أوروبا تتخطى أمريكا في استقطاب الاستثمارات الصينية

لأول مرة منذ 15 سنة، تفوق الاستثمارات الصينية في أوروبا تلك المنجزة في الولايات المتحدة الأمريكية

فاقت الاستثمارات الصينية في القارة الأوربية لأول مرة تلك المسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة 2015، في تطور يثبت الاهتمام المتزايد للصين بالفرص التي توفرها الدول الأوربية.

واستنادًا لدراسة أعدها مكتب "باكر ماكنزي"، فإن الشركات الصينية استثمرت سنة 2015، ما يعادل 23 مليار دولار في القارة الأوروبية، مقابل 17 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت الدراسة أن اتجاه الاستثمارات الصينية تغير بعد 15 سنة من  الولايات المتحدة إلى أوروبا، وبفارق معتبر بين الجانبين يقدر بـ5 مليارات دولار؛ ففي سنة 2015، ارتفعت الاستثمارات الصينية في أوروبا بواقع 25% مقارنة بـ2014، بفضل عودة المؤسسات العمومية الصينية إلى الواجهة، حيث حققت لوحدها 65% من الاستثمارات.

وإجمالًا، تمثل أوروبا 19% من الاستثمارات الصينية في العالم، تليها أمريكا الشمالية بـ14% وآسيا 16% وإفريقيا 3%. وينتظر أن تحقق الاستثمارات الصينية في عام 2016 رقمًا قياسيًّا جديدًا بسبب الإقبال الكبير على توظيف الأموال في عمليات الاستحواذ على الشركات والعقارات في ظل تباطؤ الاقتصاد الصيني.

وفي أوروبا تعد إيطاليا الأكثر جذبًا للاستثمارات الصينية سنة 2015، خاصة بفضل استحواذ شركة شمشينا على الصانع الإيطالي للعجلات بيريلي في صفقة وصلت إلى 7.9 مليار دولار. أما فرنسا فتأتي في المرتبة الثانية بحجم استثمارات يناهز 3.6 مليار دولار تحديدًا في قطاعات السياحة والبنى التحتية.

أما في الولايات المتحدة الأمريكية، تعد ولاية نيويورك الأكثر تفضيلًا من الصينيين الذين استثمروا بها 5.4 مليار دولار، تليها بعد ذلك ولاية تكساس.     

وعلى الرغم من الحاجة إليها، بدأت تظهر أصوات عديدة رافضة للاستثمارات الصينية في شراء الشركات الأوروبية، بحجة أن استمرار هذا التمدد يهدد مستقبل الصناعة والتكنولوجيا الأوروبية، لذلك يطالب سياسيون خاصة من أقصى اليمين واليسار بوضع حواجز أمام البضائع الصينية وأصولها التي تزحف على شركات بلادها.

أما الأمريكان، فما يقلقهم على وجه الخصوص، هو أن الشركات الصينية ليست مستقلة وهي على علاقة وثيقة بدولتها، ما يعني أن عمليات الشراء ليست بريئة وهي تُعبِّر عن سياسة وتوجه دولة، مما جعل نوابًا في الكونجرس الأمريكي يطالبون مؤخرًا بوقف الزحف الصيني خاصة على الشركات الأمريكية الاستراتيجية.