مصر تتراجع عن "حديث الحسم" في قضية ريجيني

تصريحات إيطالية عن استمرار التحقيقات في مقتل رجيني، دفع السلطات المصرية إلى تخفيف لهجتها بشأن إعلان إنهاء التحقيقات

تحولت قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني إلى ساحة للخلافات بين السلطات المصرية والإيطالية بعد إعلان القاهرة مقتل 5 من أفراد تشكيل عصابي والعثور على محتويات خاصة بالشاب الإيطالي القتيل لدي شقية أحد افراد العصابة.

وذكر مصدر أمني مصري لبوابة "العين" الإخبارية، أن السلطات الأمنية مازالت تواصل التحقيقات في قضية مقتل ريجيني، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية تسعى لتحديد الجناة من خلال فحص جميع العلاقات وارتباطات أعضاء التشكيل العصابي الخمسة الذين تم تصفيتهم خلال مطاردة مع الشرطة وتبادل لإطلاق الرصاص.

ومثلت هذه التصريحات تناقضًا مع بيانات سابقة لمسئولين سابقين في الداخلية المصرية أشارت فيها إلى تورط العصابة الإجرامية في مقتل رجيني، وجاءت أيضًا هذه التصريحات لـ"العين"، بعد ساعات قليلة من إعلان وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو أن المحققين المصريين وافقوا على استمرار وتمديد التحقيقات في قضية ريجيني نتيجة إصرار إيطاليا.

وقال وزير الداخلية الإيطالي، إنه "لم يتم إغلاق ملف قضية ريجيني"، موضحًا "أنه لا يوجد أي دليل يؤكد أن الـ5 أفراد الذين قتلتهم الشرطة المصرية قد ارتكبوا الجريمة.

وتابع قائلًا: "إننا اتفقنا مع السلطات المصرية على مد فترة التحقيق في الواقعة لكشف المزيد من الملابسات والتوصل إلى الجناة والإفادة أول بأول بنتائج التحقيق".

وعكست التصريحات الإيطالية بوادر أزمة بين القاهرة وروما مما دفع السلطات المصرية إلى تخفيف لهجتها بشأن إعلان إنهاء التحقيقات في قضية مقتل ريجيني.

وقال مصدر أمني مصري لبوابة "العين"، إن أجهزة الأمن تعكف بالتنسيق مع الجانب الإيطالي على التوصل إلى معلومات جديدة في قضية مقتل ريجيني.

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية المصرية تبذل جهودًا تسعى من خلالها لتحديد الدوائر المتصلة بأفراد العصابة وظروف الجرائم التي ارتكبوها ومناقشة ضحاياهم من الأجانب، وكذا توجيه فرق من البحث الجنائي لفحص الأماكن والمناطق التي كانت شاهدة على جرائم أفراد العصابة في محاولة للتوصل لأي معلومات من قبل شهود العيان، وهناك فريق آخر يفحص المضبوطات ويستمع لأقوال الضحايا بمشاركة فريق من النيابة العامة التي تباشر التحقيق.

وكان ريجينى (28 عامًا) عثر على جثته بعد 9 أيام ملقاة على جانب طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي وتحمل أثار تعذيب وحروق وكسور وضرب وصعق كهربائي لأعضائه التناسلية.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان قبل يومين أن الأجهزة الأمنية تمكنت من استهداف تشكيل عصابي بنطاق القاهرة الجديدة تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه، وعقب تبادل إطلاق الأعيرة النارية مع قوات الشرطة تم تصفية أفراد العصابة الخمسة وضبط بحوزتهم سلاح إلى وطبنجة وذخيرة، وباستهداف محل إقامة شقيقة أحد افراد العصابة مقيمة بالقليوبية عثر على متعلقات ريجيني بعد أن وردت معلومات بتردده عليها واحتفاظه بنصيبه من متحصلات جرائمه طرفها.