خبراء فلسطينيون لـ"العين": تصريحات نتنياهو حول الأسرى "سراب"
خبراء فلسطينيون يشككون في تلميح نتنياهو عن وجود مفاوضات حول الجنود الإسرائيليين الذين انقطع الاتصال بهم خلال عدوان 2014
شكك خبراء فلسطينيون، في تلميح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن وجود مفاوضات حول الجنود الإسرائيليين الذين انقطع الاتصال بهم خلال عدوان 2014 على غزة، مؤكدين أنها تصريحات لإرضاء الشارع الإسرائيلي ولا تعدو كونها "شو إعلامي"، فيما آثرت حركة "حماس" الصمت رسميًّا.
كان نتنياهو أعلن، قبل يومين، أنه "يتابع شخصيًّا مسألة الجنود الإسرائيليين في غزة، وأن هناك تطورًا مهمًا بهذا الشأن"، دون تقديم تفاصيل.
وفي تعليقه على تصريحات نتنياهو، قال المحلل السياسي، حمزة أبو شنب: "ما صدر عن رئيس حكومة الاحتلال هو محاولة إيهام عوائلهم ببذل الجهود حتى لا تشكل ضغطًا متواصلًا عليه في الشارع الإسرائيلي".
وأضاف "التقدم لا يتحقق إلا بعيدًا عن الأضواء.. هناك جهود مضنية تجري بهذا الشأن؛ حيث تعقد اللقاءات حوله كل عدة أيام".
لا مفاوضات
غير أن "أبو شنب"، بدا جازمًا حول عدم وجود مفاوضات، وقال لبوابة "العين" الإخبارية: "لا مفاوضات تبادل بشأن مختطفي ومفقودي جيش العدو الإسرائيلي في قطاع غزة"، مشددًا على أن الاحتلال "يدرك أن الإفراج عن مختطفي صفقة وفاء الأحرار هي الخطوة الأولى قبل أية مفاوضات".
كانت قوات الاحتلال، أعادت اعتقال العشرات من الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط التي تمت عام 2011، وتطالب "حماس" بإطلاق سراحهم قبل أية مفاوضات جديدة.
وفي تصريحه المثير، قال نتنياهو: "تم إطلاعي قبل يوميْن على تطور مهم، لكن بطبيعة الحال يستحيل تحقيق أي تقدم في هذه القضايا إلا بعيدًا عن الأضواء". وأشار إلى أن قضية جنوده المفقودين ليست الوحيدة التي يجري التفاوض حولها ودفعها للأمام عبر ما أسماها بـ "القنوات السرية"، لكنها بالتأكيد هي أولى القضايا".
من هم أسرى إسرائيل؟
كانت كتائب "القسام"، الذراع المسلحة لحركة "حماس" أعلنت، مساء 20 يوليو/ تموز 2014، أسرها جنديًا إسرائيليًا يدعى "شاؤول آرون" خلال عملية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة إبان العدوان البري، لكن جيش الاحتلال أعلن عن مقتله. وفي الأول من أغسطس من العام نفسه، أعلن جيش الاحتلال فقد الاتصال بضابط يدعى هدار جولدن في رفح جنوب قطاع غزة، ولاحقًا أعلن مقتله دون العثور على جثته، فيما أعلنت كتائب "القسام" حينها أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي كانت في المكان.
وفي يوليو/ تموز 2015، سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر نبأ اختفاء الإسرائيلي "أبراهام منجستو" من ذوي الأصول الإثيوبية بقطاع غزة بعد تسلله من السياج الأمني شمال القطاع.
نتنياهو يكذب
بدوره، يرى الكاتب خالد صادق، أن نتنياهو "يكذب" في حديثه عن حصوله على معلومات مهمة عن الجنود الأسرى لدى حماس في قطاع غزة، وأنه يبذل جهودًا في هذا الملف لكن بعيدًا عن وسائل الإعلام فهذا أفضل بالنسبة لهم.
وقال "صادق"، لبوابة "العين" الإخبارية: "نتنياهو المرتبك والمذعور لا يستطيع أن يتنصل من التزاماته أمام كيانه بأن يعيد هؤلاء الجنود أحياءً أو أمواتًا إلى أهلهم، فهو يتعرض لضغوط كبيرة؛ منها مطالبته بالضغط على قرابة مليوني غزاوي وتحذيرهم بأنهم قد يتعرضون لعقوبات قاسية بسبب سلوك حركة حماس، دون أن تضطر إسرائيل لدفع ثمن مقابل استرداد جنودها".
وتابع: "الغريب أن إسرائيل لا تريد أن تدفع ثمن أسر جنودها، وهذا تفكير أبله يحتاج إلى علاج نفسي لتصويب التفكير".
التزام الصمت
حركة "حماس" التي ألمحت أكثر من مرة إلى وجود أسرى أحياءً لديها، من خلال حديث قادتها عن احتمالات تنفيذ صفقة تبادل جديدة لتحرير الأسرى، آثرت الصمت ورفض الناطقون باسمها التعقيب على تصريحات نتنياهو، مشددين على أن إسرائيل تعرف الاستحقاقات التي يجب عليها دفعها، في إشارة إلى مطلب إطلاق سراح أسرى الصفقة الأولى المعاد اعتقالهم.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA=
جزيرة ام اند امز