاتبة أن السيدات غير المتزوجات أظهرن بالفعل أن لديهن القدرة على تغيير أمريكا بشكل جعل الكثير من الناس لا يشعرون بالراحة".
ووفقًا لصحيفة الجارديان فإن الملايين من الشباب الذين لا يرغبون في الزواج هم موضع تساؤل وعدم راحة في المجتمع الأمريكي أيضًا.
وقالت "تريستر" إن شخصًا يعيش بمفرده تنطبق على غير المتزوجات والأرامل والمطلقات، واللاتي رزقن بأطفال دون زواج، أي بمعنى آخر فإن عدد النساء اللواتي أصبحن لا يريدن الزواج في تزايد ولا يتوقعن دعمًا ماديًّا من أي شخص.
وأوضحت الكاتبة البريطانية أن هناك دراسات أثبتت أن السيدات غير المتزوجات "لديهن قدرة على تلوين اختياراتهن السياسية والاقتصادية"، ومنهن أيضًا انتشرت الأحزاب الداعمة لوجود المرأة في الحياة السياسية بقوة في أوروبا والأمريكيتين.
فالسيدات غير المتزوجات، سواء كن شابات أو متقدمات في السن، لا يردن أن يشعرن بالإحباط مجددًا من عدم سماع أصواتهن، خاصة أنهن لا يحظين بمعاملة عادلة حتى تاريخنا المعاصر خاصة في قوانين العمل، كما تؤكد تريستر في كتابها.
ولكن بالنسبة للأحزاب المحافظة في القارتين لحزب المحافظين؛ فإن هذا الوضع ما زال غير مقبول ولا يعني تزايد عدد حالات الطلاق شيئًا لهم ولن يؤدي إلى رفع الحد الأدنى للأجور، وحقوق أقوى في العمل، ونظام رعاية اجتماعية أفضل لأن الأسرة المكونة من رجل وسيدة معا وأطفال هي الوضع المعترف به فقط في المجتمع.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg
جزيرة ام اند امز