تفاصيل مذبحة الصحافة اليمنية في عهد الانقلابيين
الحوثيون يعلقون صورا لصحفيين وسياسيين في الشوارع وتتهمهم بالخيانة والعمالة
مقتل 10 صحفيين من سيطرة الحوثيين على اليمن
يواصل الحوثيون مطاردتهم للصحفيين والإعلاميين وإغلاق المنصات الإعلامية المناوئة لهم في اليمن، وذلك منذ سيطرتهم على مقاليد الأمور في البلد منذ أكثر من عام، كان آخرها حجب الموقع الإلكتروني لقناة "سكاي نيوز"، وموقع وكالة الصحافة الفرنسية عن المتصفحين بالبلاد، بعد أيام من حجبهم عشرات المواقع اليمنية والصحف الرافضة لوجودهم.
وقُتل 10 صحفيين منذ دخول الحوثيين الى العاصمة صنعاء، فيما تم اعتقال عشرات الصحفيين، ولا يزال 16 صحفيا في معتقلات الحوثيين والقاعدة في ظل تقارير حقوقية تؤكد أن الصحفيين المعتقلين يتعرضون لمختلف أنواع التعذيب، وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
فيما تشير التقارير الحقوقية والدولية إلى الكثير من الانتهاكات الخطيرة للحريات الصحفية في اليمن، من بينها قيام الميليشيات المسلحة بالاستيلاء على كل وسائل الإعلام الرسمية بقوة السلاح، في الوقت الذي أوقفوا فيه الصحف والإذاعات والقنوات التليفزيونية المحلية المعارضة، إضافة إلى إغلاق مكاتب القنوات العربية والدولية، وحجب عشرات المواقع الإلكترونية، وإيقاف رواتب وتسريح مئات العاملين من وسائل الإعلام المناوئة لهم.
ووصف مروان دماج، أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين، حال الصحافة والصحفيين في اليمن بأنه الأسوأ منذ عقود، والأكثر فداحة وخطرا. وقال دماج: "ما حدث من انتهاكات للحريات الصحفية منذ استيلاء الحوثيين على السلطة لا يمكن استيعابه ولا يمكن القبول به".
وكشف عن مساعٍ لنقابة الصحفيين اليمنيين في المحافل الدولية، لتحريك دعوى قضائية لدى محكمة الجنايات الدولية ضد الجماعات المنتهكة للحريات الصحفية، مؤكدا أنهم لن يفلتوا من العقاب الدولي، مشددا على أن المناخ الذي يعمل فيه الصحفيون اليمنيون خطير وعبارة عن أجواء يملأها الخوف .
كانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد رصدت خلال النصف الأول من العام الجاري 200 حالة انتهاك للحريات الصحفية من بينها استشهاد 10 صحفيين و55 حالة اعتقال واختطاف وملاحقه لصحفيين ومصورين، و48 حالة اعتداء واقتحام لصحف وقنوات وإذاعات ومؤسسات إعلامية، وتعرض الصحفيين لـ21 حالة تهديد ومضايقات وحملات تشهير .
كما حجب الحوثيون أكثر من 40 موقعا إخباريا يمنيا ومحرك بحث إخباريا على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى عدد من المواقع الإخبارية العربية، أما الصحف المطبوعة فقد توقفت كل الصحف المعارضة لتوجه الميليشيات، بما فيها الصحف المستقلة كصحيفتي "الشارع" و"الأولى"، بعد تعرضهما للتهديد، حيث أرجع نائف حساب، رئيس تحرير صحيفة "الشارع" اليومية سبب توقف مطبوعته، إلى تحريض محمد المقالح، أحد أعضاء اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين ضد صحيفته والصحفيين العاملين فيها.
ووصلت حملات التحريض حد وصف الصحفيين بالعمالة وتوزيع بوسترات ولصقها في الشوارع، تتضمن صور صحفيين وسياسيين، مرفقة بتهم العمالة والخيانة لهم، كما فقد 300 موظف في إذاعة صنعاء وحدها أعمالهم بعد إيقافهم واستبعاد عشرات المحررين من وكالة "سبا" للأنباء وتليفزيون اليمن وصحيفة الثورة الرسمية، وهي الوسائل التي تم الاستيلاء عليها فور دخول الميليشيات الحوثية إلى صنعاء، واستبدال قياداتها بصحفيين موالين لها دون أي مسوغ قانوني.
كما طالت الانتهاكات الصحفيين العاملين لدى الكثير من مرافق الحكومة، من بينهم الصحفيون الذين يتبعون رئاسة الجمهورية، حيث تسريح الكثير منهم وإيقاف رواتبهم، وملاحقتهم أمنيًّا بحجة تأييدهم لضربات الجوية لقوات التحالف.
ويقول صدام أبو عاصم، الصحفي العامل في الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية، إن الحوثيين منعوه من الدخول إلى مقر عمله، ثم أوقفوا راتبه بسبب منشوراته عبر "فيس بوك"، التي اعتبروها مناهضة لهم وتدعم قوات التحالف العربي.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز