بالصور .. الأردنية آسيا ياغي المرأة المعاقة "الحديدية"
احتلت المركز 16 بين أقوى 57 سيدة معاقة في العالم
من بين أقوى 57 امرأة ذات إعاقة على مستوى العالم، وفق التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، وترتيبها 16 بينهن.
"فرص التعليم والعمل والعلاج والترفيه هو حق للأشخاص المعاقين، وليس لأي دولة أن تعتبره منحة أو من باب الامتياز، لم أشعر يومًا أنني معاقة كما يتم وصفي، وأشكر الله عز وجل أنني استطعت تحدي كل الصعوبات بفضل والدي ووالدتي رحمهما الله، والآن أصبحت من بين أقوى 57 امرأة ذات إعاقة على مستوى العالم، وفق التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية وترتيبي 16 بينهن".
بهذه الكلمات، بدأت الأردنية آسيا عبد المطلب ياغي حوارها مع بوابة "العين" الإخبارية، لتروي قصة نجاحها وصمودها أمام العواصف المجتمعية التي تقابلها بشكل دائم.
تقول ياغي: "فقدت القدرة على المشي منذ الطفولة، بعد حادث واجهته، وخضعت لأكثر من 30 عملية، ولكني ما زلت مؤمنة أن الله يمتحن الإنسان، وكان لأهلي دور كبير في حياتي من خلال عدم تركي وإهمالي، فكان والدي دومًا يصطدم مع مدراء المدارس الذين يرفضون تسجيلي، ويناقشهم بأهمية تعليمي، وألا أختلف عن إخوتي ومن هم بجيلي، فكانت فكرته تتجسد بأهمية التعليم لي الذي سيغير حياتي، وألا يجعلني منعزلة. وبالفعل، مضت السنوات ودرست في الكلية الملكية البريطانية إدارة مكاتب، ونجحت رغم الصعوبات".
جمعية "أنا انسان"
عملت ياغي على تأسيس جمعية "أنا انسان" لحقوق الشخاص ذوي الإعاقة"، وأوضحت في هذا الصدد: " في عام 2008 وبعد تفكير عميق، ارتأيت أهمية تأسيس هذه الجمعية التي تقوم على فكرة التوعية وليس الخدمات الخيرية، فالتوعية بالتشريع والتمكين السياسي من أهم البرامج التي تنفذها الجمعية، وبالفعل وجدت إقبالًا عليها من جميع الفئات، واستفاد من برامجنا ما يقارب 3 الآف شخص".
وتابعت: "الأشخاص المعاقين في الأردن بحسب آخر الإحصاءات الرسمية لعام 2015 يمثلون 13% من مجموع السكان، وهي نسبة لا يستهان بها، ومن المهم أن يصلوا لمرحلة عالية من الوعي في حقوقهم وكيفية الوصول لها، وأيضًا تدريبهم على المهارات الأساسية لسوق العمل، حتى يصبحوا أكثر فعالية وملمين بمتطلبات السوق".
المعاق، بحسب ياغي، يواجه الكثير من المصاعب، ومنها عدم وجود التسهيلات البيئية من مصاعد في المدارس والمستشفيات وغيرها، وعدم القدرة على التنقل من مكان لآخر، وهذا يشكل مشكلة حقيقية، أيضًا لا نستطيع تجاهل نظرة المجتمع للمعاق. فالكثير من العائلات ما زالت تعتبر المعاق "عار" على العائلة، وتخجل منه، وأحيانًا ترفض خروجه ليتعرف على الناس، كل هذه الصعوبات تؤثر على نفسيته، أو تخلق في نفسه التحدي، أكثر من نصف المعاقين في الأردن هن من السيدات، ونحاول تغيير وعي المجتمع من خلال المحاضرات والندوات والبرامج المختلفة، فأنا أؤمن أن الفكرة ستترك أثرًا يومًا من الأيام.
وأضافت ياغى: "من خلال الجمعية، نعمل على المشاريع، ونصل كل المحافظات دون استثناء، ولكن من أكثر الأمور صعوبة هو إيجاد التمويل، خاصة أننا نعاني في المجتمع الأردني من مشكلة اللجوء التي عملت على زيادة الضغط على موارد المملكة وذهاب معظم التمويل للاجئين لدعمهم".
إنجازات
حصلت ياغي على وسام الحسين للعطاء والتميز، وهو أول وسام يمنح لامرأة من ذوات الإعاقة في عام 2013، وحاليًا تقدم فقرة في برنامج "دنيا يا دنيا" في تلفزيون رؤيا، وتحاضر في الكثير من الجامعات، وهي رئيسة لجنة المرأة في المجلس الأعلى للأشخاص ذوي الإعاقة، وعضو ومستشارة في المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة التي مقرها الرئيسي في جامعة الدول العربية.
تقول ياغي : أفخر بهذه الإنجازات التي وصلت لها، وسأحافظ عليها وأتطور أكثر، وأتمنى أن يصبح لدى كل شخص معاق أو غيره هدف يسعى له ورسالة وغاية، النماذج الناجحة تعطي الأمل في الحياة، وكلنا نبحث عن هذا الأمل الذي يزيدنا إصرارًا وقوة للوصول للهدف.
رسالتي للمرأة التي تعاني من إعاقة أن تزيد ثقتها من نفسها، وألا تخجل، وأتمنى أن يصبح الأهالي أكثر وعيًا، وألا يواجهوا الطفل المعاق بتعقيدات تزيد حياته صعوبة، وأن يبحثوا له عن بدائل تيسر من حياته، فالطفل حين يكتشف أنه يختلف عن غيره يصاب بالإحباط، ولكن إن كان الأهل مصرين على تطويره سينسى مع الوقت الإعاقة التي لديه، ويتجاوزها وينخرط بالمجتمع.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg
جزيرة ام اند امز