"ضوء وسط الظلام".. 100 يوم على انطلاق أولمبياد طوكيو
"ستكون الضوء في نهاية النفق المظلم"، بتلك التصريحات بدا توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، متفائلا قبل انطلاق أولمبياد طوكيو.
البطولة التي تنطلق في 23 يونيو/حزيران المقبل باتت على بعد نحو 100 يوم من البدء، ولكن ما زالت الشكوك تدور حول إقامتها، لا سيما بعد تأجيلها من العام الماضي للحالي بسبب أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد.
ضوء في النفق المظلم
في المقابل، تظهر حالة من الثقة في تصريحات توماس باخ الذي قال: "ستكون أولمبياد وبارالمبياد طوكيو 2020 الضوء في نهاية النفق المظلم، ومظهرا أكيدا للسلام والتضامن ومقاومة الإنسانية للتغلب على الوباء".
وبالمثل صرحت شيكو هاشيموتو، رئيسة اللجنة المنظمة للدورة الأولمبية، حيث قالت: "نعمل حتى نكون على مستوى التوقعات".
وبعثت هاشيموتو رسالة إلى 11 ألف رياضي سيشاركون في الألعاب، قائلة: "على كل الأطراف المعنية أن تتحد، وأقول للرياضيين: سنواصل طريقنا معا، وسنقوم ببناء دائرة يشارك فيها جميع الرياضيين في العالم، تعالوا بهذه العقلية".
وأضافت هاشيموتو": "ستكون أولمبياد طوكيو 2020 مختلفة تماما عن أي دورة سابقة، رغم أن الجوهر سيظل واحدا، وسيقدم الرياضيون أفضل ما لديهم ويلهمون العالم بأدائهم الاستثنائي".
بطولة استثنائية
وستكون أولمبياد طوكيو استثنائية للغاية لعدة أسباب، أبرزها أنها تقام في خضم وباء عالمي خلف نحو 10 آلاف قتيل في اليابان، وأصيب به ما يقرب من نصف مليون شخص.
ويشير استطلاع للرأي نُشر في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى أن 80% من اليابانيين يرفضون إقامة الأولمبياد ويؤيدون تأجيلها مجددا أو إلغائها.
ومن بين أسباب اختلاف هذه الدورة أيضا، قرار حظر حضور جمهور أجنبي خلال الفعالية، وهو قرار غير مسبوق في التاريخ الأولمبي.
القرار سيؤثر بلا شك على الأهداف الاقتصادية المرجوة من الأولمبياد، حيث كان من المنتظر أن تدر دخلا بنحو 90 مليار ين (أكثر من 800 مليون دولار)، بعد بيع قرابة 8 ملايين تذكرة.
يضاف إلى هذا تكاليف تأجيل الدورة من العام الماضي وإجراءات التصدي لفيروس كورونا التي زادت من ميزانية الألعاب بواقع 21%، مقارنة بالميزانية المعلنة في 2019، لتصل إلى 15 مليارا و400 مليون دولار.
وتبقي اليابان على حدودها مغلقة أمام الزوار الأجانب منذ آواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ضمن إجراءات احتواء الجائحة، ولم تقرر بعد كيفية حضور الجماهير للأولمبياد .
ومن ضمن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها منظمو "طوكيو 2020" واللجنة الأولمبية الدولية هو اعتماد فقط من لديهم أدوار أساسية وتشغيلية في الألعاب الأولمبية، وهو قرار سيقلل بشكل كبير من عدد موظفي الوفود المشاركة.
كما سيتأثر أيضًا أساطير الألعاب الأولمبية، بعدما ألغت اللجنة الأولمبية الدولية الدعوات إليها، بالإضافة إلى الشخصيات المهمة التي كانت ستحضر في البداية.
استعدادات مستمرة
على الرغم من القيود والشكوك لدى مواطنيها، فإن طوكيو مستعدة لاستضافة 11 ألف رياضي من 205 دول، سيحضرون موكب حفل الافتتاح، بالإضافة إلى فريق من اللاجئين برعاية اللجنة الأولمبية الدولية.
ولم يثبط انسحاب كوريا الشمالية لحماية الرياضيين من العدوى المحتملة لفيروس كوفيد -19 السلطات اليابانية التي دعت بقية اللجان الوطنية للذهاب إلى الألعاب.
وقال المسؤولون عن المنظمة: "نواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لإعداد أفضل سيناريو ممكن لاستقبال الرياضيين من جميع البلدان والمناطق".
وفي هذا السيناريو، تعتبر مسألة اللقاحات ذات أهمية كبيرة، فيجب تطعيم جميع الرياضيين عندما يكونون على الأراضي اليابانية، معظمهم من خلال حملات التطعيم في بلدانهم.
وتلقت اللجنة الأولمبية الدولية عرضًا لطيفًا من اللجنة الأولمبية الصينية، مضيفة دورة الألعاب الشتوية في بكين 2022، على حد تعبير توماس باخ.
ويشمل العرض توفير جرعات إضافية من اللقاحات للمشاركين في نسختين من الألعاب الأولمبية، طوكيو 2020 وبكين 2022.
وفي ظل هذا السيناريو، لا أحد يشك في أن الألعاب الأولمبية الـ32 ستكون مختلفة تماما عن تلك التي اعتدنا عليها، كما أكدت هاشيموتو، بسبب حقائق مثل أن 49% من الرياضيين سيكونون من النساء، وهو رقم تقدره اللجنة الأولمبية الدولية لإعلان طوكيو 2020 على أنها الأولى من حيث التكافؤ بين الجنسين.
ومع تبقي 100 يوم، يستمتع 126 مليون ياباني بالفعل بالأجواء الأولمبية منذ 25 مارس/آذار الماضي، وهو التاريخ الذي وصلت فيه الشعلة الأولمبية إلى اليابان.
منذ ذلك الحين، يقوم أكثر من 10 آلاف عداء بنقلها عبر محافظات اليابان البالغ عددها 47 محافظة حتى إضاءة المرجل في استاد طوكيو الأولمبي في 23 يوليو/تموز، وهو تاريخ انطلاق الألعاب المنتظرة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS4yNTEg جزيرة ام اند امز