حرب إسرائيلية ضد الخليل.. ونتنياهو يحاول إعادة الهيبة لقواته
الاحتلال الإسرائيلي يداهم مئات المنازل ويعتقل العشرات
تل أبيب تجمّد 1200 تصريح لدخول العمال الفلسطينيين من الخليل
يشكك محللون فلسطينيون في نجاح أي إجراءات عسكرية وأمنية تتخذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد محافظة الخليل، رداً على العمليات الفدائية المؤلمة التي نفذها عدد من أبناء المحافظة، مؤخراً، وأدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين وإصابة العشرات.
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتمع بأركان حكومته الأمنية "الكابنيت" مساء الخميس الماضي، فور وقوع عمليتي تل أبيب والخليل، اللتين أسفرتا عن مقتل خمسة مستوطنين، وإصابة أحد عشر آخرين، وقرر اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية ضد الخليل، من أبرزها فرض حزام أمني حول الخليل، وتعزيز قواته فيها.
وعلى الفور ترجم جيش الاحتلال القرارات، ونقل ما يُعرف بـ"لواء كفير" التابع للجيش، إلى الخليل الليلة الماضية، في أولى عملياته العسكرية، التي شملت اقتحام قرى وبلدات المدينة، وإعلان جيش الاحتلال قريتي دير سامت بالكامل عن محيطها، في عقاب جماعي لحوالي (12) نسمة، لضمها بيت الفدائي محمد الحروب منفذ عملية غوش عتصيون، والتي أدت إلى مقتل اثنين من المستوطنين الخميس الماضي، الياسرية التي تضم (22) ألف نسمة، مناطق عسكرية مغلقة.
ودهمت قوات الاحتلال مئات المنازل في القرى المغلقة، والقرى والبلدات التي تعرضت لاقتحامات واسعة الليلة، وأدت حملات الدهم لاعتقال عدد من الفلسطينيين، وإلى إغلاق إذاعة الخليل لستة أشهر متواصلة.
وشملت الإجراءات تجميد سلطت الاحتلال، 1200 تصريح دخول لعمال فلسطينيين من الخليل، لحين انتظار نتائج التحقيق في عملية الطعن التي نفذها رائد مسالمة في "تل أبيب" الخميس الماضي. فيما، دعا مجلس مستوطنة "غوش عتصيون" من يحمل السلاح من المستوطنين "المساعدة في حماية عمليات نقل الطلبة المستوطنين إلى المدارس".
حالة حرب
ويتوقع الباحث الميداني محمد عوض، أن تتخذ سلطات الاحتلال المزيد من إجراءاتها ضد الخليل "هناك خطة متدحرجة شرعت سلطات الاحتلال في تنفيذها ضد الخليل منذ مساء الخميس".
ويستدرك: "الوضع على الأرض قبل المرحلة الجديدة لم تكن أسهل بالنسبة للخليل، فقد كانت الخليل محاصرة من جميع مداخلها، وقوات الاحتلال منشرة في الكثيرة من مناطقها ومحاورها".
ويضيف عوض المنحدر من الخليل لـ"بوابة العين": لكننا نرصد في اليومين الأخيرين تصعيدا غير مسبوق يطال كل قرى وبلدات الخليل، ويتابع: "الإجراءات العسكرية الأخيرة عزلت الخليل عن العالم الخارجي".
ويقول الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي: لقد أدخلت قوات الاحتلال "الخليل" في حالة حرب حقيقية منذ قرارات نتنياهو الأخيرة، "فالجيش يحكم قبضته على مداخل الخليل، والجنود تقدموا لأول مرة إلى محاور متقدمة في المواجهات مع الشبان الفلسطينيين"، هذا فضلاً عن الحزام العسكري الذي ستقيمه سلطات الاحتلال حول المدينة.
خيارات نتنياهو.. ستفشل
وحول خيارات نتنياهو للتعامل مع تنامي الانتفاضة في الخليل، أوضح الشرقاوي لـ"بوابة العين"، أنها تقع في ثلاثة خيارات؛ الأول إغلاق عسكري للمدينة من الخارج، والثاني دفع المزيد من القوات إلى نقاط التماس داخل المدينة، وبينها وبين قراها وبلداتها، وإذا قرر أن يذهب أبعد من الخيارين السابقين، فيكون الخيار الثالث في اجتياح كامل المدينة "ليكرر بذلك سيناريو عملية السور الواقي" التي اجتاح فيها جيش الاحتلال كامل مدن الضفة الغربية عام 2002.
ويؤكد الخبير العسكري أن كل الخيارات "ستبوء بالفشل الذريع"، ويتابع "إسرائيل جربت كل هذه الخيارات وفعلت الكثير من الخطط العسكرية منذ سبعة عقود كلها فشلت في ثني الفلسطينيين عن نضالهم".
ويتوقع الشرقاوي أن تسهم إجراءات الاحتلال "في زيادة وتيرة الانتفاضة في عموم الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في الخليل" لأن المدينة تشكل مخزونا كفاحيا لا ينضب"، في إشارة منه إلى تعداد سكان المدينة الأكبر فلسطينياً (إذ يقطنها حوالي مليون نسمة)، يعيش في محيطهم بضعة آلاف من غلاة المستوطنين المتطرفين.
وسجلت الخليل الحضور الأبرز بين المحافظات الفلسطينية المختلفة، في عدد العمليات الفدائية بـ(27) عملية من بين (152) عملية استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين، في مختلف المناطق الفلسطينية منذ أكثر من خمسين يوماً.
ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية إسلام عون، أن العمل المقاوم في تطور مستمر، ومؤشرات ذلك ما حدث خلال الأيام الماضية، وطبيعة السلاح المستخدم والتكتيكات المستعملة.
ويشير إلى أن الاحتلال لن يحقق من وراء رفع درجة التصعيد ضد الخليل مراده، بل" سيزيد وتيرة الرد المقاوم الفلسطيني" إلى المستوى الذي لن يستطيع الاحتلال مواجهته.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg
جزيرة ام اند امز